°° الفصـل الثـانـي °°

24 5 3
                                    

" العائلة كل شيء ، بدون العائلة سيتسابق الجميع على وجعك بـ كُل الطرق " .
••••
صُعق من ذلك المشهد الذي أمامه ، كان ذلك الغريب يقف ممسكًا بيده وسادة ويكمم وجه " يُسر" بها ، بينما كانت الأخرى لا تقدر على المقاومة إثر ذلك المهدئ الذي لا يزال مفعوله مؤثرًا عليها ، ما إن دخل " قاسم " حتى سقطت الوسادة من يدهُ واصفرَّت ملامحه ، غلى الدم فى عروق " قاسم " فـ صاح بصوت جهوري :
- إنـت بتـعمـل إيــه يـا حيــواااان !!!!! دانا هوديك فـ ستــيــن داهيـة .
توتر الغريب وارتعب داخله ولم يجد مفرًا سوى الهرب ، ركض إلى الخارج مهرولًا وقد تخبَّط بكتفىّ " قاسم " الذي حاول الإمساك به ولم يستطع نظرًا لقوة الآخر ...
وما إن خرج حتى رآه مازن ويامن كلاهما ..
بينما خرج " قاسم " وهو يُشير إليه موجهًا كلامه لهما بغضب :
- امسكــوه ، هاتــووووه بسـررعــة .
ركض "مازن" بكل ما به من قوة ليلحق به ، ولحسن الحظ .. عندما نزل للطابق السفلي وجده يركض لاهثًا وببطء شديد ، كان يحاول الفرار ولكن يبدو أن قوته لم تُسعفه فى تلك اللحظة مما سهَّل على " مازن " الإيقاع به .
سدد له "مازن" لكمة قاسية آلمت فكه ثم جرَّه إلى الأسفل حيث تقف حراسته فـ سلَّمه لـ " سُليمان " حارسه الشخصي ثم هتف آمرًا :
- توديه على المخزن ، نُص ساعة بالظبط هعرف إيه اللى حصل وهاجي ، خلي عينك عليه لحد ما أجي .
أومأ "سُليمان" مردفًا بمهابة :
- تحت أمرك يا مازن باشا .
جرَّه إلى السيارة ثم ودعه مازن بإشارةٍ من عينيه وبعد ذلك عاد ثانيةً إلى غرفة ابنة عمه .

°°°
دخل الغرفة بعدما رأى ذلك الغريب يخرج من عندها ، لقد خاف كثيرًا من أن يُصبها مكروه .
كان " يامن " مستلقي بجانبها على الفراش بُناءًا على رغبةٍ منها بعدما مرت بـ تلك اللحظة العصيبة ، وكانت تقف بجانبها صديقتها الوحيدة وعشرة عُمرها " رؤي الناجي " التى كانت تشعر بالأسى الشديد لما تمر به صديقتها الآن وهي تربت على كتفها بحنان .
قد رأت الموت بأم عينيها ولم تستطع فعل شيء ، كانت ستُصبح فى خبر كان ، حتى ولو تمنت الموت للذهاب لعائلتها فـ تلك اللحظة لها رهبة شديدة وطبيعة الجنس البشري أن لديه غريزة البقاء .
كانت تحتضن عضلات ذراعه بقوة وكأنها تستنجد به ، بينما كان يمسد شعرها حتى يمدها ببعض الأمان ، تابع مطمئنًا :
- خلاص حصل خير ، الحمدلله جت على قد كدة مسكناه خلاص .
تابع " قاسم " الذي قد شاب فوق شيبته أكثر من مرة فى هذا اليوم وقد ارتعد كثيرًا مما رآه :
- طول ماحنا موجودين محدش يقدر يمسك بحاجة .

لم تنبث ببنت شفة ، ولم تحرك ساكنًا ، كان تنظر فى مستوى بصرها لا تدري بما يدور حولها ، تشعر بالخواء الداخلى .
تحرك " يامن " حتى يعتدل فى جلسته مما جعلها تزيد من قبضتها عليه ..
هدئها بنبرة حانية :
- أنا موجود أهو ، مروحتش فـ حتة اهدي .
رمقه " مازن " بنظرة حانقة ثم أردف مختنقًا :
- ماتشيل إيدك من عليها يا أخ ! هي كانت من باقية عيلتك !
لم يُعيره أي اهتمام فـ كل ما يهمه الآن هي ، مما جعل "مازن" يشتعل داخليًا من ذلك المُستفز فأردف بصوتٍ حاد :
- حضرتك أطرش ؟ شيل ايدك دي بدل ما أقطعهالك .
هنا صاحت " رؤى " بامتعاضٍ شديد من ذلك الوقح :
- ما تلم لسانك دا يا كابتن وحطه جوه بوقك ، نقطنا بسُكاتك والنبي .
غرَّ فاهُ واستشاط داخلهُ وهو يتطلع بتلك الفتاة التى لا تتعدى المتر والنصف ، احتدم غيظًا وكاد يتكلم حتى قاطعه والده بحزم :
- مازن ، مش وقته ، البنت نفسيتها متدمرة .
ألقى عليها نظرة نارية بأنه سيصمت الأن فقط ولكن بعد ذلك سيُريها كيف تهينه .
أخرجت " يُسر" صوتها المتحشرج :
- كانت بتحبك أوي .
إلتفت الجميع لها بعدم فهم فأكملت موجهه حديثها شطر "مازن" :
- كانت بتعمل كل حاجة عشان تليق بيك ، كانت عايزة تدخل فنون تطبيقية زيك ، إنت كنت قدوتها .

رواية ° الوجه الآخر للدنيـا ° للكاتبة وفاء السيدWhere stories live. Discover now