العيش ضمن منطقة الراحة أمر هادئ ومناسب للغالبية
ولكن ماذا لو أصبحت هذه المنطقة أمر خطر لا مفر من ضرره ماذا لو أصبحت قاتلة؟؟يعيش غيث حياة عادية من الخارج مليئة بالملل وبعض الأحداث المثيرة ولكنها لا تتجاوز كونها مثيرة فحسب، أو مثيرة ليقال عنها حدثًا قد ولّد بعض المشاعر لتستحق مكانة الذكرى الخالدة.
غيث لم يكن يومًا عاديًا ولا خارقًا، غيث لم يكن منفتحًا كفاية ولا أخرقًا، غيث عرف لنفسه ولكنه قد تأخر.. تأخر كثيرًا
غيث وقع ولم يسمّ عليه أحد كما يقول أخوتنا الكويتيون
غيث لم ينتشل نفسه فغرق أو على الأقل هو يظن ذلك..
سأحكي قصته من وجهة نظري والتي لا يتفق معي فيها أحد، لأنها ببساطة.. الحقيقة المطلقة.استيقظ بطلنا الذكي في غرفة نوم متوسطة الحجم عادية جدًا كلاسيكية بما يكفي، لا أجهزة لا ممرضات ولا حتى سرير مهيأ، فقط غرفة نوم.. ثم ماذا بعد ذلك؟ لا شيء سوا المعتاد، الصريخ والبكاء ثم التنظيف بعد ذلك الذهاب إلى المشفى من أجل تلقي العناية اللازمة للأم والإطمئنان على صحة كليهما، في الواقع لم يكن إنجاب هذا المنحوس حدثًا جللًا بل مجرد رقم اخر أضيف إلى القائمة، ما لم يلحظه أحد سوى والدته أنه كان ذكيًا جدًا، أسرع إخوته زحفًا ثم حبوًا ثم نطقًا ثم مشيًا، كيف تعلم النطق قبل المشي؟ لم يسأل أحد، كان أفصحهم لسانًا وأشدهم تعبيرًا وأدقهم وصفًا ولكن لا أحد يسأل، كان ذكيًا سريع التعلم ولكن لا أحد يسأل، كان شديد الملاحظة سريع البديهة ولكن لا أحد يسأل..
كبر غيث وكبرت مواهبه معه، حاول إيصال محتويات عقله الكبير إلى والديه لتطويره وتنشأته كما ينبغي، ولكن لم يعره أحد أي انتباه، لجأ إلى الشغب البكاء التمارض إظهار المواهب وأخيرًا تعمد الخطأ وتكراره.. ولكن لا أحد يسأل
قرر بعد ذلك أن عليه الإعتماد على نفسه بالكامل، حتى خلال ذلك أسيء فهمه فأصبحت والدته شديدة العدائية تجاهه وأما عن الوالد فقد أبرحه ضربًا فحسب، ألم أقل سابقًا أن أحدًا لم يسأل!
كبر غيث أكثر وكبرت أمانيه وآماله ومعه كبرت خيباته فكانت السقطات أعظم وأشد إيلامًا، للحق تذمر قليلًا هنا وهناك كان يكتب أغنية هابطة أو شعرًا مقيتًا أو خاطرة حزينة لكنه برع حقًا في سرد القصص فكتب وكتب، مؤسف حقًا ألا يوجد من يسأل.. أو يقرأ.في الصف الأول من المرحلة الإبتدائية:
"أمي لدينا اجتماع للاباء في المدرسة بعد ٣ أيام وحقًا أرغب بتواجدك جميع أصدائي سيحضرون والديهم، سيكون من الرائع أن أعرفك إليهم أخبرتهم سلفًا أن لدي أمًا جميلة، سنبدأ في تمام العاشرة""حقًا يا غيث؟ سأحب ذلك كثيرًا، أستطيع القدوم إن شاء الله"
"هذا رائع سأسعد بقدومك حقًا، وسأشارك مع زملائي في إحدى الفعاليات وستكون مفاجأة لك أتمنى أن أراكِ في مقدمة الصف"
"لا تقلق يا عزيزي سأفعل"
يمكنك التخمين أن والدته لم تحضر قط بالتأكيد هي منشغلة في أمور ذات أهمية كبرى بالنسبة لها والأولوية تكون دائمًا لتلك الأمور التي لم يفهمها غيث قط *للإشارة فقط تلك الأمور غالبًا هي طهي الطعام وتنظيف المنزل... إلخ
وهنا كانت أول خيبات غيث.

أنت تقرأ
رخو قاتل
Ficción Generalالعيش ضمن منطقة الراحة أمر هادئ ومناسب للغالبية ولكن ماذا لو أصبحت هذه المنطقة أمر خطر لا مفر من ضرره؟ ماذا لو أصبحت قاتلة؟..