بداية قاسية

160 6 9
                                    

في يوم عاصف و ممطر ، بإحدى مشافي المدينة ، صيحات طفل رضيع تملأ جميع جميع أركان المشفى ، مولود جديد وقت دخول السنة الجديدة ، هذا المولود هي انا . اسمي هيفاء ولدت في فاتح يناير 2004 ، في منتصف الليل ، والدتي أمينة لم تفارق الابتسامة وجهها ذلك اليوم ، و لكن للأسف حدث شيء لم يتوقعه أحد ، بعد أن سمع والدي خبر ولادتي ، غادر مكان عمله مسرعا ، فجأة دخل شرطيان إلى غرفة أمي في المشفى لتتلقى خبر وفاة والدي في حادث مأساوي ، أصبح يوم ولادتي من أسوأ الأيام بالنسبة لي . كبرت يتيمة الأب ، حتى لو أن أمي حاولت جاهدة لتكون أبي و أمي في نفس الوقت ، إلا أن هناك فراغ كبير بداخلي . أصبحت في سن 16 سنة وصلت إلى فترة المراهقة و اشتياقي لأبي يزداد يوما بعد يوم . في احد الأيام ، جاءت إلي أمي و قلت لي :" هيفاء، حبيبتي لدي موضوع مهم يجب أن أتحدث معك بشأنه" ، فأجبتها:" نعم يا أمي أنا أسمعك ما الأمر؟" أخبرتني و هي مترددة حبيبتي لقد تعرفت على رجل محترم و ذو نية حسنة و قد عرض علي الزواج و انا وافقت . بعدما سمعت الخبر صدمت و غضبت و قلت لها و انا أصرخ : "أمي كيف لك أن تضعي شخصا آخر مكان أبي انا لا أريد هذا الرجل لا اريد ابا غير أبي هذا مستحيل " . أسرعت إلى غرفتي و أغلقت الباب على نفسي و بدأت بالبكاء ، أمسكت صورة أبي و حضنتها و قلت و الدموع تنهمر بدون توقف " انت هو أبي لن أقول لأي أحد آخر هذه الكلمة " استلقيت على سريري فغطت في نوم عميق ، و صورة أبي في حضني لا تفارقني . استقظت على همسات أمي و هي تعتذر مني ، فاعتذرت بدوري على تصرفي السيء معها و ذلك لا يعني أني موافقة على قرار أمي الغير الصائب ، و لكن رغم رفضي تزوجت أمي بذلك الرجل . سمير زوج أمي ، أصغر من أمي بثلاث سنوات ،و لكن مع ذلك فهي تحبه كثيرا لكنني أول ما رأيته ازداد كرهي له أكثر ، لكن لم أكن أعلم أنه سيكون السبب في انقلاب حياتي رأسا على عقب...

معاناة المراهقةWhere stories live. Discover now