الفصل 1

30 3 1
                                    

اشرقت شمس يوم جديد، تعلن عن بداية عذاب جديد للعديد من الأشخاص خاصة صاحبي الديون الكبيرة التي يجب دفعها قريبا. لكن ليس في حالتها، تربعت على كرسي من الجلد اسود كالفحم بينما تعلو وجهها الثلجي ابتسامة سادية و تلمع عيونها الخضراء كعيون الحيوانات المفترسة، شعرها الاسود كسواد الليل منسدل على كتفيها كعباءة سحرية تحميها بينما يديها تحمل مسدسا تلعب به بسهولة بين يديها.
....: ا ا انا اااسف حقا يا سيدتي! اعدك انه ان منحتن...
اخترقت رصاصة ذهبية رأسه قبل ان يكمل كلامه اردته جثة هامدة لا حياة فيها، نظر لها الجميع بدهشة للحظة لكن تغيرت ملامحهم للجدية مجددا بمجرد سماع صوتها الثلجي.
...: خذوه من هنا، و احضروا الذي بعده
اخخ كم اكره جلسات جمع الديون، كلها مملة و تزداد مللا عندما تعاد نفس الاسطوانة من الترجي و البكاء و الصراخ، حقا لا افهم لما يقترضون مالا عندما لا يكونون متأكدين من امكانية ارجاعه، الحل الوحيد الآن هو تخليصهم من حياتهم التافهة كيلا يعانوا اكثر، اه كم انا رحيمة و قلبي كبير.
مضى الوقت ببطئ شديد جعلني اكره كوني اقرض الناس الأموال، لكن ماذا افعل قلبي كبير~
من اصل 20 شخصا، قتلت 19 ، رقم جديد يضاف الى موسوعة اعمالي الخيرية.
نهضت من على كرسي لأتجه الى مكتبي، فرائحة الدماء بدأت تزعجني ليتبعني مساعدي ماكس.
ماكس: لديك اجتماع مع السيد باكستون بعد ساعة من الآن.
...: اجعله بعد ساعتين.
ماكس: لك..
قاطعته: ماكس ساعتين.
تراجع خطوتين و انحنى ثم غادر بهدوء، لا اريد مقابلة ذلك الأحمق الذي يفكر بنصفه السفلي فقط، نظراته المقرفة تجعلني ارغب في اخراج عينيه و طبخهما طبقا و اجعله يأكله، اوه فكرة جديدة اخرى، الست عبقرية جدا؟
اتجهت الى غرفتي لآخذ حماما سريعا، فرائحة الدماء تجعلني ارغب في التقيأ، دخلت غرفتي لأتفجأ بجايمس جالسا عند النافذة يتأمل المدينة و لكن بمجرد دخولي استدار ليبتسم لي بخبث.
جايمس: لم اكن أظن أنك ستتمكنين من الحركة بعد ليلة البارحة اليكس. ارتشف من كأس النبيذ الذي كان يحمله قليلا و ينظر لي من الأعلى للأسفل.
اليكس: اوه حقا؟ كنت اظنك كذلك ايضا، لكن يال خيبتي املي.
بدأت في نزع ثيابي لأستحم لكنني تفاجأت به ورائي.
اليكس: اذا كنت تملك رغبة في الموت المسني.
تعالت اصوات ضحكاته و تراجع للخلف.
جايمس: كنت اظنك تدعينني~
تجاهلت و دخلت للحمام لكن قبل ان ادخل قلت له: اذا خرجت ووجدتك فأنت ميت.
انهيت استحمامي و خرجت لاجد الغرفة فارغة، قد يبدو جايمس مزعجا لكنه يفهم الكلام على الاقل، ارتديت ثيابي و حملت سلاحي و ها انا اتوجه الى مكتبي لملاقاة باكستون الحقير، كم انا متحمسة... لا لست كذلك!
دخلت لاجده بالفعل ينتظرني هناك مع ابتسامة مقرفة، حاول عناقي لكنني وجهت المسدس لرأسه ما أدى الى ابتعاده.
باكستون: باردة و مجنونة كما عهدتك اليكس.
جلست على كرسي و وضعت المسدس فوق المكتب
اليكس: كلمة اخرى و ستخسر حياتك الرخيصة.
باكستون: حسنا سنبدأ في المهم.
اليكس: متى؟ اين؟ و كيف؟
باكستون: بعد غد، ستكون في قبو مبناي، العديد من الناس يقطنون هناك لن يشك احد.
اليكس: اريد ان اراه اولا
باكستون: اذا لنذهب الآن.
رافقت باكستون الى البناية التي يؤجرها للناس، تبدو سيئة جدا، من يقبل المكوث هنا؟ الجرذان؟
باكستون: و كما ترين باب القبو هو باب سري لا يعرفه احد، اؤكد لك ان لا احد سيعرف اي شيء هنا...
لم اكن مهتمة لسماع كلام باكستون و هو يمدح في خردته لأنني لمحت ظهر رجل طويل و يبدو قويا، يبدو كرجل عصابة او شيء ما.
اليكس: هاي من ذاك؟
باكستون: من؟ استدار لكن الرجل اختفى في لمح البصر.
اليكس: حسنا سأثق بك لكن خطأ واحد و رأسك سيكون زينة لحائط مكتبي.
باكستون: اااااجل سيدتي.
تركت باكستون خلفي و اتجهت لسيارتي، ليقابلني نفس ذلك الرجل، لكن برؤية ملامحه الآن يبدو وسيما، قويا و خطيرا.
التقت اعيننا للحظة، نظرته حقا شيء آخر، ركب في سيارة الاجرة و غادر، حسنا سيكون على ماكس العمل على بحث صغير الآن، ركبت سيارتي و غادرت.
****
_في مكان آخر من نفس المدينة_
تبا لهذا الصباح الدافئ اللعين ، لم أكن أظن  أنني سأشتاق لصقيع موسكوا  بهذه السرعة ، مع ذلك أنا بحاجة لبداية جديدة ، و هذه المدينة تبدوا أفضل وجهة لي في هذا الوقت ,   ميلانوا أحد أجمل مدن ايطاليا دائما ما تعيد لي ذكريات  أحب أن أتمشى في شوارعها الضيقة ذات الصخر العتيق  و بيوتها التي  أكل عليها الدهر و شرب. مدينة تحمل في طياتها حكايات و خبايا عديدة لكني مع ذلك أنا لا أفكر الا في شئ واحد من كل هذا ،  فقط ذكرى واحدة  ، أولى مهماتي كانت هنا حينما كنت عبارة عن حثالة أفعل أي شئ مقابل القليل من المال تبا لن اجهد ذاكرتي اكثر من هذا يجب ان تكون بداية جديدة  بمعنى الكلمة خالية من كل شئ يتعلق بالماضي الذي اثقل علي كاهلي ، الكسندر اندرسون و الملقب بزاندر  لست سوى شاب في أواخر العشرين و مع ذلك أشعر كأني كهل في الأربعين ... اووه إنها الثامنة و النصف علي توقف عن هذا الحديث السخيف و إلا سأتأخر عن موعدي مع مالك العقار، علي الإسراع الأن لحجز غرفة في الطابق العلوي تبا ..
في هذه الأثناء إنطلق زاندر مسرعا و قرر الأعتماد على الشوارع الضيقة  كإختصار للطرق الرئيسية  و حينها حدث ما كان يتوقعه تم ايقافه من قبل بلطجي احمق يريد  نقوده لكنه تراجع و هرب لمجرد النظر للوشم الموجود على عنق زاندر وشم العقرب ، لم يكترث زاندر لما حدث و اكمل طريقه فهمه الوحيد شقة في الطابق العلوي  و ها قد وصل ، التاسعة تماما رائع أنا مع الموعد  تماما ، حسنا  أظن  أن ذلك الرجل السمين ذو البدلة الأنيقة هو مالك العقار  , هاي أنت  أيها العجوز هل انت مالك العقار ؟ ، نظر لي بنظرة مشمئزة.
مالك العقار: قلل احترامي مرة أخرى و سأريك من العجوز أيها الوغد.
يرد زاند بإبتسامة: تمت مناداتي بما هو أسوء  ، دعنا لا نضيع الوقت
يخرج زاند مال و يسأله هل توجد شقة في طابق العلوي.
بنظرة احتقار يرد مالك العقار: نعم لكن هل ستستطيع دفع إيجارها  فذلك المال الذي تفتخر بإضهاره لن يكفيك أكثر من أسبوع هنا.
يرد زاند: دعني أهتم انا بذلك فقط جهز الغرفة.
ليأخده مالك العقار للغرفة بعد مروره بالإجراءات اللازمة كتوقيع العقد و كل تلك الرسميات ، غرفة بسرير لشخصين و شرفة واسعة بها طاولة و كرسيين تبدوا كشقة لزوجين  اعجب زاندر بها  ، و قرر اخدها من المالك ليغلق  بعدها الباب و يغط في نوم عميق ...ليستيقظ بعدها على ثالثة صباحا يجلس على شرفة يستذكر ماضيه المشؤوم الذي يحاول الهروب منه كل يوم لكن كيف ذلك و هو يمتلك ذاكرة ملمة بالتفاصيل. أشقى أهل الأرض هم من يمتلكون هكذا ذاكرة و مع ذلك يحفز نفسه سأنهض من جديد كأني لم افشل من قبل  ، يأخد  حمامه الصباحي المعتاد و يرتدي بذلته الأنيقة من نوعية فيرساتشي ، و يقرر ذهاب الى أحد مقاهي ميلانوا ، عند خروجه من الشقة يرى صاحب العقار مع فتاة فاتنة أنيقة تبدوا من العائلات البرجوازية و بمجرد النظر إلى صاحب العقار الذي كان التوتر بادي عليه عرف أنها ليست بفتاة عادية و مع ذلك قرر تجاهل كل هذا  و الذهاب خارجا لتقابله مرة أخرى تلك الفاتنة الأنيقة بعينيها الخضراوتين و نظرتها المتغطرسة  عند المخرج مع ذلك لم يكترث لها و اكمل طريقه الى المقهى قرر الركوب في سيارة أجرة لتجنب قطاع الطرق ، مع جلوسه تماما بدأ سائق الأجرة حديثه عن حالة الطقس كعادة أي سائق لإفتتاح الحديث يبدوا كأنه تقليد شائع بينهم ،
السائق : الجو يبدوا رائعا هذا اليوم لكن مع ذلك لا تنخدع به يا سيدي فتقلبات الطقس في ميلانوا مخادعة تشبه تقلب فتاة ميزاجية تارة تضحك و تارة تنكد عليك ههههه .
زاندر : تبدوا فكاهيا على غير عادة سائقي الأجرة  ، من فضلك أصمت أحب الهدوء مع الصباح .
السائق و نظرة الحيرة و الإحراج تعلوا وجهه : أسف سيدي لم أرد إزعاجك . لا يرد زاندر عليه و بهذا قد أبدى إنطباعا بأنه ليس إجتماعيا ، و يبقى غارقا في ضجيج أفكاره و ذكريات ماضيه تعود اليه كوميض أمام عينيه دائما ما يتذكر  نفسه قبل 8 سنوات حين كان في 21من عمره  أول مهمة رسمية له حين قتل اول ضحية، رجل عصابات مع عائلته في سيارة كاديلاك سوداء  كان الجو ماطرا  و الضباب يغطي المدينة قام زاندر بدس متفجرات بالسيارة على أمل قتل رجل العصابات وحده لينتهي به الأمر قاتلا لعائلة كاملة ذهب ضحية ذلك الانفجار  فتاة لم تتجاوز أربعة سنوات بالنسبة للمافيا المهمة قد تمت لكن  بالنسبة لشاب في العشرين لم تكن سوى صدمة و كئابة و كوابيس لا منتهية ، سيدي لقد وصلنا الى وجهتك ، يقطع صوت السائق هذه ذكرى البائسة و ينزل زاندر أمام المقهى  ، يدخل ليشرب حليبا ساخنا كعادته يجلس منتضرا طلبه ، لا تبدوا من هذه المنطقة يا سيدي يقاطع انتظاره صوت النادلة ليلتفت إليها بنظرة الحيرة كيف عرفتي هذا ، تجيب لم اعرف كان تخمينا فقط و لا يأتينا في العادة الى مقهانا شخص أنيق ليشرب الحليب ، ليرد زاندر بإبتسامة ، أظن أن الفكاهة تجري في دماء أصحاب الطبقة الكادحة قالها في نفسه
النادلة : تفضل حليبك يا سيدي
زاندر : شكرا لك
يبقى جالسا في الميني بار  يشرب حليبه  على غير عادة الزبائن العاديين ، جالس يفكر و يتلذذ بحليبه ليسمع صوت ثمل يجلس بجانبه ، "هاي هاي أيتها الشقراء تعالي لتحتسي شرابا معي أيتها النادلة "، مع تجاهل النادلة له مما أثار انزعاج هذا الزبون الحقير الذي يفتقر للباقة في تعامل مع نساء ،  و يناديها تبا لكي أيتها العاهرة  و مع ذلك بقيت تتجاهله مما أثار غضبه أكثر لينهض إليها و يمسكها من يدها تحت انظار الجميع دون أن يتحرك أي شخص ، و بدون سابق انذار  ينهض زاندر و يحطم كأس الحليب على رأس هذا الثمل اللعين ، هي لا تريد إحتساء الشراب معك أيها الوغد اللعين  ليبدأ بضرب بركلات متتالية على بطنه مما جعله يتقيئ ، ثم أخرج زاندر مبلغا من المال و نظر الى النادلة اذا كانت لديك ذرة كرامة اخرجي من هنا و غادري ابحثي عن مكان أفضل من هذا ثم يهم بالمغادرة  ليتعالى صوت النادلة من وراءه شككككررراااااا لك لكن ما إسمك ؟؟
_______________________________________
اتمنى ان يعجبكم الفصل، و اراكم في فصل آخر قريبا، استمتعوا~

سخرية القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن