"الفصل الخامس"
"النهايات؛ هي تلك التي نكتبها برؤوسنا بعيدًا عن الحقيقة"
"عمر"
خرجنا من المصلى لقاعة المسجد، رغد بين يدي، وأدهم وأحمد بجوارنا، وفجأة ظهر من العدم أربعة رجال مسلحين قيدوني أنا وأدهم، ليبقى أحمد أمام رغد!
احتلت الصدمة معالمنا جميعًا، حتى تشدق أحمد قائلًا:
~مكنتش عايزك تبقي على اسمه بس محبتش أكسر فرحتك.
خشت رغد أن تتحرك فيضربني بطلقة غادرة من سلاحه، فتحدثت برجاء:
=أحمد أرجوك بلاش، عشان خاطري متقتلهوش، عمر مش وحش والله، ومكانش قصده يتسبب في موت أختك.
لم يرد، بينما ثال أدهم وهو يحاول فكّ أسره:
• أحمد أنت بتعمل إيه؟ ده أنت اللي أقنعتني أسامح وأنسى، إيه اللي جرالك!
ابتسمت بهدوء وأنا أنظر لعينيه قائلًا:
- سيبيه يا رغد، أنا أستاهل أموت، من قتل يُقتل، وأنا كنت مشارك في قتل ناس كتير حتى لو مش أنا اللي قتلتهم، شكرًا يا أحمد إنك استنيت لما بقت على اسمي، دي أكبر جايزة قدمتهالي حتى لو ناوي تقتلني بعدها.
ضحك بصوت عالي، بدا لي هيستيريًا، وقال
~لأ ما هو أنا معملتش كده عشان أكافئك، أنا عملت كده عشان أفرحها هي قبل ما تموت!
وقبل أن يدرك أحدنا مقصده أو يفهم ما يعنيه، كانت الرصاصة قد غادرت سلاحه مستقرة في قلب رغد، لتخرج مني صرخة عالية باسمها، وأنا لا أصدق ما يحدث:
- رغاااااااااد!
*********************
"أدهم"
لم أستطع استيعاب ما كان يحدث، لِماذا أقنعني بالسماح إذًا، لقد كنت معه!
جاءني الجواب من رده على عمر، هو يود قتل قلبه وليس قتله هو، ومؤكد لم أكن لأوافقه على قتل رفيقة زينب!
• أحمد!
رأيت عمر وهو يهوي أرضًا ودموعه تتسابق دون أن يتحرك بسبب الرجلين اللذان قيدانه، وأنا كذلك!
بينما انخفض أحمد بهدوء لمحل رغد ليراها تتنفس بصعوبة، مد يديه المرتعشة ليفك عنها حجابها، في محاولة فاشلة لجعلها تتنفس، وهو يردد بهيستيريا:
~ليه يا رغد؟ ليه خنتي حق صاحبتك؟ ليه ضحيتي بحبي ليكي؟ أنا أحق منه، أنا أمي اتقتلت عشان دافعت عنك، وهو كلب اتسبب في موت أختي وصاحبتك، ليه مكملتيش زي ما كنا متفقين؟ ليه حبيتيه!
كانت تحتضر، ويبدو أن روحها بدأت تتصاعد، ليبكي هو قائلًا بهدوء غريب:
~أنا آسف يا رغد، كان نفسي أقتله بس مكنتش هقدر أسيبك عايشة وقلبك موجوع عليه، ومكنتش هقدر أعيش وأنا شايفك ليه، أنا آسف بس أنتي اللي خنتي!
يراها خانت والحقيقة أنها أحبت، تجاوزت، صفحت عملًا بمقولة "العفو عند المقدرة"، فبأي ذنب قتلت!
دُفنت رغد وعمل عمر حارسًا للمقابر ليحرس قبرها خاصة، يبقى بجانبها نهارًا يردد آيات القرآن، ولا يفارقها حتى ليلًا عند المنام.
قم بتسليم نفسي للشرطة معترفًا بكل جرائمي لتحال أوراقي إلى فضيلة المفتي، بينما وصلني أن أحمد قد وُضع بمستشفى الأمراض العقلية نظرًا لجهله بمن حوله، لا يتفوه إلا باسم أمه، ريماس و...ورغد!
أنت تقرأ
بأي ذنب قتلت .. للكاتبة زينب إسماعيل
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة إهداء/ إلى من يعيشون خارج الصندوق، دامت أفكاركم مميزة. كلمة الكاتبة/ من عفا وهو قادرٌ فليحتمل سخرية المجتمع الذي لا يسامح. المقدمة/ يأتي على الناس زمان يصبح الذي يعفو فيه خائنًا! نحن دومًا مختلفون؛ نعفو رغم الأذى! ولكن طب...