الفصل الحادى عشر:
نظر لها بدهشه فوجدها ترفع رأسها بتعب وهى تهتف محاولة السيطرة على دقات قلبها السريعه من كثرة المجهود:
-حسبى الله....حسبى الله يا شيخ ااه مش قادره اخد نافسى
ضحك يحيى على شكلها وهو يقول:
-خلاص استريحى شوية
وكأن كلماته كانت طوق النجاة لها فزحفت بجسدها إلى الحائط واسندت عليه ظهرها بتعب اما هو فظل يكمل تمارينه بدون ملل او تعب، فنظرت له داليدا وهتفت بجدية بعد ان هدأت دقات قلبها:
-هو انت ليه بتكذب كتير؟!
نظر لها يحيى بتعجب فهتفت هى موضحه:
-يعنى فى الاول قولت ان بيتى اتحرق وبعدين قولت اننا خدنا اجازه وقولت ان اللى فى وشك عادى عارف لو كنت قولت الحقيقه فى الاول مكنتش اضطريت تكذب الكذب ده كله اللى انا شايفه انه ملوش داعى
هتف يحيى وهو يكمل تمارينه بلا مبالاه:
-امى مش هتستحمل جو الاكشن ده امى بتخاف جدا هى متخيله انى طول النهار قاعد على مكتب وقدامى ورق وخلاص، كله لمصلحتها
هتفت داليدا بستنكار:
-ازى يعنى وجهة نظرك غلط يا سيادة الرائد واكيد مهما تكون ردت فعلها وحشه على الحقيقه اكيد هتكون احسن من الكذب حبل الكذب قصير ومسيرة هيتعرف ولما هيتعرف هيبقا شكلك وحش اوى واكيد لو كنت قولت الحقيقه من الاول منظرك كان هيبقا احلى بكتير!
هتف يحيى بسخرية:
-وانتى ايه اللى معصبك هو شكلى ولا شكلك؟!
هتفت داليدا ببعض الانفعال:
-عشان مبحبش الكذب بكرهو وبحس ان اللى بيكذب ده بيستغبى اللى قدامه وبصراحه انا ممكن اسامح فى الخيانه ومسامحش فى الكذب من كتر ما بكرهو!
شرد يحيى فى حديثه ورجع بذاكرته للوراء وتذكر محادثه عمه له واخباره بكل شيئ يخص داليدا وزوجته وجعله يعده بأن لا يخبر داليدا بالامر لحين ما تحادث روسلين ابنتها وتخبرها بالحقيقه بطبع صدم يحيى من كثرة الامور الغريبه التى تلت على مسامعه وفكر كيف سيكون ردت فعل داليدا عندما تعرف ان روسلين و نبيل ابويها وان والدها متزوج على امها ولها اشقاء وان والدتها التى عاشت معاها 25عاما على وشك الموت بسبب ذالك المرض اللعين بطبع هو لا يملك القدره على اخبارها بكل تلك الحقائق لكن هى باخباره الان انها تكره الكذب لهذا الحد شوشت تفكيره فماذا يمكن ان تفعل اذا اكتشفت انه يعرف كل شيئ ولم يخبرها هو كان يعتقد ان الامر سهل لكنه ايقن انها حقا سيكون عليها امر مسامحته صعبا.
...............................
بعد مرور خمسة ايام
فى كلية التجاره
افترق مروان وداليا عندما دلفا إلى مبنى الدراسه وذهب كل منهما إلى محاضرته فدلف مروان إلى المحاضره ليجد عبدالله قد بدأ شرح بالفعل فطرق على الباب بخفه وهو ينظر لعبدالله بتوتر من ردت فعله:
-ممكن ادخل يا دكتور؟!
نظر له عبدالله بنظرات ناريه وهو يهتف بغضب:
-ايه اللى اخر معاليك، كان حد قالك انى بدخل حد بعدى؟!
هتف مروان بخبث:
-اصل بنت عمى اخرتنى انت عارف بقا يا دكتور شغل البنات
نظر له عبدالله بغيظ فهتف بقتضاب:
-اخر و اول مره انت فاهم؟ المره الجايه هترضك
تمتم مروان بكلمات غاضبه وهو يدخل من الباب فقلب عينيه فى المدرج الاخير فلم يجد مكان شاغرا له فضطر اسفا ان يجلس فى المدرج الاول لكن وهو يقترب من المدرج ليجلس فيها لمحها لم تكن خيالا انها هى بالفعل تجلس وراءه لكن ما الذى اتى بها إلى هنا إلى جامعته اخذ طوال المحاضره ينتظر انتهائها بفارغ الصبر ليحادثها وليعرف سبب وجودها هنا لم يكن يصدق ما راءه وارد ان يلتفت ليتأكد من هويتها لكن نظرات عبدالله كانت مركزه عليه فخشى ان يقوم بأحراجه امام الجميع فاكتفى بمحاولة التركيز على شرحه
اما فى المدرج الثانى
هتفت تالا بصوت كاد ان يكون منعدم:
-تفتكرى شفنى يا صباح؟!
هتفت صباح بطمئنه:
-معتقدش وبعدين ما انتى كل اسبوع بتيجى المحاضره دى معايا ومبيخدش باله
هتفت تالا بقلق:
-يستى مكنش بيشفنى لانى بقعد قدام وهو ورا لكن دلوقتى مروان قاعد قدامى
هتفت صباح بلا مبالاه:
-وانتى تخبى ليه من الاول عليه انك بتيجى كليته معايا ساعات تحضرى معايا المحاضره دى مش فهمه هو هياكلك مثلا!
هتفت تالا بحرج:
-ازى يعنى اتحرج هيقول انى مركزه معاه وانا اصلا معرفش حد هنا غيرك انتى وهو، اكسف لا
هتفت صباح بسخرية:
-خلاص ياختى خليكى مستخبيه كده لحد ما يجيبك من قفاكى وساعتها هتكونى فى نص هدومك!
.......................................
فى فيلا عائله نور الدين
كانت تجلس فى الصالون وبجوارها ساهر تشرح له بعض الاشياء التى من الصعب عليه فهمها ونجاة ونورهان على الجانب الاخر يشاهدان التلفاز حتى اتت فجأه مريم وهى تصرخ بفرح ولهفه فى نجاة ونورهان:
-اقفلو التلفزيون ده بسرعه عاوزه اوصله بتلفون واكلم نبيل فديو
نظر لها ساهر بتعجب وهتف:
-هو بابا كلمك؟!
هتفت وهى تنظر له:
-ايوا قوم وصله اخلص وشغل الكاميرا
نهض ساهر وقام بما طلبته منه واستغرق الامر منه دقائق حتى ظهرت صورة نبيل امامهم وبسرعه اخذت كلا من نجاة ومريم يسئلونه الكثير من الاسئله فضحك نبيل وهو يهتف:
-فى ايه اهدو ادولى فرصه ارد، انا الحمدلله كويس
هتفت نجاة بحنان:
-انت وحشتنا اوى يا بنى متعودناش عليك تغيب كل ده!
هتف نبيل بابتسامه عاذبه:
-معلش يا عمتى ظروف
هتفت مريم بنزعاج:
-معرفش مين صحبك اللى طلعلك فجأه فى امريكا ده، وبعدين هو انت فين وصحبك ده عنده ايه
كانت داليدا واقفه فى احدى الاركان التى لا يستطيع فيها نبيل رأتيها لكنها تستطيع رأيته بكل وضوح لكبر شاشة التلفاز فنظرت هى تلقائيا حوله صدمت هى عندما وجدت ملصقات دعايه ورأه باللغه التركيه تدل على انه فى مستشفى شهيره لعلاج السرطان فى تركيا بطبع عائلته لا تستطيع قرات ملصقات باللغه التركية وصدمت اكثر عندما اكمل كذبه وهو يقول:
-هو عنده فشل كلوى وهيعمل عمليه وانا معاه فى المستشفى
غضبت داليدا من كذبه الغير مبرر وصعدت السلالم إلى غرفة يحيى لتخبره بما اكتشفته
...................................
كان يجلس على فراشة يمسك هاتفه ويلعب احدى العاب القتال حتى فجأة وجدها تقتحم عليه الغرفه فافقدته تركيزه فهتف بضيق:
-حد يخش على حد كده، خسرت منك لله يا شيخه
هتفت بغضب وهى تقف امامه:
-ايه كمية الكذب دى؟!
نظر لها يحيى بقلق وقد ظن ان امره قد فضح فهتف وهو يبتلع لعابه بتوتر:
-انتى....انتى بتتكلمى عن ايه
=عمك نبيل ده!
هتفت هى بها بغموض فنظر لها هو بصدمه و وقف امامها و وضع يده على كتفها وهتف:
-داليدا ممكن تهدى انا كنت هقولك والله بس لما هما يقولولى اقولك!
نظرت له داليدا ببلاهه فما علاقتها بهذا الامر لكنها هتفت بجدية:
-هما مين دول ثم ان انا مليش دعوه بالحجات دى بس هو ليه يكذب على عيلته كلها بشكل ده وكمان كلامك دلوقتى يدل انك كنت عارف ومخبى عليهم انت كمان!
نظر لها يحيى وقام برفع حاجبيه:
-ملكيش دعوه ازى؟!
=ايوا دى امور عائليه بينكم وبين بعض انا مالى بس انا بدل عرفت الحقيقه مش هقبل اسكت لان كده هبقا مشاركه معاكم فى الكذب!
هتف يحيى بتعجب وهو يفرك رأسه:
-انتى بتتكلمى عن ايه بظبط؟!
هتفت وهى تنظر بنقطه ما فى الفراغ:
=عن ان عمك مفهم عيلتك كلها انه فى امريكا وهو فى تركيا وانه صاحبه اللى المفروض انه مسافر يراعيه مش فى مستشفى للكبد ده فى الحقيقه هو فى مستشفى لعلاج السرطان وبعدين فى حاجه غريبه مش مطمنلها انا حسيت انى سمعت صوت عمك جمب اختى روسلين قبل كده!
تصبب من يحيى العرق ولم يعرف بما يرد عليها فقد انهالت عليه بأساله ليس لها اجابه الا الحقيقه!
...................................
فى الكليه
بعد انتهاء المحاضره وضعت تالا كتابا من كتب صديقتها على وجهها ظننا منها انه لن يتعرف عليها وهتفت بصوت منخفض لصديقتها:
-ها مشى ولا لا، عشان نطلع من المدرج ده
نظرت صباح إليه وجدته قد جمع اغراضه وخرج من الباب فهتفت بتفاخر:
-عيب عليكى قولتلك مشافكيش، مروان لم حاجته ومشى
زفرت تالا براحه وهى تساعد صديقتها فى جمع اغراضها وخرج الاثنان من المدرج ومعهم بعض اصدقاء صباح واخذو يتجولون فى الحرم الجامعى حتى هتفت تالا لصديقتها:
-صباح انتى احضرى بقيت محضراتك و انا همشى انا عشان معاد شغلى جه
هزت لها صباح رأسها فودعتها تالا وخرجت من مبنى الكليه وسارت بمفردها إلى بوابة الجامعه حتى فجأه وجدت من يقف امامها وهو يهتف بابتسامه خبيثه:
-مستعجل على ايه يا جميل ده انا بشوفك كل اسبوع مره
نظرت له هى بغضب فكان هو ذالك الشخص السخيف الذى يكرهه مروان بشده"حازم الدالى"، هتفت تالا بغضب:
-مش هتبطل حركاتك السخيفه دى بقا يا حازم!
اقترب حازم منها بجرأه وهو يهتف بمكر:
-انا مش فاهم انتى بتعملينى كده ليه ده انا طالبك فى الحلال ده انا بأشاره منى بنات الجامعه كلهم هيبقو تحت رجلى
هتفت تالا قاصده اهانته واحراجه:
-ما هما شبهك روح بقا لكل بنات الجامعه وسبنى فى حالى
امسكها حازم من ذراعها قبل ان تذهب فهتفت بغضب وهى تحاول افلات ذراعها من قبضته:
-سيب ايدى يا حيوان!
هتف حازم وهو يقترب منها بغزل:
-حيوان!ماشى هعدهالك عارفه ليه عشان بحبك ما تقوليلى بحبك بقا ونخلص
شهقت بخوف لكنها فجأه وجدت مروان ينزع يده من يدها بقسوه ويقوم بلكم حازم بقوه فى فكه حتى كاد يخلعه وهو يهتف ساخرا:
-طب ما اقولك انا بحبك احسن!...