التَرنيمةُ الثانيةُ..

10 2 0
                                    

مع شخص مهووس بمعرفة كل شيء لم يهتم للكتب كثيراً بل كان ينتظر من الطبيعة ان ترسل له المعرفه
وكما كان لدي امل بأن الزهور التي في الحديقة الصغيرة ستنمو لتكبر يوما ما شعرت إني لم اعش الا الآن مع سعادة غامرة وشمس يملئها الاشتياق للقمر
لم اتغير ابداً سوا أني بدأت أحب النجوم رغم ان الغيوم والنجوم شيئان متناقضان ، أحب رائحة الطبيعة والزهور التي يطل عليها شباك غرفتي الصغيرة ، وما زلت أحب الغيوم حتى الآن .. ، لكني دوماً أحببت ذلك الكوخ الخشبي الصغير اكثر من اي شيء آخر ،  ويمكنني القول بأن حتى متتالية النجوم التي رأيتها لمدة طويلة لا تصف سعادتي وانا أسير راكضة لافتح بابه .
كنت وما زلت شخص مرح وسعيد طوال الوقت ومتحمس لكل شيء ، اضحك كثيرا بمجرد رُأيتي قطة منزل تمضي وقتها باللعب مع كلب ضال لانه امر متناقض ويدعو الى الضحك ، اعتدت طوال الايام على رؤية اشياء متناقضة وضحك عليها حتى تغرب الشمس .
الخامس من أبرل لرأيتي الكوخ المهجور لاول مرة فوق تل بعيد ،  يبدو وكأنه ينتظر ان يثير انتباه احد ، ذهبت خائفة لكن أصابني الفضول فماذا افعل ؟ ، مع ذهابي ورؤية جيتار ذلك المُسِن كنتُ في حيرة ! كيف تصل هذه الأوتار الى السماء !؟ لم أرى جيتار مثل هذا من قبل " هل من صنعه مجنون ام شخص استطاع ان يفعل شيء لم يستطع احد من قبل فعله ؟"

لكن المختلين عقلياً ايضاً يستطيعون فعل اشياء مختلفة ومثيرة لكونهم متخلفين عن الاُناس الطبيعين ! .

قلت بابتسامة يملؤها الفضول :  كيف استطعت السيطرة على أوتار مثل هذه ؟

لا اعلم ، عندما اجد الإجابة سأخبرك حتما " قال هذا وهو مشغول بالعزف بثبات "

هذا جميل ~
من الممتع تخيل محادثات مزيفة لم تحدث قط
في الحقيقه لم يكن الرجل الهارم سوا منحوتة نحتها شخص وجد شغفه في صناعة المنحوتات البشرية،  تبدو  في هذا الكهف منذ وقتٍ طويل ، مهما نظرت الى تفاصيل هذه المنحوتة انا لا أمل،  لا أمل ابداً من مشاهدة ملامح المسن السعيدة وكأنهُ لم يمل من النظر الى الجيتار الذي يمسكه بين يديه منذ أعوام عديدة
لا زلت في الكهف اراقب كل شيء بدقه ، خاضعة لشعور الذي غمرني بأني لا اريد ان انسى منظر الكهف ابداً حتى اخترق ضوء الشمس التي تغيب الشباك الصغير لاعود الى المكان الذي أتيت منه .

سبتمبر ، اليوم السادس من الشهر .
لا زلت على قسمي ، وفي الطريق ازعج صوتي المتعالي السكان القريبين من الطريق المؤدي للكوخ .
مع صوت انين الاطفال في البيوت ، وصوت اطفال اخرين يلهون في مزرعة زعيم القرية وهتاف الرجال لمصارعة الثيران التي اقيمة في الساحة الكبيرة منتصف القرية ولا ننسى صوت الصيف والنسيم ذي الصوت الناعم الجميل ، في كل هذا الوقت لم تتوقف اقدامي في السير ناحية التل وعند وصولي صرخت بسعادة بكلمة " جميل  " لضني ان لا أحد سوف يستطيع سماعي من هذه المسافة البعيدة بالفعل هنالك شخص كان يسكن بجوار صرخ علي بشكل سخيف ، ركضت بمرح الى جانب الكهف وانا اقوم بضحك على غضبه متناسية بعد عدة دقائق ما حدث

-يتبع

تَرّْآنِيِمُ  ألسَمْآءِ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن