التأخير كان لأسباب كتيرة
غدًا فيه فصل ان شاء الله كتعويضوعدتُ ألا أميل مع الهوى و لكنني مِلتُ
و نكثتُ بـ وعدي و ذُبتُ داخلها
و ما كان بـ داخلي خواء جاف تخبطت هي داخله
و ضاعت هي الأُخرى و ظلت صحراءه جافة…عندما إنتصف الليل
إستفاقت سديم حينما شعرت بـ خواءٍ جوارها فـ نظرت إلى الخلف و لم تجد أرسلان، نهضت عاقدة لحاجبيها ثم جلست و بحثت عنه في أرجاءِ الغُرفة إلا أنها لم تجده، فـ قررت الخروج من الغُرفة و البحث عنه
هُناك ما يُؤرق مضجعها مُنذ صادفته أمام المشفى، و كأن أرسلان المُتباعِد أصبح أكثر تباعدًا، بحثت عنه ربُما كان بـ المرحاض و لكنها لم تجده، ما يؤكد لها أنه لم يرحل، ثيابه و هاتفه لذلك قررت البحث عنه في الشُرفةِ و لكنها توقفت أمام الغُرفةِ التي يتواجد بها الأطفال
إنبهرت سديم و شعرت بـ الدفءِ يغمرها حينما وجدت أرسلان بـ غُرفة الأطفال، أرسلان قد لا يكون أبًا جيدًا و لكنه يبذل الكثير من الجُهد ليكون واحدًا، كان يحمل سيلا التي تبكي حتى إحمر أنفها و هدهدها بـ صوتٍ هاديء، عميق لم تظن أن أرسلان يتملكه
جاب الغُرفة ذهابًا و إيابًا و فمه مدفون في خُصلاتها القصيرة ربُما يهمس بـ أسرارٍ لا يود أن يسمعها آخر، و ربُما يُقبلها ليُسري داخلها الراحة، و لكن ذلك المشهد حُفر داخلها و لن يستطيع أحدًا محوه
ضخامة جسده مُقابل جسدها الضئيل
صلابة صدره مُقابل جسدها اللين، الضعيف
صوته الرخيم مُقابل زقزقتها اللطيفة
و يدًا كبيرة تحتوي مُقابل كفين لا يكفيا لعناق إصبع واحد منهلم تشعر بـ نفسها إلا و وجنتها مُبللة فـ مسحت وجهها و همّت الدخول و لكن حديث أرسلان أوقفها و هو يهمس لسيلا التي تستنشق تنُم عن إنتهاء نوبة البُكاء
-واخدة جمال أُمك…
إبتسمت سديم و رفرف قلبها و لكن سُرعان ما إنمحت تلك الإبتسامة و حلّ محلها تعبير داكن حينما أكمل أرسلان ساخرًا
-بس يارب متاخديش نكدها…
ستتهاون و تتظاهر بـ أنها لم تسمع فقط لذلك المشهد الذي لامس دواخل قلبها، و فقط رحلت و ستنتظره بـ الشُرفةِ ولأنها تعلم أنه لن يعود إلى الغُرفةِ
جلست بـ الشُرفةِ تضم وشاحها إلى صدرها و إنتظرت خروجه ثم نادته حينما وجدته يخرج بعد ثلاثين دقيقة
-أرسلان!...
إستدار إليها فـ وجدها تبتسم ليقترب منها ثم وقف يتكئ إلى إطار الباب عاقدًا ذراعيه أمام صدرهِ و تساءل
-إيه اللي مصحيكِ و قاعدة بتعملي إيه!...
مدت سديم يدها و إبتسامةٍ حلوة تُزين ثغرها الجميلة و قالت
أنت تقرأ
هُزِمَ الشيطان
Romansالجزء الثاني من ملكة على عرش الشيطان همست له ذات يوم: أن ذلك القيد الذي فرضه قسرًا عليها أصبح الآن أرضًا واسعة، حُرية جعلتها مُقيدة به و همس لها ذات ليلةٍ: أن ظلامه دامس، و أنها ليست أهلًا له و أن عتمته هي ملاذه و لا يعرف أرضًا غيرها... جحيمه الذي...