سمع وقع حذاء اعتاد على سماعه في الفترة السابقة وتقريباّ هو يكاد يحفظه.التفتَ إلى معشوقته التي تشعّ كالشمس في وسط الظّلام.
شعرها الأسود الذي ما يزال يستشعر نعومته الفائقة برؤوس أصابعه حتى الآن، مثبّت جيّداً لا يتأثر بمقدار أنملة في هذا الجو العاصف.
عيناها المكحّلة تشتعل حماساً وربما خوفاً.
تقدّم إليها مركزاً بصره على بديع جمالها وما كان من الملكة إلّا أن أخذته بأحضانها فور وصوله إليها، تُشبع شوقها المتزايد أبداً، تستنشق عميقاً تخزّن الرائحة الساحرة الناتجة عن امتزاج الزنبق والقرفة مع رائحة محبوبها الطبيعيّة، عملت الرائحة دورها في إخبار بمقدار تعب صاحبها، بمقدار خوفه، بمقدار شعوره بالذنب، أما اللّمسات الحانية التي تفتعلها يديه الماجنة على بقع مختلفة من جسدها فقد أوصلت لها مقدار حبّه ورغبته بها.
-
جلسا على ضفّة النّيل يتشاركان الأحاديث والمخاوف والأماني.
"جلالتك هل تعلمين ما نهاية كلّ هذا؟ أرجوكِ دعيني أطمئن إن كان بمقدورك ذلك." قال مير بنبرة تحمل من التجليل والتوقير ما يناقض تماماً لواقعهما الحالي، على الأرض الطينية جلست الملكة وعلى فخذيها وضع الخادم رأسه ممدّداً جسده على الطّين الجَافّ يحدق تارة في العينين البنيّتين لمعشوقته وتارة في الأفق البعيد مستمتعاً بكل لحظة يعيشها مع ملكته الآن قد لا يتسنّى له إعادتها لاحقاً..
أجابت الملكة بثقة : "لا أعلم ما نهاية هذا ولكنّك تجلس الآن مع الملكة نيث. صحيح أني لم أولَد ملكة أو أميرة ولكنّني واثقة أن الإلهة نيث ترعاني. والآن هي ترعاك."
لم تكد تكمل كلماتها وإذ بالليل يحال نهار ويعجّ المكان بالجنود ضخام الجثث الحاملين أسلحتهم الثقيلة المخيفة جميعها.
بالقوة تم اقتيادهما إلى القصر مسحولَين على الأرضية المعبّدة المنبسطة.
تم إهمال مكانة الملكة بأمر من الفرعون المبجّل فتعامل معها الجنود بقسوة وفظاظة كأيّ خائنة مجرمة بعد تجريدها من كلّ ما يتعلّق بمكانتها العظيمة من رداء أو حليّ.
أنت تقرأ
اختيار
Historical Fictionبقلمي: ꪜꪖ᥅᥅ꪗ تاريخية واقعية & عاطفية التصنيف العمري: +16 في مصر القديمة تفوّقت التقاليد على كل شيء.. ولكن هل يمكن للتقاليد أن تهزم الحب؟ فائزة في تحدي 'امرأة فرعون' من حساب أدب العاطفية العربي @WattpadRomanceAR فائزة في مسابقة نبتة مهمشة من @nehala...