فغرتُ عيناي ما إن سمعتُ صوتُ مُنبْه هاتفي يصدح في أنحاء الغُرفة، مددتُ يدي لكي أطفئه، أحسستُ بتخدرٍ في ذراعي، لأُدرِك أن سُومين قد وقعت نائمة عليه بعد أن خَتَمَت جولةُ نحيبها بسبب عَدم قُدرَتها على إنجاب الأطفال
قُمتُ بإزالة بقايا الأدُمُع لتسرح عَيناي بجمالها
تقلبّت مُهمهة ما دفعني إلى إبعاد يَدي، لا أوّد أن أُزعجها
سُرعان ما فتحت أبواب رموشها لتُطِل عليّ عيناها الجذابتان"صباحُ الخَير، عَزيزي"
ألقت عليّ تحيّةُ الصَباح بصوتها النعسان الذي دومًا ما يوقعني في شباكها"صباحُ الخير"
فردت جذعها حتى تنهض، أطفئت التِلفاز الذي كان يَعمل منذُ البَارِحة"ألن تنهض لتَذهَب إلى عَمَلِك؟"
سألتني وهي ما زالت واقِفة تنتظرُ نهوضي، حدّقتُ طويلًا في ارضيّة الغُرفة"اُفَكِر أن أبقى معكِ اليَوم"
أجَبتُها بينما ما زالَ القلقُ يلقي بشباكه على قَلبي"لا تقلق جين أنا بخيرٍ الآن"
صرَّحت رافعة ذِراعها كبطل كمال الأجسام، بشَّ وجهها ببسمةٍ ما إن قهقهتُ على ظُرفها
هدأ قلبي وطردت القَلق بعيدًا، نهض لإغرقها في عناقي، أوّد أن تلتصق رائحتها في ملابسي حتى أتمكنُ مِن تَذكرها طوال اليَوم"عِناقُ الصَباح"
هسمتُ لأشعر بيديها تلتف حَول خِصري لتمنحني دِفيءٌ مُضاعَف
فَصلت عناقنا ثُم نبست قائلة
"هيّا سوف تتأخرُ على عَمَلِك، لا نُريد مشاكِل مع مُديرُك"تركتُها مُرغمًا، إن كنتُ اتحكمُ في ذلك، ما كنتُ سأتركها ما حييت
أرتديت ملابسي وتناولنا الفُطور معًا ثُم ودعتُها بقبلةٍ أعلى جَبهتهاقضيتُ نصف ساعات العمل وأنا اترَّقبُ موعِد الذهاب لتَتَمَتع عيناي بها
تفاجئتُ بإتصال من رقم والدتي في وقتُ إستراحتي، غَريب ليس من عادتها أن تَتصل في هَذا الوَقت، ضغطت على زر الرد ليأتيني فَزع به القَليل من صوتها"بنيّ، سومين قد تعرّضت لحادِثة سيرٍ هذا الصَباح، تعال على المَشفى الجامعيّ"
اسهبتُ النَظَر، فقدتُ النُطق، إحتَجَبت الأصواتُ مِن حَولي، لَم أقوى على حِمل الهاتف لأتركه يصطدم أرضًا
شعرتُ بجسدي ينقسم، قدماي تهرعُ لسيارتي، بينما عقلي يرفضُ تَصديق ما قالتهُ والدتي توًّا، وقلبي يدعو أن تكونَ بخير وألا نخسرها"كُوني بخير، لأجلي"
أنت تقرأ
أراكِ | K.SJ *مُكتملة*
Fanfictionمَن عَشِق وتعلّق بأحدهم، سيُبصِره في دُنياه قاطِبة، في زهرةٍ فاتِنة، في قمرٍ خلّاب إذَا حَدَث وفارَقه سيضحى جُثمان مُجوّف لا تَكمنُ روحًا بِداخله، ولا حياةً تُناديه ودّ لو أنهُ هَلَكَ قَبلَما الفِراق مُهداة إلى نَغَم وحَنين