مغامرات شيرلوك هولمز --المعاهدة البحرية--

--وثائق المعاهدة البحرية 3--

قال وهو يرفع نفسه على الأريكة : لن أضيع وقتكما ؛ سأدخل في الموضوع دون المزيد من المقدمات . لقد كنت رجلاً سعيداً وناجحاً يا سيد هولمز وعلى وشك الزواج حين دمرت هذه المحنة المفاجئة كل آمالي في الحياة ؛ فقد كنت أعمل في وزارة الخارجية ، ربما أخبرك واطسون بذلك ، ومن خلال نفوذ خالي اللورد هولد هورست ارتقيت بسرعة ، وعندما صار خالي وزيراً للخارجية كلفني بعدد من المهمات التي تحتاج إلى قدر كبير من الثقة ، ولأنني كنت أنجز هذه المهمات بنجاح دائماً فقد اقتنع خالي أخيراً بأن يضع ثقته القصوى في قدراتي وا وأساليبي . ومنذ عشرة أسابيع تقريباً وفي الثالث والعشرين من أيار ( مايو ) على وجه الدقة استدعاني خالي إلى مكتبه الخاص ، وبعدما امتدح العمل الجيد الذي قمت به أخبرني أن علي تنفيذ مهمة جديدة . قال وهو يأخذ بیده لقة من الورق الرمادي عن مكتبه : " هذا هو أصل المعاهدة السرية بين إنكلترا وإيطاليا ، ويؤسفني القول بأن بعض الشائعات قد تسربت إلى الصحافة بالفعل ، ومن المهم جداً أن لا يتسرب شيء آخر عنها ، فالسفارتان الفرنسية والروسية مستعدتان لدفع مبالغ ضخمة لمعرفة محتوى هذه الأوراق ، ولم تكن هذه الأوراق لتغادر مكتبي لولا أن نسخها ضروري جداً . هل تملك أدراجاً في مكتبك ؟ " ،

قلت : " نعم يا سيدي " .

قال : " فلتأخذ هذه المعاهدة إذن وتغلق عليها هناك ، وسأعطي الأوامر لتبقى بعد مغادرة الآخرين حتى تستطيع نسخها على راحتك دون الخوف من أن يراها أحد ، وعندما تنتهي أعد إغلاق درج مكتبك على النسختين الأصلية والمنسوخة ، ثم سلمهما إلي شخصياً غداً صباحاً " .

وهكذا أخذت الأوراق ، ثم ... ،