بقيتُ أنظر إليه وهو يُحرك كُرسيه مُتجهاً لغُرفةً أُخرى لقد فتح جميع الأبواب!،والمُرعب في ذلك أنه كان أمام باب غُرفتي،وقد فتحه بالفعل،كان يفتح الباب ثم يقول"أنا أشعُر بالوحدة هل من أحدٍ هُنا؟،ويخرج السكين من جيبه فيقول "يبدو بأنها ستكون نظيفةً هذه الليلة،غادرتُ حتى لا يلحظ وجودي،وصادفتُ حين ذهابي صاحب هذا المبنى فسألته لما المبنى بهذا الهدوء؟،في الحقيقةً قد سألته لأنني كُنت أتسائل هل جميع تلك الغُرف فارغة؟ وإن كانت كذلك أين ذهب الجميع،ولماذا هذا الشخص بحوزته جميع مفاتيح هذه الغرف،فقال"لقد إنتقلوا جميعهم،كان ذلك غريباً كيف ينتقل الجميع مرةً واحدةً!،لقد صعد للأعلى حينها تبعته بصمت فرأيته يتحدث للشخص المُقعد إقتربت قدر المُستطاع لأستطيع الإستماع عما يدور حديثهم،فقال صاحب المبنى"لم تركته يعيش"قال المُقعد"إنه يعمل لصالحنا ولا يحصل على المال بشكلٍ كامل،إنه أيضاً يدفع الإيجار في وقته،ولكنه فضولي بشكل يدعوك لقتله،رُبما حين أشعر بالملل مرةً أُخرى سأذهب للحصول عليه،ولكنني أصبحت لا أكتفي بطعنةً واحدةً إنني إستمتع كلما أطعن أحدهمُ لذلك كنت أفعل ذلك مراتٍ عديدةٍ في الجثةً ذاتها فتصل الجثث إليهم بشكلٍ غير سليم،ولكن لا يستطيع أحدهم فعل شيئاً ما فاللوم جميعه يُلقى على الموظفين،فببساطة نقول لهم بأنهم لم يقوموا بحماية الصندوق جيداً
حينها علمتُ بأن هذا الحوار كان كفيلاً بتعليمي الكثير
أنني الآن في هذه اللحظةً أعيشُ في مبنى ليس عادي برفقةً لا أحد فالجميع رحلوا
وبأن وظيفتي ليست عادية،وبأن الحياة التي ليست مؤكدةً لي أن أعيشها ليس عادية أيضاً،
"أوصدوا الأبواب جيداً،وقوموا بتغيير المفاتيح كلما تسنت لكم الفرصة لفعل ذلك،ولا تدعوا الفضول يقودكم إلى موتكم،إن لم أكن أنا موجوداً الآن في هذه اللحظة فما لدي سوى أن أُقدم النصائح لمن سيأتي لهذه الغرفةً من بعدي ومن سيعمل بالوظيفةً التي أعمل بها،ومن سيظن بأن هذه الحياةً عاديةً.