المقدمه

5 3 0
                                    

اسمي ليان اسماعيل عبدالله لدي اثنان و عشرون عاماً. في اليوم العاشر من سبتمبر عام ألفين وتسعة حين انفصل والداي عندما كنت بالتاسعه من عمري كان هذا القرار كفيل بأن يقتلني يومياً. قبل النوم عندما كنت اذهب إلى غرفتي باكراً مدعيه النعاس ولكنني في الحقيقه كنت اجلس علي فراشي ضامه ساقاي إلي صدري لأبدأ بالبكاء كعادتي حتي اهدئ

***

قبل انفصال والداي لم تكن الحياه سعيده ولكن كانت لا بأس بها. كنت استمع إلي شجار والداي يومياً لأجل قلة المال و كانت امي دائماً تقول
*انا مش عايزه افضل طول حياتي مستحمله الفقر ده انا عايزه اعيش حياتي زي كل الناس*
كان ابي يعمل نجاراً و عندما ينتهو من الشجار كان يذهب ليفرغ غضبه بالعمل دائماً ، كان والد حنون كثيراً لطالما كان و ما زال يبذل قصارى جهده لأسعادي حتي لا يشعرني بالفقر او يجعلني اشعر بالخجل امام زمائلي بالمدرسة ، عندما كان يذهب للعمل بعد كل شجار كانت امي توبخني وبشده ثم تصرخ بي و أحياناً تقوم بضربي وتقول لي
*انا هفضل لحد امتي مستحملاكي انتِ و ابوكي انا قرفت*
ثم تذهب إلي المطبخ لألحق بها باكيه و اناديها بصوتاً مرتعش لتقول لي بحده بالمقابل
*ما تقوليش ماما فاهمه قوليلي يا شيري و بس انا مش امك*ثم تصمت قليلا لتصرخ بي*انا بكرهك*
لم اشعر يوماً بالحنان منها تجاهي كل ما تحب هو ان تأخذ المال من ابي و تنفقه علي الأشياء اللا قيمه لها ورغم كل ذلك ستظل كما يقول البعض والدتي في يوماً ما والدتي طلبت الطلاق من والدي لأنها كما تقول انها سئمت من هذه الحياه التعيسه و تريد ان تعيش مثل الأغنياء رفض والدي الأمر نهائياً حتي ذهبت هي وقامت برفع عليه قضيه ثم بعد ذالك تم الأمر وانفصلو كان ابي دائماً يحاول تخفيف الحزن عني بكل الطرق وكنت دائماً ادعي انني سعيده حتي لا يحزن و عندما اصبح لدي اثنان وعشرون عاماً وبما انني اجيد الرسم واعتبره الشئ الذي يجعلني سعيده قررت ان ارسم الأشخاص مقابل المال لمساعدة ابي وفي يوماً ما كنت اجلس بغرفتي ارسم زهره بنفسجيه اللون وانا استمع إلي الموسيقى الهادئه كعادتي وكنت ارفع شعري إلي الأعلي كالكعكه كما يدعوها البعض وعندما انتهيت من الرسم نهضت من المقعد لأذهب إلي المطبخ لأجلب كوباً من القهوه عدت إلى غرفتي وجلست مجدداً لأكتشف شيئاً ما لقد كانت الورقه بيضاء تماماً وبجانبها الزهره ذاتها التي رسمتها منذ قليل تعجبت كثيراً كيف اتت هذه الزهره هنا وكيف الورقه بيضاء اقسم انني رسمت زهره بنفسجيه ولكنني لا أجدها بالورقه تساؤلات كثيره دارت بذهني لا أجد اجابه لها سمعت صوت طرق علي الباب ذهبت لأفتح الباب ثم وجدت ابي يدلف إلي المنزل ويحمل بعض الأكياس البلاستيكية التي توجد بها خضراوات وفاكهه وكيس بلاستيكي اسود اللون لم اتبين ما به اخذت بعض الأكياس منه لمساعدته ثم اغلقت الباب و وضعت الأكياس أعلي الطاوله اعطاني الكيس البلاستيكي الأسود وهو يقول بأبتسامه حنونه
*افتحي الكيس هتلاقي حاجه كان نفسك فيها من زمان*
اخذت الكيس وفتحته بفضول لأجد به اقلام تلوين جديده من النوع الجيد نظرت للأقلام بصدمه ثم نظرت إلى ابي بفرحه وأمتنان وعانقته بشده
*انا بحبك اوي انتَ احسن اب في الكون كله*
عانقني أيضاً وهو يتحدث بصوت حنون
*وانتِ احسن بنت في الكون كله*
اخذت الأكياس ثم ذهبت إلى المطبخ لأعداد الغداء بعد بضعة دقائق وضعت الطعام علي الطاوله ثم جلست انتظر ابي جاء ابي بعدما بدل ملابسه ثم جلس أيضاً وبدأ بالأكل كنت انظر إلى الطبق الذي امامي بشرود كنت افكر بما حدث منذ قليل حتي خطرت ببالي فكره ولكنني استبعدتها سريعاً عن توقعاتي مستحيل حدوث ذلك لاحظ ابي شرودي لينظر لي وهو يتسأل
*بتفكري في ايه*
نظرت له بانتباه ثم نهضت من مقعدي
*مش بفكر في حاجه…انا شبعت الحمدالله*
ذهبت إلى غرفتي لأبدل ثيابي سريعاً ثم اخذت دفتر الرسم الخاص بي ومعه اقلامي ثم توجهة إلي باب المنزل ثم هتفت قبل ان افتح الباب
*بابا انا نازله عايز اجيبلك حاجه معايا وانا جايه* ثواني وسمعت رده وهو يتقدم مني ومعه معطف
*لا عايز سلامتك خلي بالك من نفسك والبسي جاكت عشان الجو برد*
ثم مد يده بالمعطف إلي اخذت المعطف منه وانا ابتسم له ثم قمت بأرتدائه ثم فتحت الباب وقلت
*سلام*
ثم ابتسم إلي بحنان وقال أيضاً
*سلام*
ذهبت ثم أوقفت سيارة اجره كبيره والتي تدعي(اتوبيس) صعدت إلى السياره ثم جلست علي أحد المقاعد بجانب النافذه كما أحب ثم اخرجت هاتفي من الحقيبه كان قديم الطراز نوعاً ما ولكن لابأس به قمت بتشغيل موسيقي هادئه ثم وضعت السماعات بأذني حتي أصل نظرت إلى النافذه ولمحت سيده كانت تقف وتحمل ابنتها الصغيرة ثم توقفت السياره لأجد هذه السيده تصعد ثم جلست بجانبي كانت تلاعب ابنتها طوال الطريق وكانت تضع القبلات علي وجنتيها وعلي جبينها بحب شديد كنت انا انظر لهم ببسمه اجاهد ان لا تسقط دموعي نهضت من مقعدي بعدما قد وصلت إلى وجهتي ثم هبطت وقمت بوضع مقعد بلاستيكي يفرد و يتطبق كنت قد جلبته معي ثم وضعت طاوله بلاستيكيه أيضا وأخرجت دفتر الرسم واقلامي ثم وضعتهم أعلي الطاوله لأجلس بمكاني المعتاد الذي دائماً اجلس هنا لأرسم الأشخاص مقابل المال انتهيت من عملي ثم عدت إلي منزلي دلفت إلي المنزل لأجد ابي كان ينتظرني ليرحب بي قائلاً بأبتسامه
*غيري هدومك وتعالي عشان عاملك مفاجأه*
ابتسم ثم توجهت إلى غرفتي لأبدل ملابسي وأعود لأجده يمسك يدي و يأخذني إلي غرفة الطعام لأجد انه قد جهز العشاء بنفسه نظرت له فقال
*قولت انهارده اعمل انا العشاء بدل ما انتِ كل يوم بتيجي تعبانه من بره وتعملي انتي العشاء*ثم قال لي وهو يجلس*اقعدي كلي وقوليلي ايه رايك*
جلست على مقعدي وبدأت بالأكل وكان الطعام حقاً شهي نظرت له بأبتسامه
*تسلم ايدك يابابا الأكل تحفه بجد*
بعدما انهينا طعامنا واخذت الأطباق ثم غسلتها و وضعتها بمكانها ذهبت إلى غرفتي ثم جلست علي مكتبي وانا اقرر ان اتأكد من الفكره التي خطرت لي اخذت دفتر الرسم و واقلامي ثم بدأت برسم سلة تفاح بعدما انهيت الرسم نظرت سريعاً بجانبي لم أجد شئ ثم اغلقت عيناي براحه وانا اعود بظهري إلي الخلف لأستند علي المقعد فتحت عيناي بهدوء لأجد ان الأمر تكرر مجدداً الورقه بيضاء وسلة التفاح بجانب الورقه عدت إلي الخلف سريعاً لأجد ذاتي اسقط علي الأرض بعنف بدأت بالزحف إلي الخلف وانا انظر إلي السله برعب الان لقد تأكدت من ان الفكره التي خطرت لي وقلت انها مستحيله الان اصبحت حقيقه ثم ابتسمت بخبث وانا اعلم ان القادم ليس بالهين نهائياً

 كنت استمع إلي شجار والداي يومياً لأجل قلة المال و كانت امي دائماً تقول*انا مش عايزه افضل طول حياتي مستحمله الفقر ده انا عايزه اعيش حياتي زي كل الناس*كان ابي يعمل نجاراً و عندما ينتهو من الشجار كان يذهب ليفرغ غضبه بالعمل دائماً ، كان والد حنون كثي...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 09, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بين الواقع و الخيالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن