جُنوبيـة

40 0 0
                                    

تعصف بي الكلمات حين أنشدُ أسمكِ الصغير ، تتلاطم في قلبي أمواجكِ العنيفة هكذا تُرميني يميناً وشمالاً يأخذني سحر عّيناكِ الى مضايق لم تُكتشف وجزر لم تسقط عليها قَدم أنسي !
وأماكن لم يَزرها مخلوق قط ،

تتصاعد أنفاسي حين أتذكر لحظاتكِ العذبة بين الحلم والواقع في دائرة الشك وحقيقية الامور ، بين مرارة القهوة وسواد عَيناكِ

الى قصب بلادنا ، وانهارة الوفيرة الى مآذن الحي ، وأجراس الكنائس  الى لهجتنا التي تُحبينها الى شعراء مدينتكِ ولحن العود ورائحة المطر الى تلكَ الاضواء التي تُبهركِ الى عالم الاطفال الشاسع الى ضحكتكِ الرائعة  إليكِ انتي فقط ،

انتي نجمتي الخافته التي لا تُبهر الاخرين هكذا وقعتُ بكِ
في مُعزل عن العالم لم أكن مُحتاج الى أن تُبهريني ان أقع
في شراك جَمالكِ كما يعهد في الحُب دائماً ، لكنهُ القدر القدر
المُحتوم تحققه ايتُها العذبة ..

جئتي دون ميعاد ، دون نقرات على بابي دون أي سؤال
كعصفورة حُرة في أراضيها تُحلق مُعلنة الَربيع

تأسرينني يا فنر حين أنطقُ أسمكِ  الصغير تأتيني رصاصة مُحتمة
وها أنا ذالكَ الجُندي المنسي الان ، دون وجَهكِ دونَ كَلماتكِ
خَاسرٌ في مَعركتي بطلٌ في أعينهم لا عَينيكِ ..

تَصدين عَني كالكلمات دون نقاط ، نعرفها لكنها  تَبقى ناقصة
في جوار دفاتري القَديمة ومُفكرتي الصامتة تتلوها الارقام تلوى
الارقام ! دون برقيات لكِ او منكِ
متى اللقاء ؟

هل هُناكَ مخرج ام لا ! ام سنبقى هكذا دون حَلول نتقبل ما جرى
بأيدينا خَسرنا المعركة ، وسقطت كُل الجيوش التي راهن عليها
الاخرين ، أصبحتُ كالنرد شاحب اللون ابيض ! يملؤني حُزن وثقوب الايام السوداء تأكُل ما تبقى من قَلبي .

محبوبتي البَصرية لكِ مني سلامُ الله متى ما أغمضتُ عيني ومتى ما َصحوت أستذكر الرب وأناجية من أجلكِ ، من أجل أن تعودي ليّ
رُبما ليس الان ؟ رُبما بعد عام ؟ رُبما في عَوالم أخرى

يَعشقُها  عَربـي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن