إعادة إحياء تنين الفوضى

اللّقاء

فجرا أمام القصر تجمع بعض الركاب حول القافلات، وقف رودو يلتفت حوله، لمح ليونيد من بعيد  فلوح له، تصافح الإثنان بحرارة وانظما إلى القافلة التي ستنقلهما إلى الشمال

إنطلقت العربة سريعا لتندمج في المسير مع  العربات التي سبقتها، شكل أغلب الركاب مجموعات يتبادلون أطراف الحذيث بينما ضل رودو صامتا، ليفاجئه ليونيد بطرحه سؤالا

 ليونيد : هل تدرس أو تعمل؟

رودو : لا أقوم بشيئ مميز، بعض المغامرات من حين لأخر

ليونيد : إنها مميزة، أرغب حقا في خوض مغامرة لكن لاوقت لدي

رودو : هل الطفل بخير؟

ليونيد : أجل وجدنا له مربية يوم أمس

رودو : جيد، لم أنم جيدا، سأخلد للنوم

ليونيد(حرك رأسه إيجابا) : إفعل ما تشاء

أغلق رودو عينيه، سرعان ما غرق في النوم، سمع إسمه يناديه صوت مهيب لكنه خافت، حاول فتح عينيه بصعوبة ليجد نفسه في مكان مظلم، حاول تبين المكان بيديه، إلا أن ريحا قوية دفعته بضع أمتار إلى الخلف، شعر الشاب بخوف شديد يعتريه 

صوت مجهول : هل انت خائف؟

رودو : من؟ أين أنا؟

الصوت : هذا داخلك أيها الوعاء الغبي

رودو (محاولا تبين الصوت) : هل أعرفك؟

جائت ريح أخف من سابقتها ولكن مصحوبة بضوء قد أوضح المكان، فراغ كامل صُدم منه رودو

الصوت : هذا أنا

إلتفت نحو الصوت، ليجد نفسه أمام تنين ضخم بجناحين شاسعا المساحة، قرنين عظيمين، مخالب بحجم الشاب ضعفين، وكل نفس من أنفاس التنين تحمل من الحرارة والقوة مايبث الرعب في قلب رودو

رودو (متلعثما): أين ... أنا؟ من ... ت..كون

التنين : هل تذكر قبيلة روسينا؟

حاول الشاب تذكر روسينا، لكن ألمُ رأسه لم يسمح له بتذكر أي شيئ حولهَا

 رودو (صارخا من الألم): لا أستطيع، رأسي يكاد ينفجر، لا أتذكر أي شيئ

التنين (مستنكرا): أريستارخوس اللعين، سجنني في وعاء بدون ذكريات، هل هذا هو النفي أيها الوغد، سأستعيد قواي وسأبيدك رفقة بيادقك

رودو : من أنت؟ وماذا تعني روسينا؟ وأي هراء هذا الذي أنا فيه، أعدني حيث كنت

التنين : لم تغادر مكانك، أنت في بُعد أخر داخلك حيث نلتقي، وأنا آريس تنين الفوضى سجين في جسدك ، ستعرف قصتي وقصة روسينا عندما أستعيد قواي، لكن تأكد أن لدينا نفس العدو وهو أريستارخوس  

 رودو : أريستارخوس؟ قواك؟ أنا سجن؟ من سيصدق هذا الكدب

اريس : إذا غادرتُ الأن دون وجود وعاء أخر سأتلاشى، وإذا فقدتَ حياتك سأموت، لذا لا يمكنك فعل ماتريد دون إذني وأيظا عليك شكري فقد رممت جسدك

رودو : ماذا تقصد؟

"صوت بعيد ينادي "رودو، رودو

اريس : قُطعت ذراعك من قبل وأعدتها، سأراك قريبا

إستيقظ رودو على نداء ليونيد "رودو هل أنت بخير؟

رودو : أجل، لماذا؟

ليونيد : لقد نمت طويلا، قد إقتربنا من دخول الشمال

رودو : هل تمازحني! لم أنم سوى لدقائق

ليونيد : أنظر لقد حل الليل، بالطبع لن تشعر بكم نمت

رودو (مخاطبا نفسه) : لا تفسير لهذا

 فتحت أبواب حديدية ضخمة ودلفت العربات إلى داخل المملكة الشمالية

يتبع