الترنيمة الأولى: «ترنيمة بداية»

52 5 12
                                    

بريستول| انجلترا | المملكة المتحدة
2014/12/23 | 1:45 مساءً|

ليل حالك قهر ارجاء المدينة الانجليزية، بريستول، فيما كان القمر المتربع على عرش السماء يلقي بضوئه الباهت على الارض التي امتلأت بآثام البشر، في مكان لا يصلهُ انسٌ ولا جان، او هذا ما سيظنه اي شخص يمر من ذاك الميناء المهجور سواء لسفره او لتقديم جسده كقربان آثم للبحر الهائج.

ظل شخص يركض باستماته يتبعه صوت إطلاق النار ثم تأوه ذلك الشخص، قبض على اصابة كتفه ثم تابع طريقه نحو الشارع الرئيسي لملاقاة من قدم لإنقاذه، لمح بزوج عينيه الخضراء كاميرا مراقبة خابت ظنونه لكونها لا تعمل، فهي صورت ما حدث بالتفصيل الممل. أفلت شتيمة من بين شفتيه الداميتين ليسمع ذاك الصوت الحاد يزمجر بحقد
«لا تكن جباناً يا إيثان! واجهني وحسب ولننهي ما بدأناه منذ ثلاثة سنوات! سواء انتهى الامر بموتك وارتاح بعدها من هذيان الانتقام هذا أو أُمسي ميتاً على يديك كما فعلا

تذكر المدعو إيثان شابان يحاوطان الشخص الذي يركض خلفه بينما هو يبتسم لهما، أغمض عينيه ليتناسى الذكرى عنهم ثم أكمل ركضه نحو الطريق المعبد ولمح ضوء سيارة وظنهُ لوهلة ضوءٌ مُنَزَّلٌ من السماء، لم يتوانى بإكمال طريقه للحظة حتى توقف بجانب الشاحنة التي أصدر صوت مكابحها صريرا عالياً، ليتخلل سمعه صوت أحدهم.

«أسرع! طلقات الرصاص ليست بطيئة عكس ركض ذاك الوحش البشري ليونيد

عنى بذلك الشخص الذي يتبع إيثان، توقف ليونيد استجابة لقدميه الّتان تخدرتا من الركض، أفلتَ شتيمة من فمه يلعن فيها من قَدُمَ لنجدة إيثان كائناً من كان..

ولسوء الحظ بالنسبة له، كان يصعب عليه تمييزه بفضل السترة السوداء المتصلة بقبعة أخفى فيها ملامح وجهه، عاد ذا الساقين المتخدرتين يركض فإيثان لا يبعد عنه سوى أمتار معدودة كما كان يشعر.
التقطت اذنيه كلمتا منقذ وأسمك من همس إيثان لذلك المتخفّي:

«شاكرٌ لقدومك سَلفادور، أنت حرفيا المنقذ كما هو معنى اسمك»
قال إيثان بينما يلتقط انفاسه المتعبة فجذبه سلفادور سريعاً وعاد يقود الشاحنة المتهالكة مردفاً
«وفّر شكرك للوقت الذي نعود فيهُ أحياءً، الآن ضمِّد جرحك»

قال بلكنته الانكليزية الايطالية ثم رمى بعلبة اسعافات اولية ليمتثل إيثان لأمره بدون تعليق حتى قال
«أعتذر لإقحامك بهذا رغم انه يشكل خطرا عليك إذا عرفوا بمساعدتك لي»

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 11, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ترنيمة بقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن