4

197 57 18
                                    






ينقصني الصدق .. أجل..الصدق والإخلاص .. رغم أني أحاول بجد إلجام نفسي لكن.. الصدق في المحاولة هو ما ينقصني .. لهذا لا تنجح .. لم تنجح أي من محاولاتي في صد نفسي .. أتسائل مالفرق بين المرة الأولى قبل أن أنتكس هكذا .. ألم أنجح بصد نفسي قبلا.. أتسائل مالسر ولماذا لم يعمل ذلك الآن ..في ذلك الوقت .. كانت هناك من الذنوب والفتن والخطايا مايثبط عزيمتي ويثنيني عن التوبة والإستقامة .. لكن بفضل الله ورحمته وإعانته.. استطعت التخلص من معظمها .. ولا أدري حقا كيف فعلت ذلك .. ولا من أين لي بتلك القوة والإرادة وأنا أكسل الناس وأخملهم .. ولا من أين جلبت تفكيري العقلاني المجاهد آن ذاك وأنا أغبى أفراد عائلتي.. ولا أدري أين ذهب كل ذلك الآن ..

لكن أتعلمون شيئا .. ربما هذا الفرق بين أن يوفقك الله لعمل شيء .. وأن لا يوفقك في نفس العمل بعد ذلك ..

الفرق كالسماء والأرض .. كالجحيم والنعيم .. ولا أبالغ إن قلت ذلك .. ففي الأولى قلبك هو ما يحركك ..

الشعور الجميل بالسلام والراحة بعد الصلاة بخشوع...

الإطمئنان وراحة الصدر والعزيمة الكبيرة لفعل الخيرات بعد قراءة القرآن بخضوع ..

الحماس الذي يصيبك عند سماع قصص الصحابة والسيرة النبوية ..

الغيرة منهم وانتقاد نفسك وعتابها أن لو رأى الله فيك خيرا لكان أحياك في ذلك الوقت وربما لو أحياني هناك لكنت من الكافريين الذين حاربوا الرسول والعياذ بالله ..

أي أنه من رحمته سبحانه خلقك في هذا الوقت .. الشعور بالإمتنان وبرحمة الله الواسعة ..

الشعور بقرب الله منك ومراقبته الدائمة لك حتى عندما تنام ..

الشعور بأن الله ربما يرضى عنك إن فعلت هذا وذاك ..

أن ترى استجابة الله لدعائك الذي دعوته سرا حتى لو كان تافها ..

ذلك ما كان يحرضني ..

مادامت تلك المشاعر في قلبي بعد كل صلاة .. بعد كل طاعة ..
إذا أنا لن أتركها أبدا ..
ولن أأخرها أبدا ..
وما دامت المعاصي تمنعني من ذلك فأنا سأبتعد عنها كل البعد .. ولن أقربها أبدا ... هذا ما كنت أضنه ربما ..  

والآن كيف أستطيع المواصلة وقد زال ذلك الشعور .. كيف وصلت إلى ما أنا عليه ؟!

مُنتَكِس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن