الفصل الثاني :- لقـاء مع الإخوة

48 8 3
                                    

هبت رياحًا قويَة مُلتفةً حُول إيڤيلين، تحركَت ساحبةً اوراق الاشجَار معهَا لتنهض متتبعةً الرياح وسط دموعهَا ونحيبها المتواصل.

تعمقت بين الشجِيرات غاطسةً بين فروعهم وتبعدهمْ حتى تشِق طريقها وتصل إلى مُرادها.

أبعدت غُصنًا لترى إمرأة جالسةً على العُشب، هبتْ الرياح حولهَا مِمَا جعلهَا تلتف ناحِية الصغِيرة التِي فزعتْ...

تراجَعت بِضع خُطوات عِند تلاقِي نظراتهَما حملت غُصنًا كانت قد كسرتْه سابقًا أمام وجهها.. وأمست تارةً تبعده وأخرى تُعِيده..

لم تبالي صاحِبة الشعْر الأحمر كثيرًا وأعادت نظراتهَا ناحِية البحِيرة التِي أمامُها، إرتبكت إيڤيلين قليلًا..

تمالكَت ذاتهَا وقررت التقدم، مَشت ناحيتهَا بِضع خُطوَات فعندما إلتفت ناحيتهَا تصنمت إيڤيلين بمكانهَا متظاهرةً بأنها شُجيرة عِند حملِها للغُصن أمام وجههَا..

أمالت الأخيرة رأسهَا مُحاولةً تدَارك ما يحدث، كَانت تمتَلِك تعابِيرًا حادة مَع نظرات مُمتلئَة بالحُزن الشدِيد.

حُركَت حمراوتيهَا ناحية النهْر مِما سمَح لإيڤيلين أن تُكمِل مسيرتهَا نحوهَا إقترَبت بمَا يكْفِي منهَا فجلسَت على رُكبتيهَا مبتسمة.

همهمت إيڤيلين جاذبةً إنتباهها.

- هَل أنتِ...
فتحَت إيڤيلين أعيُنهَا بصدمَة قَبل أن تُكمِل إنغماسهَا فِي ذِكريات طفولتهَا مَع الإمرأة المجهولة.

إلتفتت إلى الخَلف لترى فتاة بجانِبهَا الطِفل الذي سأل إيڤيلين فِي الحفلة عن هويتهَا..

- ماذا تريدَان؟!
تحدثت بحدة أثناء إلتفافهَا ناحيتهمَا وتطاير أطراف فُستانِهَا الأزرَق..

- أ.. أنا آلينور فيتيليوس دي كارتوس الإبنة الثالثة لجلالته... وأختكِ الصغرى.
إنحنت آلينور أثنَاء رفعِهَا لأطراف فُستانِهَا.

- أنا زيوس فيتيليوس دي كارتوس الإبن الوحِيد لجلالته.
إنحنَى الطِفل إنحناءة بسيطة ورفع رأسه مواجهًا إيڤيلين.

حَدقَت إيڤيلين ناحيتهمَا بإزدراء واضِح.

- أنا إيڤيلين فيتيليوس دي كارتوس الإبنة الأولى لجلالته.
تحدثت دون أن تنحني أو تُعبر عنْ إحترامُهَا لهمَا.

- ما سبب تتبعكمَا لي.
قالت إيڤيلين جُملها مُسببةً القُشعريرة لآلينور.

حَركَت آلينور مُقلتِيهَا بعيدًا وأردفت.

- أتِيت لأن جَدَتِي أرسلتنا لمقابلتكِ حَتى تعْرِف كُل شيء عنكِ.
توسعَت نظرَات إيڤيلين وضحِكت مسببةً إجْفَال آلينور وزيوس.

- وما هو سبب هذه الصراحَة المُفاجأة؟.
تسائلت إيڤيلين جالسةً على طرف النافُورة.

أغمَضت آلينُور أعينها متحدثة..

- دائمًا ما كانت أمي... تتكلم عن طفلة، فقدتهَا فِي أحد الأيام طِفلة عاشت وحدهَا دون أحد يرعاها... كَانت تِلك الطفلة هي أختي..
شدت ألينور على أطراف فستانِها أثنَاء تغِير تعابيرها إلى الحُزن إختلط مع الغضب..

- أختي التي تمت مُعاملتها بشكل سيء، وجدتي من اخذتها بعيدًا.. البيت أصبح حينهَا مِسودًا أمي دائمًا ما كَانت تحمِل دُمية كانت قد خاطتهَا لكِ قبل ولادتكِ، وأبي حَبس نفسه فِي غرفة لا يخرج منها... واصبح...
صمتت آلينُور لبعض الوقت محاولةً العودة من ضياعهَا، لتصيغ إبتسامَة حزينة..

- لسبب مَا مع الوقت.. شعرت بالوحدَة، أينمَا تواجدت حول والدتِي كانَت تتحدَث عنكِ وتصِيغ الأحلام عنكِ الأمْر...
شَدت آلينُـور قبضتهَا..

- الأمْر كَان مُزعجًا حتى راودتكِ الرغبَة فِي إختفائي؟
تحدثت إيڤيلِين رافعَةً رأسهَا مَع نظرةً حادة بَدت كشخصٍ ينشُر هالةً طاغِية تشعِرك بصغِر نفسِك أمامهَا..

رفعت آلينور كِلتا يديهَا نافيةً خلال تفاجئهَا وتوسع مقلتِيها..

- كَلا أنا لم أعني هذا! كُنت أحاوِل القول إنه كَان حزينًا.
رفع زيوس كِلتا يداه قائلًا.

- على عكْس ما قالته شقيقتِي فأنا شعرت بالإنزعاج.
ردد جُملته مُستعمِلًا صوتًا طفوليًا يدُل على الوِد، لكِ معنى جُمله دلت على عكْس هذا.

وقفَت إيڤيلين أثناء توتر آلينُور بِينهمَا، لترمُقهمَا بإبتسامة لطِيفة أحاطتهَا الأزهار.

فِي النهايَة صُدِم الشقيقان، ليشعُر كِلاهما بالبرد أسفل حبلهمَا الشوكِ.

فإذ بإيڤيليِن قائلةً أثناء نشرها لهالتهَا ’ الإيجابية ‘

- أنا  أيضًا مُنزعجَة مِن وجود حشرة صغِيرة مِثلك، أخي الصغِير الـــحــبــيــب.

ي

ت

ب

ع

🥸 لا تنسو دعمي بتعليق

روحِين متعاكستِين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن