البارت الرابع
مر الوقت سريعا ودقت الساعة تنبهنا انها تمت الثانية بعد منتصف الليل ولم يعد اسلام حتى ذلك الوقت الى المنزل أما عن مديحة فكانت جالسة تنتظره ولم يلامس النوم جفونها فهى عزمت امرها على حل هذا الامر نهائيا يكفيها ما عانته من آلآلام واحزان هي وابنتها يكفيها ما عانته من جفاء ولدها وقسوته معهم
.
قطع شرودها حينما سمعت صوت المفتاح فى باب الشقة ودلف اسلام ودهش من والدته فهى لأول مرة تنتظره حتى هذه الساعة المتأخرة من الليلوكالعادة كاد اسلام ان يتوجه الى غرفته ويتجاهل والدته ولكنه توقف عند سماع صوت والدته يحدثه.
مديحة بوعيد : عندك يا استاذ رايح فيناسلام بسخرية : هكون رايح فين يعنى داخل اتخمد.
مديحة باستخفاف : آاه داخل تتخمد كنا عايزين نراجع حساباتنا كدة
اسلام بتعجب : حسابات ايه اللى اراجعها معاكى ان شاء الله
مديحة : انت فاكر كنت بتقولى ايه قبل ما تتخرج
اسلام بلامبالاه : كنت بقولك اى يعنى هو انا عمرى اتكلمت معاكى فى حاجة اصلا
.
مديحة بجفاء مصطنع تدارى به حزنها من معاملة ولدها القاسية : انا افكرك يا حبيبى ، قولتلى اول ما اتخرج هسيبلكم البيت وامشى ومش هتعرفوا عنى حاجة ، قولت كدة ولا مقولتش.اسلام بتأكيد : قولت كدة ولازلت عند كلامى اول ما اشتغل هسيبلك البيت متقلقيش مرجعتش فى كلامى
مديحة : وانا مش عايزاك ترجع فى كلامك يلا اتفضل من غير مطرود برا بيتى مش اتخرجت اتفضل بقى شوف حياتك بعيد عنى
اسلام بسخرية : نعم انتى بتطردينى هو انتى اد اللى بتعمليه ده مش هترجعى تعيطى فى الاخر وتندمى
مديحة بحزن : لا مش هندم كفاية علينا كدة ، كفاية علينا عمرنا ما شوفنا منك غير البهدلة والقرف ، عمرنا ماشوفنا منك حاجة عدلة ابدا بتعاملنى اكنى مراة ابوك مش امك وبتعامل اخواتك البنات اكنهم خدامين عند حضرتك
قولى حاجة واحدة تخلينا نتحملك ونرضى على اللى انت بتعمله فينا ده ياريتك بتصرف علينا واحنا كنا استحملنا غصب عننا دا انت عايش عالة عليا بتاخد منى المصروف زى العيل الصغير مش الراجل اللى بيشيل مسئولية اهل بيته ، الراجل اللى ميرضاش لامه واخواته البهدلة والراجل اللى ميرضاش ان امه تشتغل خدامة فى البيوت ، بس للاسف انت متتحسبش راجل فى حياتنا انت مجرد عالة علينا وتعبنا منها خلاص.
اسلام بغضب : بطلى رغى كتير وقولى عايزة ايه
مديحة بحزن من قرارها ولكن لابد منه : معدناش عايزين نشوف وشك تانى ، روح شوف حياتك بعيد عننا ربنا يصلح حالك يا سيدى بعيد عننا
اسلام : تمام انا ماشى بس متبقيش تعيطى لما امشى ، ولو فى يوم احتاجتولى عمرى ما هساعدكم ولا هعبركم
مديحة بألم يكاد يزهق روحها : امشى يبنى ربنا ما يحوجنا ليك ولا لغيرك ان شاء الله.
خرج اسلام من المنزل وصفق الباب خلفه بقوة شديدة انتفض لاجلها جسد مديحة التى كانت تجلس وقلبها يؤلمها بشدة ، بدأت الدموع الحبيسة فى عينيها بالهبوط جلست ارضا ورفعت يدها للسماء وظلت تناجى ربها ان يجعل نتيجة فعلها هذا فى صلاح حال ابنها وهدايته فهى لا تريد من الدنيا سوا هذا.
فى الصباح فى مكان شبه مهجور كان يجلس اسلام ويبدو على ملامحه الارهاق الشديد فهو ليس له مكان يذهب اليه وكل اصدقائه مثله فلو علموا ما حدث لفضح بينهم وبالطبع ليس لديهم اقارب يذهب اليهم فأمضى ليلته فى الشارع.
حامد بسخرية : مين هنا اسلام باشا ومن بدرى اوى كدة ياترى ايه السبب
اسلام والشرار يتطاير من عينيه : انا بقول ياريت تتعظ من علقة المرة اللى فاتت وتريح نفسك وتتقى شرى.
حامد بسخرية : تؤتؤ هي الحاجة الوالدة مقدرتش تستحملك وانت عواطلى وطردتك من البيت ولا ايه.
لم يستطع اسلام تحمل هذه الاهانة واصبح فى ذروة غضبه واخرج المطوى التى يحتفظ بها فى جيبه دائما واخذ يطعن حامد عدة طعنات متتالية فى بطنه وصدره حتى لفظ حامد اخر انفاسه بين يدى اسلام.
صدم اسلام من هذا المنظر لقد رأى ما اوصله اليه غضبه اصبح خائفا بشدة ماذا يفعل أيهرب قبل ان يكشف امره او ماذا يفعل
قطع حبل افكاره صوت شهقات خلفه فنظر خلفه وجد ثلاثة من اصدقاء حامد الذين صعقوا من هذا المنظر ولكن لم تدم صدمتهم كثيرا حيث امسكوا باسلام وسيطروا على حركاته جيدا وابلغوا عنه الشرطة وبعد مرور نصف ساعة اتت الشرطة والقت القبض على اسلاموبسرعة تتناقل الاخبار خاصة فى المناطق الشعبية حيث وصل الخبر الى بيت السيدة مديحة حيث صعقوا جميعا من هذا الخبر واخدت مديحة تردد جملة واحدة : اللهم اجرنى فى مصيبتى وأخلف لى خيرا منها.
انتظروني في بارت جدید من نوفيلا امي
#رضوى_سالم