الشّطْرُ الأوّل.

124 24 14
                                    

|1939|

أِستَيْقظتُ كالعَادَةَ والصّداعُ يُلازِمُنِي ولَيتَنِي أموتُ ويَنتهِي كُلّ شَيئ.
فأنَا لَستُ حيّاً ولَستُ ميتَاً أنَا كالمُختلّ أتَرَنّحُ فِيمَا بَينَهما.
وَضَعتُ عليَّ ثِيابِيَ وأخَذتُ طريِقيَ نخوَ طبِيبيَ عَلّه يُداوِينِي ببَعضِ المُهدّآتِ والمُسكّنات.
دَخلتُ تِلكَ العِيادة الّتي تُشبهُ الحَياةَ بعدَ المَوتِ بالنِسبةِ لي على الأَقل
"أيّها الطّبيبُ شِيبا أعْطِني بعضَ المُسكّناتِ المُعتادَة أكَادُ أمُوتُ وعيْنَايَ سَتَخرجُ منْ مكاَنِها"
رَكَض بسُرعةٍ بِحُلّيهِ الأبيضِ و وقَفَ أمامي. أكادُ أفقدُ أعصابِي وأطْرحَه أرضَاً
"جْيون هذَا سَيَزيدُ الأمْرَ سوءَاً وَرمُ دِماغِكَ سَيسْتمِرّ بالتَضاَخمِ ... أوَليسَت العَملِيّةُ تِلكَ أفضَلٌ مِنَ الأَلمِ هذا؟! "
هذَا الطّبيبُ لا يكُفُّ عنِ الهُراء.
دَفَعتهُ بخِفّة بغايَةِ إبعادِهِ عن طرِيقِي.
"سآخذُ كمّيةً كبيرَةً هذِهِ المَرّة وسَجّلها على حِسابيَ كالعَادةِ "
خَرجْتُ منَ العِيادةِ على عجَل لأقرَبِ حدِيقةٍ أو مأوً للكِلابِ أو القِطط.
أمتَلكُ مَنزِلاً لَكنْ أُريدً إخمادَ الألمْ فأكادُ أموتُ.
مَشَيتُ لِتلكَ الحَدِيقةِ التّي تقبَعُ خلفَ العِيادة.
وعلَى ذاكَ الكُرسيّ الخَشبيِ إرتَشَفتُ الماَءَ مع تُلكَ الحبُوبَ ولمْ يمضِ إلا القَليلُ حتى غَططتُ بثُباتِي الذِي كنتُ منهُ محروُماً لِزمنْ.

فَتحتُ عَينايَ وقَد حلّت العَتمةُ والزّمن يُقارِب العَشِيّة علَى ما أعْتَقِد.
نَزَلتُ عنِ الكُرسِيِ الخَشَبِيّ ذاكَ وإذ بمِياهِ المُحيطِ تحْتَ قدَمايَ تتَمَوّجُ بفِعلِ الهَواء.
نَظَرتُ بِصدمةٍ غير عَالمٍ ماحلّ وما حَدث وكَيفَ أتَيتُ هُنا.
حَتّى رَأَيتُ يَدَاً تُلَوّحُ لِي مِن مُنتصَفِ المُحيطِ داعِيَةً النَجدةُ وأسْمَعُ صوتَ المُناشَدةِ المُمْتزجُ بالأِختِناقِ عَن عُمقْ. بَقيتُ مُتَصنّماً حتَى قَررْتُ المُساعدةَ لأِرضاءِ ضَمِيرِي وأنَا لسْتُ بِسابِحٍ أصْلاً.
فَرَكضتُ نحوَ تِلكَ اليَدِ حتّى وَصلْتُ وأمْسكتُها وإذْ بِها تَسحَبُني بِقوّةٍ حتّى وَجَدْتُنِي أَسفَلَ المِياهِ أخْتنِق.
أُحَرّكُ رأسِيَ يسَارَاً ويَمينَاً رَغبةً بالمُقاوَمة.
حَتّى فَتَحتُ عيْنايَ بِصعوُيةٍ أسْفَلَ المِياهِ وإِذ أرَى
"جي كْيُونْغ!"
"مُت أيُّها المَسخُ كمَا أمَتّنا وحَييِتَ! مُت "
شَدّت خُصُلاتِ شَعرِي وصَارَت تَدفَعُ بِرأسِي لأعَمَقِ المِياهِ وأنَا أختَنِق أكْثَرَ وأكْثَر.
أَمْسَكتُ يَدَها بِقوّةٍ حَتّى شَعَرتُ بِنارٍ تَختَرقُ مَعِدَتِي أَسفَلَ المِياهْ!


                           | يُتْبَعْ |

بِرَأيكُم ما الَلذِي قَد يَجعل جوُنغ كوك يَرفُض العَمَلِيّة ؟

إختِلاف إسِم عائلة الطّبيب و جوُنغ كوك ؟ مع العلم أن كِنيةُ الطّبيب يابانِيّة.

جونغ كوك بيْتعافى من الوَرَم؟

رأيُكم بالسَرد بشَكل عام ؟

                      دُمتُم بِخَير ❣️

الخُلودُ البَشَرِيُّ | مَلَحَمةُ الواقِعِ والخَيَالِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن