@WattpadRomanceARاليوم هو اليوم الموعود.
اليوم سألتقي بمحبوبي بمفردنا للمرّة الأولى.
إشراقتي ستكون لهُ وحده.
زيّنتُ وجهي مسبقاً بقناع من طمي النيل الذي جلبتهُ وصيفتي ني وحضّرته بحب من أجلي. فقط لو أنّها علمت لمَن أزيّن نفسي لما أهدَرَت ولو ذرّة واحدة من حبّها وحنوّها في تحضيره.
علماً أنّ ني ليست غبيّة مطلقاً. هي امرأة حكيمة سليلة عشرات النّساء الحكيمات. بالتأكيد لم تخفى عليها نظراتي المغرمة، نبضاتي التي كدت أنا بنفسي لا أعرفها أحياناً، أو جسمي الذي أصبح محموماً على الدوام.
عينها الثاقبة لن تعجز عنّي.. ولكنّها _ وبدون أن تُظلعني على شكوكها حتى _ عملت جاهدة على إخمادها وأظنني أعرف السبب إذا لطالما ردّدتْ على مسامعي عبارتها الشهيرة بنبرة لا تشبه نبرة الخادمات : "عندما تخافين من شيء ادفنيه وادفني معه خوفكِ". تسلّل وحش الخوف إلى قلبها وببساطة هي دفنت خوفها.
آه كم أودّ مشاركتها مشاعري هذه. عرفتُ ني منذ الخامسة وأصبحت ملكي عندما أتممتُ الثامنة. طوال هذه السّنوات لم أُخفِ عنها شيء، ولكنني أعلم حقّ العلم أن هذا الشيء بالتحديد لا يصلُح لأن أُطلعها عليه ولو بعد مائة عام..
"سيدتي. وصلت ناشت زيهي." قالت ني بصوت عالٍ كان من شأنه جذبي بقوة من أفكاري الدّاخلية المليئة بحبيّ المُحرّم.
اعتدلت في جلستي أمام مرآتي الضّخمة وسمحتُ للمصففة زيهي أن تقوم بعملها.
بينما تعمل بإخلاص قالت المصففة الخبيرة بقصد تسليتي والقضاء على الصمت الذي يملأ القاعة الكبيرة : "منذ الأزمان السّحيقة استخدم الناس *الغرين* يا ملكتي المعظّمة، هذه النعمة التي يجلبها لنا النيل العظيم، استخدموها لعمل أقنعة للبشرة لما لها من أثر فعال في تغذية البشرة وتقويتها وتجديد حيويتها والمحافظـة على نضارتها وليونتها وصفائها. وكانوا محقين.. إذ آراكِ نضرة كالزهرة يا جلالة الملكة. ألا توافيقنني الرأي يا سيدة ني؟"
أنت تقرأ
اختيار
Historical Fictionبقلمي: ꪜꪖ᥅᥅ꪗ تاريخية واقعية & عاطفية التصنيف العمري: +16 في مصر القديمة تفوّقت التقاليد على كل شيء.. ولكن هل يمكن للتقاليد أن تهزم الحب؟ فائزة في تحدي 'امرأة فرعون' من حساب أدب العاطفية العربي @WattpadRomanceAR فائزة في مسابقة نبتة مهمشة من @nehala...