الفصل الثالث

6.5K 339 111
                                    

التأخير كان لأسباب كتيرة
غدًا فيه فصل ان شاء الله كتعويض

وعدتُ ألا أميل مع الهوى و لكنني مِلتُ
و نكثتُ بـ وعدي و ذُبتُ داخلها
و ما كان بـ داخلي خواء جاف تخبطت هي داخله
و ضاعت هي الأُخرى  و ظلت صحراءه جافة…

عندما إنتصف الليل

إستفاقت سديم حينما شعرت بـ خواءٍ جوارها فـ نظرت إلى الخلف و لم تجد أرسلان، نهضت عاقدة لحاجبيها ثم جلست و بحثت عنه في أرجاءِ الغُرفة إلا أنها لم تجده، فـ قررت الخروج من الغُرفة و البحث عنه

هُناك ما يُؤرق مضجعها مُنذ صادفته أمام المشفى، و كأن أرسلان المُتباعِد أصبح أكثر تباعدًا، بحثت عنه ربُما كان بـ المرحاض و لكنها لم تجده، ما يؤكد لها أنه لم يرحل، ثيابه و هاتفه لذلك قررت البحث عنه في الشُرفةِ و لكنها توقفت أمام الغُرفةِ التي يتواجد بها الأطفال

إنبهرت سديم و شعرت بـ الدفءِ يغمرها حينما وجدت أرسلان بـ غُرفة الأطفال، أرسلان قد لا يكون أبًا جيدًا و لكنه يبذل الكثير من الجُهد ليكون واحدًا، كان يحمل سيلا التي تبكي حتى إحمر أنفها و هدهدها بـ صوتٍ هاديء، عميق لم تظن أن أرسلان يتملكه

جاب الغُرفة ذهابًا و إيابًا و فمه مدفون في خُصلاتها القصيرة ربُما يهمس بـ أسرارٍ لا يود أن يسمعها آخر، و ربُما يُقبلها ليُسري داخلها الراحة، و لكن ذلك المشهد حُفر داخلها و لن يستطيع أحدًا محوه

ضخامة جسده مُقابل جسدها الضئيل
صلابة صدره مُقابل جسدها اللين، الضعيف
صوته الرخيم مُقابل زقزقتها اللطيفة
و يدًا كبيرة تحتوي مُقابل كفين لا يكفيا لعناق إصبع واحد منه

لم تشعر بـ نفسها إلا و وجنتها مُبللة فـ مسحت وجهها و همّت الدخول و لكن حديث أرسلان أوقفها و هو يهمس لسيلا التي تستنشق تنُم عن إنتهاء نوبة البُكاء

-واخدة جمال أُمك…

إبتسمت سديم و رفرف قلبها و لكن سُرعان ما إنمحت تلك الإبتسامة و حلّ محلها تعبير داكن حينما أكمل أرسلان ساخرًا

-بس يارب متاخديش نكدها…

ستتهاون و تتظاهر بـ أنها لم تسمع فقط لذلك المشهد الذي لامس دواخل قلبها، و فقط رحلت و ستنتظره بـ الشُرفةِ ولأنها تعلم أنه لن يعود إلى الغُرفةِ

جلست بـ الشُرفةِ تضم وشاحها إلى صدرها و إنتظرت خروجه ثم نادته حينما وجدته يخرج بعد ثلاثين دقيقة

-أرسلان!...

إستدار إليها فـ وجدها تبتسم ليقترب منها ثم وقف يتكئ إلى إطار الباب عاقدًا ذراعيه أمام صدرهِ و تساءل

-إيه اللي مصحيكِ و قاعدة بتعملي إيه!...

مدت سديم يدها و إبتسامةٍ حلوة تُزين ثغرها الجميلة و قالت

هُزِمَ الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن