ماذا لو كُـنت ذلك الطفل حـَافي القـدمين الذى تمنى لو تنقلب أحواله ويتحول لصاحب الحذاء المُنمق الجالس أمامه.. ماذا لو تحققت تلك الأمنية المـستحيلة ورأيت فرحة الآخر حينما أصبح ( أنتَ) لأنه وأخيرًا أصبح بوسعه التخلي عن كرسيه المُتحرك؟
༺༻
آهه خافتة صدرت من النائم لوقتِ متأخر على غير العادة، يـشعر بإجهاد غير مبرر وكأن شاحنة مُحَملة بـأطنان من البـضائع عبرت فوق جسده، أمعاءه تكاد تتمزق، والتشنجات أسفل معدته تزداد بشكـل يتعدى حدود تحمله...
الرؤية مشوشة ويـشعر كأن غرفته حدثت بها تغييرات لا يراها، مُستعجب من كونه لم يـستيقظ اليوم على صوت الباعة المتجولين الذي يظن أن مهمتهم الأساسية هي (منبه) للكسالى وأصحاب الآمال الوردية المتمثلة أحلامهم في نومة هادئة.
إتضحت الرؤية نسبيًا، وما أن وقف حتى شعر أن هُناك سائل ما يسقط منه، نظر لملاءة السـرير ليجد بقعة حمراء كبيرة، وهُنا تحديدًا أصابه الهلع وأخذ يبحث عن مرحاض تلك الغرفة التي لا يعلم كيف إنتقل إليها ليعرف مصدر الدماء..
قبل أن يصل توقف أمام تلك الفتاة التي أمامه وصاح بغضب:
- « الله يخربيتك إنتِ إيه اللي عملتـ...»
ملابس بيتية خفيفة، شعر بني طويل، جسد أنثى، وملامح رقيقة وهو أمام.. مرآة!
إنه كابوس مرعب.. كابوس مرعب.. كابوس مرعـب.
أغمض عينيه وأخذ يهدأ من روعه حتى أعلن الهاتف عن وصول رسالة.. جرى مسرعًا ناحيته ليقرأها:
[ إنه الموعد المحدد لدورتك الشهرية، هل أتت؟ ]تطبيق خاص بالنساء على هاتفه، تقلصات أسفل المعدة، بقعة دماء، ومرآة كلما وقف أمامها تعرض أنثى،
و...- « يا فضيحتك يا قاسم! »
همس بها بعدم تصديق بعد أن خبط على صدره بعنف.
وتأكـد أن الأجساد قد تبدلـت.. وتحول هو من الأسطى
( قاسم أمين ) إلى ( فريدة ذو الفقار )!و.. رَن جرس المنزل..
_
_____________
تشعر بألم في جسدها.. لكنه أخف بكثير من المعتاد.
سبب رائع ليجعلها تستيقظ وتعيش يومًا آخر. صحيح أنها تشعر بغرابة، وأنها باتت أضخم. ولكنها فرصة رائعة لممارسة كونها ( إنسـان ) لأنها ولأول مرة منذ شهور تشعر بالنشاط!فتحت عينيها لتتفاجأ من مظهر الغرفة البسيطة ذات الألوان الهادئة.. غرفة رائعة لكن ثمة مشكلة هُنا..
إنها ليست غرفتها ولا تعلم كيف أتت إلى هنا!
أنت تقرأ
عكس عكاس.
Random« الأشياء ليست كما تبدو، وكذلك الأشخاص.» نظر إلى الجملة التي قد دونتها في دفترها وعلى شفتيه إبتسامة ساخرة. لقد ظن للحظة أن المُدللة تمتلك موهبة الكتابة وتؤلف قصصًا ولكنه يعلم تلك الجملة جيدًا؛ فـ ( منة شلبي ) قد قرأتها من قَبل للمدعو ( شريف سلامة...