بعد فترة وصلت و تفاجأت برؤية الرجل ملقى على الأرض غارقا في دمائه، كان يحاول النهوض لكنه لم يستطع.
اقتربت منه بهدوء متفحصة المكان حوله، لكنني لم اجد احدا
اليكس: هاي هل انت بخير؟
***
أخر عبارة ترددت في أذنه هي : هاي هل أنت بخير؟ لأفقد وعي بعدها.
شارع ضيق و مظلم ، سماء مليئة بالنجوم و الثلج يكسوا كل زاوية في مدينة موسكوا ، قصر الكريملين مزال واقفا شامخا في الأفق يمتع ناظري كل من يراه بأضواءه الخلابة ، هناك و في زاوية ذلك الشارع طفل ذو الخمس سنوات واقف أمام إمرأة تبدوا كجثة هامدة ، نحيفة تماما ناصعة البياض و جلدها بدأت تظهر على زرقة كأنك الدم تجمد بها ،" بني ألكسندر تعال يا صغيري العزيز ، أنا لم يبقى لي في الحياة أي شئ ، عشت حياة تافهة كعاهرة أمتع الجميع من أجل أن أحصل على أجر صغير أخطي به إحتياجاتي ، سامحني يا بني لأني لم أستطيع أن أحميك و أجعلك تعيش حياة بسيطة و. جميلة " ينظر إليها ألكسندر بنظراته البريئة و وجهه اللطيف تكسوه حمرة البرد التي خديه نحيفين ، يبتسم لأمه و يقبلها " أمي أنا أحبك " و هنا تنهمر دموع أمه على وجهها كفيضان تندب حظها و حظ صغيرها ، تعرف أنها مشارفة على الموت و لم يبقى لها سوى ساعات معدودة على الأكثر ، " أريدك أن تذهب إلى قصر أندرسون فقط توجه إلى الحانة التي كنت أعمل بها و أعطي الحارس هذه العملة و سيتولى هو باقي الأمر ، إستخرجت أمه عملة ذهبية منقوش عليها شعار عقرب تحصلت عليها من أحد زبائنها الأثرياء قبل ستة سنوات ، عملة لا يحملها إلا عائلة أندرسون المافيا الملكية كم يلقبها البعض ، يحمل زاندر العملة ثم ينظر الى أمه " لنشتري بها الحليب يا ماما " ، هنا تشهق أمه بالبكاء لا يا بني إنطلق إلى الحانة كما أخبرتك.
و هنا يتحرك زاندر بصعوبة في الثلج ، لا يستطيع الشعور بأصابعه من شدة البرد و لعدم إمتلاكه حذاء يحمي به قدميه من صقيع الشتاء شارف على الوصول إلى الحانة و بغير سابق إنذار يسقط أرضا و تسقط العملة من يديه و هو ينظر إليها ببراءة ، تتدحرج العملة لتتوقف تحت قدمي رجل ضخم الجثة ، أنيق الطلة ، بذلة فيرساتشي و معطف ذو فرو أسود ، و شعر أسود كسواد الليل بتسريحة أنيفة ، ينظر إلى العملة التي إرتطمت بحذاءه ، لم يندهش لرؤية العملة كإندهاشه بحامله ، ينطق نحو الصغير ينزع وشاحه و يلفه حوله " تعال معي أيها المشاكس ،تبدوا جائعا " ينظر إليه ألكسندر ببراءة الأطفال ...... يستيقظ زاندر بعدها متصببا بالعرق ، ينظر حوله بعيون ضبابية ، يجد نفسه في غرفة فاخرة على سرير مريح ، تقابله فاتنة جميلة بشعر طويل و حلة أنيقة ، محادثا نفسه " هل أنا في الجنة هههه، هل إستجاب القدر أخيرا "
أليكس : إستيقظت أخيرا أيها العقرب الفضي
زاندر بدهشة : ماذا ؟! كيف ذلك ؟؟ كيف تعرفتي على إسمي؟!
ماكس : لا يحتاج ذلك إلى أي تفكير ، فمجرد إمتلاكي لعينين سليمتين علمت أنك ألكسندر أندرسون ، الوشم الذي على عنقك أوحى لنا بكل شئ
أليكس : لم أعتقد يوما أنني سألتقي بشخص من العائلة الملكية هههههه، و هاهو الأن راضخ أمامي و لمطالبي
زاندر بإنفعال : يبدوا أنك صدمت رأسك أيتها المدللة أنا لا أرضخ لأحد! يتألم بعدها من شدة إنفعاله
أليكس : لا تتحرك كثيرا فجرحك لم يلتئم بعد ، كنت أنتظر موتك لكنك متمسك بالحياة يا هذا ، أنت حقا تمتلك روح المحارب
(زاندر محادثا نفسه : القدر مزال يمازحني كعادته )
زاندر : لا تنتظري مني أي شئ فمجرد أن أستطيع التحرك سأرحل
أليكس : لكن هذا عكس ما تمليه قوانين التميمة في عالم المافيا !
زاندر بإندهاش : أي تميمة هذه أنا لم أتعامل معك من قبل
أليكس : أنقذت حياتك و الأن أنت مدين لي ، وفق قواعد التميمة (التميمة : غرض توضع عليه بصمة بالدم لطرفين يحق لكل منهما مطالبة الأخر بخدمة في أي وقت و تحت أي ظرف)
زاندر : لم أطلب منك إنقاذي !!
ماكس : بصمتك بالدم متواجدة لدينا الأن ، و المافيا لا تقدر خدمات مجانية ، و لا أظن أن العائلة الملكية ستتقبل فكرة أن العقرب الفضي لم يوفي بقواعدها ، و على حسب علمي أنك كنت من مؤسسي فكرة التميمة ههههههه ، إنقلب السحر على الساحر
زاندر : تركت ذلك العالم بلا رجعة ، لهذا أتركوني أذهب بسلام.
أليكس : بسلام !! حقا ، أي سلام تحدث عنه أي العقرب الفضي ، إنجازاتك تتحدث عنك لقد كنت رمح عائلة أندرسون .
لقد قمت بإبادة عائلات ذات نفود منقطع النظير في عالمنا ، و منهم عائلة خروتشوف ، ذاع صيتك بعدها و الجميع أصبح يخاف جحيمك .
زاندر : لا شأن لي بالماضي
أليكس : ماضيك هو من يصنع حاضرك ، و ها أنت تجني ثمار أفعالك
زاندر : هي هل أنت هي الله لكي تحاسبيني عليها؟!
أليكس : هههه أنا فقط أمارس حقوقي هنا ، و التميمة تشهد على ذلك
زاندر : ماهي مطالبكم ؟؟ ولمذا أنا بالذات !!
ماكس : حسنا نحتاجك في مهمة واحدة و يمكنك الرحيل بعدها ، لماذا أنت بالذات أظن أن هذا لن يحتاج للشرح : من يمكنه مواجهة الرياح ، من يمكنه سحق الجبال ٫ من يمكنه دفن المحيطات , من يمكنه الهرب من الضوء ، بالطبع يمكن أن يختفي في الظلال لكنك متواجد هناك أيضا ، زاندر أنت كمطرقة ثور ، فبدونها ثور لن يستطيع توجيه قوته و أنا أريدك أن تقود جيشي في هذه المهمة ! ، أمتلك فرقة لا مثيل لها من الرجال المدربين لكنها من دون توجيه
زاندر : لماذا لا تقودها بنفسك؟
ماكس : أنا الجندي رقم واحد للسيدة أليكس ، أتحرك معها كظلها ، أنا هو رمحها ، أقوم فقط بالمهمات الخاصة ، لكن هذه المهمة بالتحديد كانت ستوجه لك خاصة بعد معرفتنا أنك العقرب الفضي
زاندر : و إن قابلت طلبك برفض؟
ماكس يستخرج ملفا و يرميه إلى زاندر : أنظر إلى الصور ذلك الملف ، أتذكر ذلك القتال الذي إفتعلته في الحانة من أجل تلك النادلة الشقراء !!
زاندر ينظر إلى الصور بدهشة
ماكس : حسنا ، لقد قمت أنا بإنهاء عملك بعدك ، لقد قمت بضرب شرطي فاسد و لحسن حظك أن لا أحد يعبث مع أتباع الماركيزة أليكس ، أما بالنسبة إلى تلك الشقراء ، فقد إستغلت نقود إعالتك لها بشكل جيد ، هي تكمل دراستها الجامعية و تعيل طفلتها و مع بعض التسهيلات من السيدة أليكس و أفعالها الخيرية هي تعيش حياة هانئة بالمنحة الممنوحة لها من قبل فخامتنا .
زاندر : أيها الحقير كنت تتبعني إذا
أليكس : ليس لدي وقت لأضيعه معك هنا ، أنا لا أعيد الكلام مرتين ، إما أن تقوم بالمهمة أو أجعل حياتك جحيما ، سأقتل الشقراء و أجعل إبنتها عاهرة ، و سأقوم بإطلاق رصاصة في عمودك الفقري و أتركك تعيش باقي حياتك في جحيم مطلق ، تشاهد فتاة صغيرة تكبر لتصبح عاهرة ، تبقى في نفس الغرفة تشاهد نفس السقف و تأكل نفس الأكل ، سأجعلك تتمنى الموت و لا تحصل عليه , لنتحرك الأن يا ماكس لا وقت لدي لكل هذا, أما أنت فكر جيد ، كلمة واحدة لا تعجبني و لا تلم إلا نفسك .
ماكس : لا أحد يعبث مع الفولتوري ههههههههههه ( يضحك عاليا ) .
_______________________________________
فصل آخر <( ̄︶ ̄)>
أنت تقرأ
سخرية القدر
Actionتدور احداث القصة حول ثلاثة اشخاص لكل منهم مبادئه و حياته الخاصة ، لكن يشاء القدر أن يجمعهم في طريق واحد او لأكون اكثر تحديدا وضعهم القدر في طريق بعضهم ، زاندر رجل مافيا سابق خرج من ذاك العالم بحثا عن سلامه الداخلي و الحياة الهادئة ، أليكس الماركيز...