«لست من نصيبي»الجزء(2)

18 4 1
                                    

أصبحتُ على تواصلٍ معه واستمرينا على هذا الحال لمدة سبعة أشهر... في الأيام الأخيرة شعرت بتغيره أصبح غريباً وفي إحدى الأيام ذهبنا إلى منزلهم وقررت أن أسال أخته مالذي يحدث معه!!
سألت أخته: لماذا يوسف متغير نحوي هذه الفترة؟ لماذا لا أجده بينكم ؟؟
شعرت بمحاولة أخته للهروب من أسئلتي الموجهة نحوها...علمت بأن شيءً ما يحدث...لم أستسلم وقمت بتكرار أسئلتي و أرتَجَيتُها لتخبرني بما يحدث قبل ذهابي نحو المنزل...بعد المرور بالصعاب فقط كي تخبرني ... لأنها رفضت بسبب يوسف الذي أخبرها بعدم التحدث معي بتاتاً بما يحدث لهم..وأخبرتني بأن هناك  مشاكل حدثت في منزلهم خلال الفترات الأولى من أيامنا سألتها :وما نوع المشاكل...خير إن شاء الله!؟؟
قالت:والدي ذهب ليطلب يد بنت عمي من أجل يوسف ..دون إستشارةٍ أو أخذاٍ برأي يوسف ... ولم يعلم يوسف بالأمر إلا مؤخراً. وقد شعر بغضبٍ شديد وأخبر والدي بأنه لا يُريدها ولكن أبي استغرب بغضبٍ تجاه يوسف وقال: يا ولدي أنت تخبرني دائماً بأنك تريد الزواج لماذا الان قمت بتغيير قرارك ؟؟ وأقسمُ بأنك ستتزوجها أَردت ذلك أم لا ...ستتزوجها رغماً عنك!!
أنا قد تحدثت مع عمك والأمر قد تم وانتهى ولايمكن الرجوع عنه...وإن كنت تأبى ذلك فعلم أنني لا أريدك ابناً لي ولا أريد معرفتك مجدداً.
                   ..............................
ما الكلمات التي يمكن أن تصف مشاعري؟!! هل أذهب لعتابه ؟؟ هل أساله لماذ لم تخبرني ؟؟ أم التزم السكوت واتغاضى عن الأمر ! ولكن كيف لي فعل ذلك !؟؟
ما قطع أفكاري هو ترجي أخته لي من أجل أن لا أخبر يوسف بأي شيء وأن لا أظهر بتاتاً بمعرفتي للأمر.. وأعتقد بأن هذا ما سأحاول فعله ....
.
.
بعد مرور ١٢ يوماً و التي كانت من أصعب الأيام بالنسبة لي ...أدركت أن لكل شيئاً نهاية وأن لا شيء يستمر على حاله ...
جاء إلي وتحدث معي بكل شي...
.
تحدثت مع نفسي بما أنه لم يعد لي ... لماذا يجب علي أن أتشبث بهِ أكثر ؟؟...يجب علي تركه...لم أعد أريده ....
.
قررت إرسال رسالةٍ له مضمونها((أنت لست من نصيبي..
وليس مكتوبٌ بقدرنا أن نكون سويةً .. أرجو أن لا تحاول التحدث معي مجدداً)).
عندما كتبتُ الرسالة شعرتُ وكأن أحداً ما يمزق قلبي الذي لطالما شعر بالكثير من الحب تجاهه .. ولكن حاولت عدم إظهار ذلك.. كنت أظهر البرودة في منتصف الصيف الذي يحرق بحرارته أحاسيس قلبي..كنت أظهر أن كل ما يحدث لا يهمني أبداً>>كيف لا وأنا بطلة القصة<< .. وكل هذا فقط لأنني أشعر بالخوف تجاهه بسبب ما تخبرني أخته بما يحدث في منزلهم من مشاكل وصراع بين الأب وابنه ... خصوصاً لأن والدهم الآن مُصِر على تزويج ابنه رغم عنه ...
.
رغماً عن كل ما شعرت به نحو هذه الرسالة تمسكتُ بقراري ولم أكتفي بذلك فقط بل قمت بحذف الوتساب ليس ذلك فقط بل وقمت بإخراج الشريحة وكسرها وشراء واحدة آخرى ..
............ بعد أسبوع .......
سافر بمفرده دون أن أراه ... كانت أسوء فترةٍ قد مرت بحياتي.. أصبحت كالجسدِ بلا روح.. خالية .. لا تعتريني الأحاسيس ولا المشاعر .. في وسط الزحام، في وسط الفرح والسرور ، في وسط الأحزان أصبحت امتلك تعابير الوجه ذاتها في وسط كل ذلك ...أصبحت بلا حياة كالميتة معنوياً ...
ثم سافر أهله للحاق به بعد أسبوع من سفره تقريباً عندها إنطفئت متعة الحياة ليستوطن ظلام الفراغ على كل ما يدور حولي لتلتف يديه حول عنقي ليقوم بخنقي ..حتى أنه لم يعد لشيء قيمة بالنسبة لي ..
..........مرت الأيام بسرعة ولم أدركها ........
و أصبحت في الصف الثالث الثانوي كنت أحاول دائماً أن أتناسى وأن أشغل نفسي بالدراسة...
كان زفافه بعد شهرين وأنا لم أعرف أنه قد تزوج إلا في نفس اليوم ...
في تلك الليلة أغلقت على نفسي الغرفة .. خاصم النوم عيناي ... وبدأت الدموع تواسيني .. أمتلئت ليلتي بالدموع بعد أن فارقتني كل تلك الفترة .. كأن الليلة تلك ، تخبرني بأنه لا بأس بالقليل من الضعف .. أنه لا بأس بالقليل من الحزن .. أنه لا بأس بالقليل من الألم ..أنه لا بأس بالقليل من الشوق .. قلبي بدأ بتفجير كل ما كان يكتمه منذ فترة طويلة ...
شعرت بالتحسن .. شعرت أن ظلام الفارغ ترك عنقي وأخيراً لأتنفس بعدها نسيم الحياة المعنوية من جديد.
                   ..............................
بدأت أحارب ذكرياتي و أفكاري ... أُجبر نفسي على النسيان ... أصبح عام الثانوية عام يعلن الحرب نحو شوقي .. عامٌ أشغل عقلي بالإجتهاد.. بالدراسة .. بالصداقة الجميلة والإستمتاع بالحياةِ معهن ...
أحمد الله كل ليلة أنني تغيرت جذرياً نحو الأفضل ولو لم تَمُر تلك الأيام السوداوية لما أصبحت الآن بكل هذه القوة ..
وها أنا ذا قوية .. لا يهمني شيء .. ذاكرتي قامت بمحو ذكرياته .. ولم أعد اتمنى له سوى السعادة والتوفيق في حياته .. وأصبح هدفي أن أكمل دراستي .. أن أعتمد على نفسي .. وأقوم ببناء مستقبلٍ زاهرٍ لي ..

...........هذه نهاية قصتي .........

🎉 لقد انتهيت من قراءة || لستَ من نصيبـــي || مكتمله 🎉
|| لستَ من نصيبـــي || مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن