--وثائق المعاهدة البحرية 2--

13 1 0
                                    

--تذكير--:

بيرسي قال الرجل وهو يصافحنا بانفعال مبالغ فيه : أنا سعيد جداً بقدومكما ، فقد كان يسأل عنكما طوال فترة الصباح . يا للفتى المسكين ! إنه يتعلق بأية قشة ، وقد طلب مني والداه أن أنوب عنهما في استقبالكما لأن أقل ذكر للموضوع يؤلمهما أشد الألم . علق هولمز قائلاً : لم نعرف التفصيلات بعد ، ولكنني ألاحظ أنك لست فرداً من أفراد العائلة..

__________________________________________

بدت الدهشة على وجه مرافقنا ، ثم ألقى بنظرة خاطفة نحو الأسفل وبدأ بالضحك وهو يقول : لقد ظننت لوهلة أنك قمت بشيء بارع ! بالطبع لقد رأيت الحرفين الأولين من اسمي « ج هـ » محفورين في قلادتي . اسمي هو جوزيف هاريسون ، ولأن بيرسي على وشك الزواج بأختي آني فيمكن اعتباري قريبه عن طريق النسب . ستجد أختي في غرفته حيث قامت بتمريضه بتفان كبير طوال الشهرين الماضيين ، فلنذهب إليه في الحال لأنني أعرف مبلغ القلق الذي يشعر به . كانت الغرفة التي قادنا إليها في نفس الطابق الذي توجد فيه قاعة الاستقبال ، وقد دل أثاثها على أنها تستعمل غرفة للجلوس في جزء منها وغرفة للنوم في الجزء الآخر ، وقد انتشرت الزهور المنشقة في كل زاوية فيها ، في حين استلقى شاب منهك شاحب الوجه على الأريكة بجوار النافذة المفتوحة التي انسابت منها روائح الحديقة الغنية ونسمات الصيف المنعشة . وقفت المرأة الجالسة بجواره عندما دخلنا إلى الغرفة وسألته قائلة : هل تريدني أن أغادر الغرفة يا بيرسي ؟ أمسك بيدها بشدة ليمنعها من الذهاب وقال بحرارة : كيف حالك يا واطسون ؟ لم أكن سأعرفك أبداً بهذا الشارب . هذا هو صديقك المشهور السيد شيرلوك هولمز على ما أظن ؟ قدمت هولمز بكلمات قليلة ثم جلسنا ، وتركنا الشاب البدين لكن شقيقته بقيت في الغرفة ممسكة بيد المريض . كانت امرأة شديدة الجمال وإن كانت قصيرة وممتلئة قليلاً ، ولكنها تتمتع ببشرة نضرة وشعر كثيف شديد السواد وعينين واسعتين داكنتين كعيون أهل إيطاليا ، وقد أظهر الفرق الكبير بين نضارتها وشحوب وجه رفيقها مدى إرهاقه وهزاله...

مغامرات شيرلوك هولمز --المعاهدة البحرية--حيث تعيش القصص. اكتشف الآن