الطفل و الصديق

10 0 0
                                    

على متن القافلة ينام الشاب "رودو" وتترقبه أعين الركاب، تقلب على يمينه وشماله قبل أن يقفز من مكانه فزعا، والركاب من حولهِ يستبشرون باستيقاظه، نظر إلى شابٍ مبتسم حسن المظهر، مدّ إليه الشاب يده ليصافحه قائلاً "أنا ليونيد، ماذا عنك؟" حرك رودو يده إلى أن صافح ليونيد، منتبها لوجود ذكرى مشوهة في عقله متعلقة بيده اليمنى إلاّ أنه لم يعرها أيّ إهتمام "أنا رودو، أين نحن؟ 

ليونيد : هذه القافلة متجهة إلى العاصمة، توقفنا بعد أن وجدناك على مقربة من الطريق 

رودو : لا أتذكر أي شيئ غير أنّي ...(حاول التذكر بصعوبة لتنبعت ذكرى في عقله) أظنني هوجمت من طرف بعض قطاع الطريق

ليونيد : من أي بلدة أنت؟

 رودو : أهلي يعيشون في الشمال، سيجب عليّ العودة إلى الديّار قريبا

(صراخ طفل صغير)

ليونيد : زوجة سيّد القافلة كانت متجهة نحو العاصمة لتلد، لكن حذث وأن وضعت مولودها قبل قليل، لحسن حظها أنه حي رغم ولادتها قبل الموعد المحدد بشهر 

!رودو : (شاردًا) نعم، لحسن حظها

مظت بضع لحظات ساد فيها الصمت، ليُقاطعه الوقوف المفاجئ للقافلة الأمامية، من خلال الستار لاحظ ليونيد أشخاصا ملثّمين، خَرج ليطمئنّ على الأوضاع لكن أهوله المنظر، إذ قتَل الملثمون الجميع وبقي الطفل الصغير يبكي في حضن والدتهِ الميّتة، وجه لِيونيد خنجره بخفة نحو عنق أحد الملثّمين متخدا إيّاه كرهينة، وطلب من رودو أخد الطفل، تحرك رودو بصعوبة وتمشّى بغير تناسق كمن يمشي لأول مرة تعثر تم قام متابعا نحو الطفل، حمله وتراجع نحو قافلته، تقدمت القافلة قليلا ودفع ليونيد رهينته بقوة نحو رفاقه تم ركض خلف القافلة المنطلقة بأقصى سرعة يتحملها الحصانان، نظر الملثمون إلى قائدهم حرك رأسه سلبًا، ممّا جعلهم لا يطاردونه

(في ما تبقى من الطريق إلى العاصمة، بقي رودو حاملا المولود)

وصلت القافلة إلى العاصمة، وتطوع ليونيد كنائب عن القافلة لإبلاغ الحاكم بما حذث، ليرسل رجاله لإستعادة الجثت والبحث عن المتهمين، بينما ظل رودو منتظرا إياه أمام القصر إلى أن عاد

ليونيد : كان حاذثا مؤسفا رغم أنّي سبق ونبهت سيد القافلة إلى خطورة المرور عبر ذلك الطريق

رودو : ماذا عن الطفل؟

ليونيد : لم أخبر الحاكم عنه... (رودو مقاطعا إياه "ماذا؟")

ليونيد: لقد أخبرني والده "سيد القافلة" أنّ لديه مشاكل متعلقة بالأملاك مع إخوته قد يقتلونه لو أمسكوه فما بالك بابنه، وزوجته كانت أحد خدمه وتزوجها، لِدى لافائدة من البحث عن من يكفل الطفل  

!رودو (مستفهما) : ماذا؟ هل ستحتفظ به

 ليونيد : سبب قدومي هو لأخد نفقات تعليمي من أهلي وسأعود إلى مملكة الشمال، لذا أظنني سأتركه معهم

رودو : مملكة الشمال؟

ليونيد : نعم أدرس في الشّمال،  أولست من الشمال؟

  رودو : بلا، إفعل ماتراه صائبا  (قدم له الطفل)

ليونيد : متى ستعود للشّمال؟

رودو : في أقرب وقت ممكن

ليونيد : أظننا سنذهب معا فأقرب قافلة، ستنطلق بعد الغد فجرا

رودو : سأذهب معك إذا

ليونيد : فلتبقى في حانة ولنلتقي أمام القصر في الوعد 

رودو : حانة؟ هل لديك بعض المال؟

ليونيد (مبتسما) : نسيت، تعرض لك قطاع الطريق (أخرج حزمة من المال وقدمها له)

رودو : سأرد لك المال بمجرد وصولنا لمملكة الشمال

!ليونيد : حسنا وبالنسبة للقافلة سأحجز لك مقعدا لذا لا تتأخر، فجرا

تم غادر ليونيد ومعه الطفل، بينما توجه رودو نحو أقرب حانة


يتبع

إعادة إحياء تنين الفوضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن