الفصل الثاني

134 80 17
                                    

بدأت القصة يا حفيدي قبل أكثر من خمسين سنة كنت في ريعان الشباب أتنقل من بحر إلى  أخر أنا و أصدقائي نقتناص الفرص لجمع اللؤلؤ مع صاحب سفنية صابر

 و  كن كل موسم نعود محملينا بنصيب قدره الله لنا بعد بيع اللؤلؤ
و  في مرة من المرات  رحلات الغوص عثرت على هذا الخاتم الذى لطالما حيرك
و سألت عنه  أخذته و صاعدت على متن السفنية
 
و بعد أن سلمت ماوجدت من اللؤلؤ بدأت في المساء أنظفه
و أزيل عنه الترب فذهلت بمنظره فكما ترى هيئته ملفتة تجذب الأنظار و محببة للقلوب فأن وقعت  عليه العين  لا تقدير على
إزلتها

و بعدها وضعته في أصبعي

لحاق حل الليل بردائها الأسواد كالعادة و بينما  نحن نائمون سمعنا صرخات عالية من قبطان السفنية دفعتنا إلى للنهوض جزعنا لمصدر صرخ

ورغم  سرعتنا لمكان

إلا أن فقدنا أثره

و الغريب أن المسافة  لم تكن بالبعيدة

الكل  نزل يبحث في الماء البارد لكن لا رد دقائق غير معدودة مرت

حتى شاهدت أن كل من أصدقائي واحد تلو أخر يسحب إلى القاع
و كأن شيء خفي لا أتمكن من رؤيته يجرهم من أرجلهم 

  و هم يصرخون
 
كنت أحاول مساعدتهم و أنقاذ أي  منهم لكن ما بيدى حيلة حتى أختفو جميعاً و وجدت نفسي وحيد أسبح إلى السفنية وفرائسي ترتتعد  أين أصدقائي  ماذا أصابهم 
و أنا غير مصدق لما  حدث لي كنت أسمع  صوت أمواج البحر التى  بدأت تهز السفنية فجأة  حتى رأيت شئ الغريب كحلم نارين متفارقة تشتغل في البحر و تحيط بالسفنية من كل الجهات

و من شدة الخوف ربط لساني

و بدأت أقرأ المعوذتين في دخلي دون أن أحرك شبرا من جسدي  إلى أن أخذت ألسنة لهب  تقترب أكثر فأكثر حتى حرقت جوانب السفنية حاولت أن أطفئ النارين فلم تنطفئ من ثم سمعت ضحكات من كل صوب و كأنهم جيش يحصر السفنية أخذ الرعب يدب في أوصلي

  و شعرت بتلك برودة التى تخللة جسدي نعم أنها برودة الموت

و أستسلم لمصير 

و جثوت على ركبتي

  و أدركت أنها النهاية لا محال  أخذت أقرأ الشهادتين

و أنا أرى تلك النارين تلتهم السفنية

و ما سيحدث لي لكن بعد بضع لحظات نصبا عيني حدث شئ لم يكن في حسباني هبت  تلك الرياح  الشديد
و أصوات الضحكات من حوالى بدأت تتتحول إلى صرخة أستيغاثة
و ماهي إلا دقائق حتى هادئ المكان  وأختفي كل شيء

ثم رأيت أمامي رجل طويل يلبس الأبيض يتقدم نحوى

و أنا أكاد أموت من الخوف فقد ظاهر من غير مكان قائلا لي : لا تخاف أنا هنا لمساعدتك سوف أحملك و أخذك إلى البر لأن السفنية سوف تغرق
حملني و بدأ بطايرنا و كل ذلك

و أنا  لساني معقود  لا أقوى على الحرك و كأني أصبت بالشلل و أغمي عليا  لأستيقظ لحق على صوت رجل يقول لي : أنهض

فتحت عيني فوجدت نفسي   ممدد شاطئ البحر و هناك رجل العجوز وجهه ملئ بالتجعيد

يقترب مني

و أنا لا أقوى على الحركة من هول ما رأيت

أخذاني إلى بيتىه

و أكرامني

و أراد أن يعرف قصتي لكي يخفف من حالتي فأخبرته أني كنت على متن سفنية

ثم هبة عاصفة قوية جعلت من السفنية تغرق

  و أنني نجوت بأعجوبة كبيرة من الموت لم أخبره بباقي القصة لأنه من الأرجح أو بالتأكيد لن يصدقني حيث أن نفسي لم أصدق ما حدث على الرغم من كونه أمام عيني

و بتلك الليلة حلمت بنفس الرجل صاحب الثياب البيضاء و أخبراني أنه من الجن المسلم الذى لا مخافة منه

و أني بدأ من هذه اللحظة سأراه
يومياً

وأهم شئ حذرني من عدم خلع الخاتم لأنه ضمان حياتي

بقيت مع الرجل المزرعة لمدة طويلة و قد كان لديه فتاة في غاية الجمال و الأدب

و العذوبة

لم أفكر يوماً في العودة إلى الديار خشية السؤال عن أصدقائي و السفنية

من سوف يصدقني فقصتي لديهم تكون أبعد من خيال حتى

و أنا نفسي مازلت غير مصدق لولا ما رأيته بأم عيني

و قد كان سومور يزورني كل ليلة

إلى أن تعودت به في حياتي

و أصبح جزء منها

لا يتجزء

و ذات ليلة سألته عن سرى عدم خلعي  لهذا الخاتم في أصبعي

و عن السر وراء رغبة الجن الكافر في قتلي

و أنا لم أدنو منهم

أو حاولت التعرف عليهم

سمعت صوت ألم

و حيرة سكنة في أنفاسه فقال حينها

سأخبرك بقصة الخاتم الأزرق

و قصة مملكة بلهيت

و كانت المفاجأة هذه القصة

أسطورة مملكة بلهيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن