1 | لقاء الأعداء.

754 75 50
                                    

الأقدار تتبعنا، ترهف السمع جيدًا لتستمع لـما نتمناه..
وإما أن تكون سعيد الحظ الذي تنصفه أقداره، وإما أن تكون عدوها اللدود التي تصنع المستحيل من أجل ألا تتحقق أمانيه..

دُنيا.. والفائز فيها من رضى بما يملك.
༺༻

- « إلحق يا أسطى قاسم، المعلم فؤاد جاي على هنا ومعاه بت هَشكة.»

هتف بها صاحب السابعة عشر عامًا للمستلقي أسفل السيارة يحاول تصليحها، ليستقيم الآخر، يمسح آثار الشحم من على وجهه، ويعنفه قائلًا:
- « يا بغل عندنا ولايا، إحترم نفسك ومتبصش.»


ضحك الآخر ليغمغم بتأنيب:
- « الحق عليا إني جاي أقولك عشان متتفاجئش.»


وهل يأتي من وراء أخباره سوى المصائب؟ بالطبع لا.

إنه ( علي ) الرويتر الخاص بـ( قاسم أمين ) الذي يستيقظ يوميًا ليرى ما الأخبار السيئة التي إنتشرت داخل حدود السبع قارات ويأتي بها بإبتسامة واسعة تجعل رغبة الآخر في قص لسانه بالـ( كماشة ) خاصته تزداد يومًا بعد يوم...

- « صحيح وإنت بييجي من وراك إيه غير المصايب.»

كاد الآخر أن يدافع عن نفسه ولكن تدخل صوت أنثوى رفيع يصيح بعصبية:

- « على جثتي إن المتخلف ده إللي يصلحلي العربية، ده هو إللي بوظها يا أنكل! »

رآها لتتراقص العفاريت أمام وجهه، رؤية تلك الفتاة عدة مرات خطر على سلامته النفسية، يود لو يخلع نعليه ويضربها حتى تبتعد عن طريقه! ولكن وللأسف الشديد.

ضرب النساء، ليس من شيم الرجال!
وهو إن كان متعجرف، لكنه رجل يشهد بشهامته الجميع.

قاطع صوت أفكاره الصغير وهو يرفع جانب شفتيه لأعلى دلالة على عدم التصديق ويتحدث بإستنكار:

- « المعلم فؤاد البغل بقا أونكل!»

أبعده قاسم عن طريقه، تجاهل وجود ( فؤاد البغل )
ووجه حديثه لها يتسائل بإشمئزاز:

- « أنتِ إيه إللي جابك هنا يا بت أنتِ؟»

قالها لتشهق هي بعدم تصديق من مناداته لها ( بت)
ويرد ( فؤاد) بدلًا عنها قائلًا بلوم:

- « عيب يا قاسم يا أبني دي ضيفتنا! »

- « دي مش ضيفة، دي بت عايزة تتربى.»

قالها لتخرج هي من عباءة الفتاة اللطيفة التي إرتدتها إحترامًا لوجود المعلم وصاحت بإندفاع:

عكس عكاس. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن