صدمات حياتي

82 3 7
                                    

كان شخصا منحرفا ، كان واضحا وضوح الشمس أنه كذلك لكنه لم يظهر صفته هذه إلا علي ، كان دائما ما ينتهز الفرصة عندما أكون وحدي و يتفوه بكلمات و يقوم بحركات تجلب لي الاشمئزاز ، و لا أنكر حتى أني كنت أخاف من البقاء لوحدي ، كنت قد أخبرت صديقة لي بما يفعله لي ، حاولت جاهدة إقناعي بإخبار أمي بحقيقته ، لكنني لم أتجرأ لظني أنها لن تصدقني و ذلك لحبها له ، كتمت السر و تعذبت لأيام و أسابيع و شهور ، حتى وصلت للسنة الأخيرة بالثانوية ، و حركاته المنحرفة تزداد خطورة علي ، حتى تشجعت يوما و ذهبت لمصارحتها طبعا في غياب ذاك المنحرف . فقلت لها و بدني يقشعر من شدة الخوف : " أمي، هلا تسمعينني فهناك ما يجب أن أخبرك به " ، ردت علي :" نعم أخبريني ما المشكلة " ، أخبرتها بتردد :" ذلك الرجل الذي هو زوجك يتحرش بي منذ اليوم الذي دخل فيه إلى هذا المنزل و أنا لم أستطع إخبارك بالأمر خشية من ألا تصدقيني لكنني أعلم أنك صدقتني ، أليس كذلك ؟" ، فصدمني ردها البارد :" لقد تأخرت عن المدرسة " ، جمدت في مكاني لم أتقبل ردها حطمت قلبي للمرة الثانية،فبدأت أردد:" لم تصدقني لم تصدقني ". خرجت من المنزل و دموعي تنهمر دون توقف و انا لا أقول سوى هذة الكلمة لا تصدقني ، كل من يراني يظنني مجنونة ، لا أفهم حقا كيف اعتبرت أمي كلامي كأي كلام ، ففهمت أن ذاك الرجل قد أخبرها أنني أتحرش به لأصبح أنا المخطئة في نظر أمي ، و أنا أفكر بكل هذه الأمور فجأة شعرت بدوار رهيب جعلني أفقد وعيي . 
بعد عدة ساعات ، استيقظت لأجد نفسي مستلقية على سرير في غرفة ما بجانبي شاشة تظهر تخطيطات ؛ااه نعم انا في المشفى لكن ماذا حدث حتى وصلت إلى هنا؟ هل فقدت الوعي؟ من أحضرني إلى هنا ؟ بدأت هذه الأسئلة تحوم في ذهني . نهضت من مكاني فشعرت بألم شديد في رأسي لم أشعر به من قبل و كدت أسقط لكن الممرضة دخلت في الوقت المناسب لإمساكي ، جعلتني أستلقي مجددا و أخبرتني أن الطبيب سيأتي ليتحدث معك . دخل الطبيب و كنت أعرفه جيدا فهو صديق أمي ، إنه الطبيب كمال . بدأ يقرأ ملفي و على وجهه تعبيرات حزينة . " أيها الطبيب ماذا يحدث ، هل أستطيع الخروج من هنا الآن ؛ ليس بي شيء أليس كذلك ؟" و هنا كانت الصدمة الثانية....

معاناة المراهقةWhere stories live. Discover now