الفصل الأول

73 5 4
                                    

"سوف يمر كل شئ ...وإن طال مكوثه"

جلست تتأمل أزهارها بأبتسامة رقيقه...صديقاتها تلك الأوراق الملونه هي صديقاتها المقربات ....لطالما كانت الأزهار مرتبطه بذكرياتها ....السيئة والسعيده.....وخاصةلشخصيه مثلها مولعة بالذكريات....تقدس الحنين ....غامت عينيها بحزن عندما وقع نظرها على زهور السوسن التي جذبتها إلى ذكرى تبدو قريبه برغم مرور خمسةعشر عاماً....خاتم على شكل زهرةالسوسن....وصوت ذكوري مراهق يهمس .....

"لم أستطع أن أجلب لك خاتماً من الذهب لكن أعدك عندما أتخرج وأجد عملاً سأثقلك بالذهب"

أدخل الخاتم إلى بنصرها الأيمن بينما يبتسم أبتسامه عريضه وعينيه تلتمع ببراءة عاشق مراهق ....تمتم بصوت خفيض وصل لأذنها

"ادعوا الله ألا يدخل في بنصرك خاتم غير خاتمي"

عادت من بوابة ذكرياتها....لتتحرك عينيها من زهور السوسن إلى يدها اليمنى....تحديداً بنصرها المبتور.....امتلئت عينيها بالدموع بينما تتمتم

"رحمك الله يا زين ...كأن الله أستجاب لدعائك فلن يأتي خاتماً بعد خاتمك"تطلعت إلى نقطة شاردة بينما تتمتم مخاطبه حبيبها.
"رحيل ملك زين...وزين ملك رحيل ...ولازلت على العهد أيها الحبيب"
:
:

" احياناً أشعر برغبتي في إنتزاعها ..في زرعها بين ضلوعي على أمل أن أحرك ذلك النابض في داخلها إتجاهي أنا...فلا ترى سواي ."

ليضحك ساخراً ليقول بسخريه أشبه بالمرارة

"إنها حتى لم تلاحظ حبي يوماً ... بالنسبه لها كنت وسأظل إبن السائق وصديق طفولتها او بالأصح خادمها كما كانت تقول لأبن عمها "
صمت ما أن سمع ذلك الصوت الهادئ المنبعث من خلف الستار الأسود المناقض للغرفه البيضاء قائلاً بتسأل

" ألم تحاول الظهور لها بعد تلك السنوات ...ألم تحاول التقرب منها او بالأصح طلب يدها مرة آخرى بعد تلك المره التي...." ليقاطعه الآخر بنبرة ساخره زادت فيها نسبة المراره
"آه أنت تقصد فيها تلك المرة عندما طردني والدها مبعثراً كرامتي مثلما بعثر سلة المهملات فوق رأسي...أم عندما أرسل رجاله لي محطماً كبريائي مثلما حطموا عظامي...وكل هذا لماذا لأن ابن سائقه الوضيع فكر بإبنته المثاليه"
صمت قليلاً محاولاً منع دموعه عند تذكر تلك الفترة المؤلمة من حياته التي جعلته يخسر كل شئ تقريباً .... قبل أن يكمل بنبره مختنقه

"أتدري ماذا إنها حتى ليست بهذه المثالية ليست جميله ابداً ...إنها دميمة...دميمة حد " صمت فجأة ليكمل بنبرة مرتعشه
"دميمة حد الفتنة ...إلى ذلك الحد الذي يجعلني كالمراهق الأحمق برؤيتها ...إلى ذلك الحد الذي يجعلها أميرة أحلامي...وملكة ومليكة عرش قلبي إلى ذلك الحد الذي يجعلني....لا اتمنى غيرها شريكة لعمري".......
صمت متنفساً عدة مرات بقوة لينهض سريعاً متمتاً بعبارت وداع صغيره ليخرج بخطوات سريعه....كأنه يهرب من أحد ...لا هو فعلا يهرب لكنه يهرب من نفسه ...ذكرياته....مشاعره.......

عشق أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن