1- "المَشْهد"

26 3 0
                                    

دايماً لما بمشي وسط أي زحام بيأسرني شكل الناس فيه، عمرك خدت لحظة بصيت فيها ف وشوش الناس اللي سرحانة في وسط الزِحام، زحام البشر.. زحام الحياة؟
دايماً كنت بفكر هي الناس دي لو حد منهم لمحني شايفني إزاي؟ بيفكر في إيه؟ يا ترى عامل إيه ف بطولة قصة حياته؟ انا عارفة إن محدش فينا بيسلم من المشاكل او حياته سعيدة 100٪،مما توصلت إليه إن حياتنا عبارة عن مسارات، كل واحد فينا حياته عبارة عن مَسار خاص بيه هو وحده اللي بيخوضه و في بعض الأحيان بيتقاطع مساره مع مسار حد تاني، وفي نقطة التقاطع دي بيحصل 'المشهد' زي ما بسميه.. الموقف المشترك بينك وبين صاحب المسار اللي اتقاطعت معاه سواء كان موقف بسيط، معقد، سعيد، حزين، مشكلة، فرحة.. انت متعرفش عن حياة الشخص دا غير نقطة التقاطع دي او اللي هو سمحلك إنك تعرفه، كل واحد بطل قصة حياته بمعني إن في تفاصيل كتير اوي محدش مر بيها أو يعرفها غيره، و ياما سمعنا عن "القشة التي قسمت ظهر البعير" متستهونش أبداً بالتفاصيل حتى أصغرها..
ليه لازم ندخل في مسابقة مين فينا عنده مشاكل أكتر أو مين حياته بائسة أكتر! ليه منسمعش بعض إذا تطلب الأمر، دا أحياناً كل اللي الإنسان بيكون محتاجه هو إن حد يسمعه وبس، يسمع من غير ما يحكم عليه، من غير ما يضغط عليه بأي رأي أو فكر، اسمعني، محتاج أحس إن صوتي مسموع، محتاج أفكر بصوت عالي مع حد يمكن ألاقي إجابة في تفكيري بصوت عالي معاك..
مهما فكرت إنك عارف مشكلة فلان و قد إيه هي بسيطة و لو كنت مكانه كنت عملت وسويت، افتكر إنك عمرك ما هتشوف الصورة الكاملة من وجهة نظره ولا عمرك هتحس إحساسه حتي لو مريت بالمشكلة دي قبل كدا ، إنت بس شايف نقطة تقاطع واحدة من مسار حياته كلها و لأن وببساطة زي ما قولت "التفاصيل" بتفرق..
ممكن يكون كلامي مش مترتب، الحقيقة إن دي اول مرة أشارك الكلام دا، اعتبروني بفكر مع نفسي بصوت عالي، لأني ببساطة.. محتاجة حد يسمعني.

ما لم أبُح به يوماً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن