نـحن وجدنا أنفسنا مبحرين ، فاقدين لفكرة الميناء الذي يتوجب علينا أن نرسوا فـيه ...
✰✰✰
خنجر حاد كان بين أناملها ... تحمله بمهارة و تحركه بخفة ...
تمرره على وجه أحدهم ... مجرد ضحية للإستمتاع ...
كانت فقط تقوم بتعاطي الدماء وهي تقوم بتعذيبه ...
مكبل الأيدي و الأرجل و مثبت على أحد الكراسي بينما صراخه المتألم و بكائه المترجي كان الصخب الوحيد في ذلك المكان الهادئ ... ظل يهز رأسه بقوة يمينا ويسارا كون تلك المجنونة كانت تمرر الخنجر على وجهه ، كأنه لوحة تبدع في الرسم عليها ... مخلفتًا جراحًا سطحية ..."اللعنة عليكَ ايها العاهر! أثبت مكانك و لاتتحرك انت تعيق عملي !"
قالت ذلك بصراخ تزامنا مع امساكها لرقبته بعنف بأحد أيديها تقوم بخنقه مما جعله لايستطيع الحركة ...
ابتسمت بإختلال وهي تزيح يدها و ترفع خنجرها عاليا لتعيده هذه المرة نحو قلبه ... بقوة غرست الخنجر بصدره ... المعدن الحاد للسكين غاص كله بأعماق الرجل ... والذي تم سلب حياته قبل لحظات بفعل تلك الشقراء المختلة ... ليتيسيا ...
الدماء تدفقت تلوث المكان و ملابسها الخاصة بالمرضى كذلك ..."ما الشيئ الجيد الذي فعلته في حياتي ليمنحني الرب مكافئة كهذه ... فرصة مشاهدة هذا المشهد الفاتن"
نبرته اللعوبة و صوته المثير ... هذا ما اخترق مسامعها مما جعلها تستدير تحدق به بهدوء ... يتكئ على اطار الباب بأحد جانبيه بينما يضع يديه بجيب بنطاله ... و على غير عادته لم يكن بمئزره الطبي ... لم يكن يرتدي قناع الملائكة خاصته انما كان فقط لورانس سالفاتوري ملك الشياطين ... كان على حقيقته ...
قميص أسود و بنطال بنفس اللون مما ناسب لون شعره الحالك كذلك ... فقط كان الظلام بحد ذاته ...ازالت الشقراء خصلات شعرها الذهبية المتمردة على وجهها وهي ترمي الخنجر أرضا بينما تحرك خطواتها ناحية الباب تنوي الخروج ... وقفت هناك تحدق به دون ان تتكلم ... يتوجب عليه الإبتعاد كي يتسنى لها المرور ... شيئ واضح لايستدعي الشرح ... لكنه لم يتحرك وبقي ساكنا ينظر لها بنظرات غريبة ... كأنه يريد قول شيئ ما ...
ماهي إلاّ ثوانٍ قليلة ليسترسل قائلاً بهدوء بينما يبلل شفتيه وهو يعتدل بوقفته :"هذا هو آخر شروقٍ تعودين فيه إلى المشفى ... في الليلة المقبلة التي ستخرجين فيها لن تعودي له أبداً"
كان واضحا ما يعنيه بكلامه ...
هذا آخر يوم لها في المشفى ...
لاتعلم لما الآن بالضبط قرر أن تخرج ...لقد كانت منذ أشهر و أعني بهذا منذ تعرفها على لورانس بهيئته الحقيقية ...
تخرج بعد منتصف الليل برفقته إلى مكان ما لتتعاطى و تتجرع الدماء ، تسد بهذا لهفة روحها للقتل ...
وتعود صباحا عند الشروق إلى المشفى لتعود بذلك إلى كونها مريضةً فقط ...
في الظلام كانت قاتلة و في الضوء كانت مريضة ...
نصف ملاكٍ و نصف شيطان .. تلك هي ليتيسيا .
أنت تقرأ
|| 𝐋𝐎𝐕𝐄 𝐎𝐅 𝐓𝐇𝐄 𝐃𝐄𝐕𝐈𝐋 ||
Short Storyأن تـملأَ فـراغَ روحِكَ بـالـدِمـاء .... گـيف سـيكون حـال الـحـياةِ بـعد أن تـزاح الأقـنعة الـزائفة ، گـيف سـيكون حـالها بـعد أن تـتوقـف الـمسرحـية و يـتوقـف مـعها التـمثيـل ... ؟ حـين تـظهرُ الـحقيـقة و يـظهر مـا خـلف قـناعِ الـملاك ... حـين تُـقرر...