على الضّوء الخفيف الصّادر عن شمعة صغيرة غادر الخادم مع ملكته القصر ورافقهما السّيد زاو حتى الأبواب الخارجية للقصر.
وقبل أن يكملا مسيرهما توقّفت نيث أمام قبر والدة زوجها رغماً عن المخاطر المُحتملة. إذ قرّرت تقديم الاحترام والطّاعة لها، والاعتذار منها عمّا بدر منها من خيانة عظيمة مشينة.
أمام أحد جدران المقبرة وقف مير وقرأ برهبة واستغراب : "أما من جهة أي فرد يريد أن يلحق أي أذى بهذا القبر الذي في المقبرة، وهو الذي تابوته مركب فيه الأب فوق أمه (أي الغطاء فوق التابوت)، فإني سأتقاضى معه في المجلس المبجل الفاخر للإله العظيم رب الغرب، وسأقبض على رقبته كما يقبض الإنسان على عصفور، وسيسري خوفي فيه أمام كل من على الأرض، وكل الأحياء سيرتعدون من الأرواح الممتازة، وإني روح ممتازة، ليس السحر أمامها بالشيء المستعصي، أما كوني حاذقةً فإني مرتلة حاذقة وامرأة عالمة ﺑ «أمور السّحر»."
على صوت الخادم خرجت الملكة من أفكارها ونظرت إلى حبيبها موضحة : "أمر الملك بيبي الأول بإعدام الملكتين للتخلص من غضب الشعب على هروب ملكته المتآمرة. هو أنساهم الحادثة الأولى من خلال اتّهام والدة ملكنا وشقيقتها الملكة"
عندما شاهدت الحيرة تعلو مُحيٍى عشيقها قالت : "قتل ملكته خالة الفرعون الحالي. وأبقى على الملكة الثانية بطلب من ابنه الأول. ولكن وبعد أن توفي الملك الصغير وتسلم شقيقه العرش أكمل ما بدأه والده. هو قتل والدته.."
"هذا الخطاب أنا مَن كتبته بأمر من الملكة بينما كانت على فراش الموت. لأنها تدرك أن هذه الميتة ستشجّع اللصوص فيتجاهلون حرمة المكان"
خرجا من هذا القصر بلا نية للرجعة. بداخل الملابس الرثة الفضفاضة التي من شأنها أن تخفي هويّتهما سارا متشابكي الأيدي على هدى نور القمر قاصدَين قرية الخادم التي تبعد عن المملكة مسافة أيام وليالي.
-
الصّباح حل بشكل مختلف بالنسبة للمكانين البعيدين عن بعضهما.
في القصر عمّت الفوضى وانتشر الخوف من الملك الهائج. هذا الهيجان الذي ملأ قلبين بسرور عظيم.
أحدهما كان يسكن بداخل صدر شخص يسعى للنتقام من الفرعون بكل الطرق الخطيرة منها والبسيطة.
أما الآخر فكان يعود لشخص سُلبت منه حرّيته وبقي مملوكاً يحاول جاهداً الانتقام لروحه الحرّة المغدورة..وفي المكان المُقفر على أطراف المدينة دخل الحبيبان المتعبان إلى المعبد الصغير المقام للإله فتاح، بغاية التضرّع والتكفير عن الذنب الرهيب الذي تشاركاه ولن يتخليا عنه في أي وقت قريب..
-
بوصولهما إلى البيت الريفي الخاص بوالد مير انتهت رحبتهما هنا وبدأت حياتهما الجديدة
أنت تقرأ
اختيار
أدب تاريخيبقلمي: ꪜꪖ᥅᥅ꪗ تاريخية واقعية & عاطفية التصنيف العمري: +16 في مصر القديمة تفوّقت التقاليد على كل شيء.. ولكن هل يمكن للتقاليد أن تهزم الحب؟ فائزة في تحدي 'امرأة فرعون' من حساب أدب العاطفية العربي @WattpadRomanceAR فائزة في مسابقة نبتة مهمشة من @nehala...