غالباً لا يتم التحدث عن الاكتئاب وكلاً يصارع أسقامه وحيداً منزوياً في الظلمة ، بالرغم انه أمرا يؤثر على حياتنا وسعادتنا بشكل أساسي وعميق! لذلك نحتاج إلى التحدث أكثر عن الاكتئاب ، وما يعنيه ، وكيف يمكن علاجه والطرق السليمة والصحيحة للتعامل معه وبالطبع الانفتاح والافصاح هما المفتاحان ، علينا ان نصبح أقوى ضده ، من الممكن اننا قد نتعرض للاكتئاب في مرحلة ما من حياتنا ، لذا من الأفضل أن نكون مستعدين للتعرف عليه!
ومع ذلك ليس سهلا أن يدخل الانسان في دائرة الاكتئاب او حتى يصنف نفسه بأنه مكتئب ، فالحزن الشديد وحده لا يعرف الاكتئاب! ومع ذلك لن نجحد اي شعور قد يحس به المرء فانا شخصياً أعلم واؤمن بقدسية المشاعر واحترم كل ذرة إحساس قد يصدر من قلب الانسان.
لندرك ان الانفتاح مع أصدقاءنا وعائلاتنا وفي علاقاتنا أمر مهم جدا للحفاظ على الحوار ويكون هناك أخذ وعطاء متبادل والشعور بالامان والانتماء أن نكون مكتئبين هو الشعور بالحزن وعدم تذكر السبب! والامر لا يقتصر على الحزن او الشعور بالبكاء وعدم الضحك! الامر مؤلم اكثر من ذلك وكأن شيئاً من الداخل قد كسر وتحطم
وهو بالغالب امرٌ يصعب وصفه ، وفي أسوأ الاحوال قد يصل الاكتئاب أن نهوي في الفراغ وكأننا لم نعد ننبض ، الشعور بالخواء ، انعدام الشعور ، قد نبكي ونحن لا نشعر بشيء! قد نغضب ونصرخ ونحن لا نرى ولا نسمع! قد نضحك ثم نجهش بكاءاً داميا! ومن ثم نصمت صمتاً طويلاً فلا يصدر منا أي شعور ولا فعل!
وجزء كبير من الاكتئاب هو الشعور بالوحدة ، حتى لو كنا في غرفة مليئة بمليون شخص! أمر محبط .. فنحن نعرف أن هناك الكثير مما يستحق الامتنان والسعادة والاستمتاع به ، ولكن لا يمكننا الوصول إلى هناك ولا نقدر الشعور بذلك ، بعدها ستراودنا افكاراً ليست سوية وسلبية الى حد قد نرغب في الموت وأننا لم نعد نريد أن نبقى على قيد الحياة! نفكر بهذه الطريقة لكن في الحقيقة نحن نعتقد أننا نريد الموت ولكن في الواقع ، نحن فقط نريد أن يتم إنقاذنا وتخليصنا! فنحن كبشر لم نولد حزينين ولم نخلق من رحم كئيب ولا وجدنا كنذير بؤس ، فنحن من نفعل هذا بأنفسنا لنصل الى هذه الحالة ، علينا أن نتذكر بأنه لم يتم اعطاءنا الاكتئاب وليست جزءا منا لذلك علينا ان نوقن بأننا نستطيع الخلاص منه! فبمجرد اختيار الأمل "كل شيء ممكن".
فعندما نتلبس الأمل ونتحدث بالإيجابية فبطريقة ما سننجو فلا يمكن أن يجتمع الاكتئاب والقلق بداخلنا إذا كنا نزرع مشاعر الفرح والإلهام!! مثلا عندما نقول " لدي الاكتئاب" فيفضل أن نقول "أنا أحارب" الاكتئاب بدلا من "أنا أعاني" نستطيع تشبيه ذلك وكأن الاكتئاب يهاجمنا ، لكننا رددنا عليه ولن نسقط ضحايا فنحن محاربون وبدأت المعركة !! ومهما كانت الأشياء السيئة تجتاحنا الان و بغض النظر عن مدى سوء الشعور بأننا عالقون وبغض النظر عن عدد الأيام التي قضيناها في البكاء والتمنيات التي ترجو لو اختلفت الامور ، بغض النظر عن مدى اليأس الذي نشعر به ، أعدك أنك لن تشعر بهذه الطريقة إلى الأبد ، فلنستمر في التقدم للأمام ، ستواجه بعض الليالي المظلمة الموجعة لروحك ، لكن الاستسلام لذلك ستكون ، هزيمة وخسارة هائلة وكأنك بعت نفسك وما أنت عليه! لا بأس الاعتراف بأن جروحنا ما زالت مفتوحة واننا لازلنا نتعافى فلنأخذ وقتنا ولنختر كل يوم لمسامحة أنفسنا ، فانت انسان وجميعنا بشر
نخطئ ومعيبون ونزل كثيراً ورغم ذلك أنت وأنتي تستحقون الحب وخاصة بعد أن تم استنزاف كل ما لديكم! صدقاً سنشعر بتحسن ، ربما ليس الان او غداً او قريباً ، لكننا سنفعل!فقط لنستمر في العيش حتى تكون على قيد الحياة مرة أخرى لا بأس في أن نستمر في تجميع أنفسنا ببطئ فحتى القلوب القوية تتحطم… ان احتاج الامر ان نتوقف مؤقتًا عن حياتنا فلنفعل ذلك ، اعتني بنفسك بمحبة ، لا تتجاهل راحتك ،تمهل حتى تتمكن من أخذ نفس عميق، فالعلاج الذي حقاً سينعشنا هو حب هائل للذات وأحيانًا يكون التخلي هو الخيار الوحيد لإنقاذ نفسك هو السبيل لانتشالك من الهاوية!
سنكون أقوى من هذه السلبية فكيف ناضلنا وانتصرنا فنجونا هو ما يعبرنا وليس ماذا حدث لنا. لنساعد الآخرين على فهم والإيمان بأن هناك أملا ، حتى يتمكنوا من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها لعيش حياة غنية ومرضية إن كنت تعتقد أنك عديم القيمة ولا تريد العيش ! أرني أكثر أجزاء روحك تضرراً ، وسأريك كيف لا تزال تلمع وتسطع كالذهب لنشارك معاركنا معا لستم لوحدكم ✨ . . . . .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
