"الفصل الثالث"

1.7K 155 1
                                    


"الفصل الثالث"

"بعض النوايا تميت"

"رغد"

اصطحبني عمر مجددًا لمنطقة نائية لم تتسنَّ لي الفرصة كي أعرف أين هي، علمت بموت زينب التي لم يحتمل قلبها أن يقترب منها أحد، وقد ساهم غياب الدواء مساهمةً لا بأس بها في القضاء على أي ذرة مقاومة كانت بداخلها.

رحلت زينب ورحل معها كل شيء حتى شعوري، لم أعد أشعر بالخوف أن أُقتل، بل إنني أتمنى هذا من صميم قلبي.

أن يصل بكَ الأمر إلى تمنِي الموت، نهاية كل ما لك في الوجود، أن تأمل الانتقال إلى حياة غير الحياة، دنيا لا تشبه تلك التي تسلب فيها كل ما تملك وتبقى عاريًا دون حتى عناق!

صبرًا نفسي، اليوم يقتلونني وغدًا ألقى الأحبة!

أفقت من أمانيّ هذه على صوت أحدهم قادم ويبدو أنه ينوي شجارًا! فقد ظهر صوته غاضبًا حين صرخ:

- أنت فين يا حيوان يللي اسمك عمر!

ظهر عمر فجأة وقد نالت تعابيره جزءًا من تلك الفجأة التي ظهر بها، حيث هتف بتعجب:

- أدهم!

اقترب المدعو "أدهم" وبقايا دموعٌ عالقة بجفنه وهو يتابع صراخه بنبرة منكسرة:

-أيوة أدهم يا أندل خلق الله، قتلتوها ليه؟!

تساءل عمر عن هوية المقتولة التي يعنيها أدهم، والذي أجاب:

- زينب، كل ده عشان قلت هبطل! ما أنا كنت ساكت ومش بأذيكم، قتلتوها ليه!

أغمض عمر عينيه ليتنهد بحزن لا أعلم كيف شعرت به، ثم ربت على كتفه يواسيه بقوله:

- أدهم اهدى وبطل عياط أنا مش فاهم حاجة، أنت بتقول زينب؟ اللي كانت مريضة بالقلب؟

- أيوة هي، قتلتها ليه يا عمر؟

ازداد انكسار نبرته وهو يتساءل عن سبب قتلها ليتابع عمر استفساراته:

- أدهم، بطل عياط خليني أفهم، هي تعنيلك إيه؟

تلك المرة انفجرت بالدموع حين رأيته يشاركني إياها وهو يجيب بألم:

- كانت حب حياتي، كنت بطلت كل حاجة عشانها، كنت بحاول أكون كويس عشان أستحقها، وقبل ما أعترفلها قتلتوها.

كست الصدمة ملامح عمر فيما ازدادت دموعي انهمارًا، ولم ينجح في إيقافي سوى تذكُّري أن كلها مسألة وقت وألحق بها، بالطبع لن يتركوني حية!

ثوان وأفاق من صدمته ثم قال بنبرة غُلفت بالحزن:

- أدهم أنا معرفش، باباك كلفني بخطفها وأنا حتى ملمستهاش، هي قلبها كان ضعيف وماتت لوحدها.

لم يظهر عليه أنه صُدم من كون والده سببًا في قتل حبيبته بل وكأنه توقع الأمر!

- عمل كده عشان أرجع للقرف اللي كنت بعمله، بس لأ برضه مش هرجع وهدفعكم التمن غالي، غالي أوي يا عمر.

بأي ذنب قتلت .. للكاتبة زينب إسماعيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن