«لست من نصيبي» الجزء(1)

61 7 1
                                    

كنت أحب ابن خالتي وهو يحبني منذ أن كنا صغاراً .عمري كان 9سنوات وهو 11.. (حب طفوله) ولكن فجأه علمت أنهم سيذهبون لأمريكا .. كان هذا هو الفراق بيننا لأنه لم يعد بإمكاني رؤيته مرة آخرى لمدة 8أو7سنوات تقريباً.
.....................
مرت السنين... ودرستُ بمدرسةٍ قريبةٍ من منزلنا كانت عبارة عن مدرسة مختلطه من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف التاسع وهناك ......وقعت في حب أحد طلاب المدرسة ...تراجعت...لم يكن حباً أعتقد أنه كان مجرد إعجابٍ فقط ... لقد كنا نقابل بعضنا بساحةِ المدرسة أو في حصصِ الفراغ أو بالنشاطات ..عندما كنت أنظرُ إلى عينيه كنت أشعر بأن الشعور بيننا متبادل ...... بعد سنة ...حدثت مشاكل بين أعمامي وأبي ولهذا السبب انتقلنا للعيش بمفردنا بعيداً عن أهلِ أبي كان المنزل ملكٌ لأبي حتى أنه أشرف عليه بنفسه...لم يكن هذا هو الإنتقال الوحيد لأنني انتقلت أيضاً من مدرستي حتى أنني لم أعد أراه ولم يعد يراني ...
بدأت الإختبارات النهائية لأول ثانوي في ذلك الحين عاد ابن خالتي مع أسرته من أمريكا من أجل حضور زفاف أخته ...أنا ماكنت أتوقع أنه سيحدث شيء بيننا لأن الكثير من الوقت قد مر بيننا أستيطع أن أقول أنني أيضاٍ لم أعد أتذكره ...صحيحٌ أنني تفاجأت حين رأيته...فقد تغير كثيراً، ملامح وجهه؛أصبح طويلاً منذ أن رأيته آخر مرة. لم أفكر ولو لوهلة بأن لازال هناك القليل من المشاعر تجاهه .
..............................
لاحظتُ بأنه ينظر إلي بنظرات غريبة!؟
كنت أسال نفسي دائماً ..هل يعقل بأنه مازال يحبني أو حتى يفكر بي؟!
كنا على هذا الحال طوال شهران ولم يحدث أي شيء مهم خلال هذه الفترة .بعد ذلك كان زفاف أخته..ذهبنا إليهم لنشاركهم أفراحهم كما تنطوي عليها عاداتنا حتى أن أهل والدهُ قد سبقونا إليهم.
..............................
في يومٍ كالعادة كنت في المطبخ و دخل أحدهم .. التفتُ لأنظر من دخل هكذا فجأة دون استئذان .. في هذه اللحظة شعرت بأن هناك مسمار قام بتثبيتي ... أو بالأحرى تجمد الدم بعروقي ... ما رأيته كان كفيلاً بأن يجعل الوقت يقف لأتأمل من كان يقف أمامي، نبضات قلبي كانت تتسابق من هول الصدمة ...حتى أن عقلي لم يستوعب بأن من كان يقف أمامي هو ذاته من أُعجبتُ به أيام المدرسة.
خرجتُ من المطبخ بسرعة وأثناء خروجي رأيت بنت خالتي ذاهبةً نحو المطبخ ليس ذلك فقط بل وتحدثت معه بشكل تلقائي وطبيعي جدا !! استغربت وقررت انتظارها بغرفتها حتى تخرج من المطبخ وسألتها من هذا ؟! وما صلة القرابة بينكما؟! ...هنا كانت الصدمه الثانية ... ما قمت بإكتشافه هو أنه يكون ابن عمتها كان لحديثها صدى فقد كان يتكرر في رأسي لمدة ..كيف لا وعقلي لم يستوعب ما يسمعه !! كيف أن الذي درستُ معه وأعجبتُ فيه هو نفسه ابن عمة بنت خالتي؟؟!
...............................
هو أيضاً كان مصدوم أكثر مني ، لأن بنت خالتي أخبرتني بأنه سألها من هذه؟ وكانت تظهر علامات الإستغراب في ملامح وجهه ...
في بداية زفاف بنت خالتي (العروس) أرادت أن نقوم برحلةٍ جميعنا إلى منطقةٍ يكسوها الإخضرار ويداعبها النسيم الذي يبعث في النفس راحةً يَصعبُ وصفهُ .. ذهبنا جميعنا ...وهناك كنت أشعر بالنظرات التي تلاحقني ليست عينان فقط بل كنت أربع كل عينان من شخص مختلف ولكن أعتقد بأنها تتشابه في الغرض ... كنت أحاول الهرب من نظراتهم وأحاول أن لا أكون أمامهم لأنني شعرت بشعورٍ سيء نحو تلك النظرات وحتى نحو نفسي أيضاً ...ولكن في نهاية الأمر اشكر الله أن هذا اليوم مر بسلام ...
عدنا إلى منزل خالتي ...نحن الفتيات دخلنا إلى غرفة وكذلك الأولاد ذهبوا إلى غرفةٍ آخرى تفصلهم عنا ...بعد ساعةونصف أو ساعتين تقريباً سمعتُ صوت ابن خالتي وهو يقول لأخته :اين ساره؟ أريد التحدث معها.
ردت عليه: ماذا تريد منها ؟نحن الآن في وسط حديثٍ للفتيات ونريد الجلوس سوياً!! ليس الوقت المناسب الآن للحديثِ معها !!
شعر بالغضب وقال بصراخ : ليس لك شأن في ذلك عملك هو أن تناديها وحسب
...................................
أنا شعرت بتوتر وخوف ..سألت نفسي ما حجم الشيء الذي سيخبرني به وما أبلغ أهميته ..ذهبتُ إليه.
قال : تعالي معي
ذهبنا إلى المجلس الخارجي و أنا ارتجف نظرت إليه ... وفجأة ...دون مقدمات ...قال:هل تحبين محمد ابن عمتي؟؟
شعرت بأن الوقت توقف هناك لحظة حتى يدرك رأسي ماهو السؤال الموجه نحوهُ ! وما غايتهُ ! فكان السكوت هو المسيطر ... قام بتكرار السؤال مجدداً ليس ذلك فقط بل وبصوت مرتفع ... كأنه يريد تأكيد مايقول : هل تحبين محمد أم لا ؟!!! أريد سماع إجابةٍ منكِ الآن وبسرعة لا تستمري بالسكوت !!..
كان السكوت ملازماً لي حتى كأن هناك من قام بربط لساني لتتوقف حنجرتي عن الكلام ...
بدأ يرمي سهامهُ من الكلمات الجارحة لي وقنابل أسئلتة التي كانت ...
كيف قمتي بفعل ذلك لي ؟؟
كيف أستطعتي أن تمحي ذاكرتكِ مني؟؟
كنت أنتظر اليوم الذي سأعود فيه إلى اليمن فقط من أجلك .. فقط من أجل رؤيتك مجدداً !!
كيف تفعلين هذا بي؟؟
هاأنا عدتُ إلى اليمن وهذا هو حُبكِ لي ؟!!
أريد أن أعلم ما الذي حدث بينكما؟ عليكِ إخباري حالاً ليس ذلك فقط بل وبأدق التفاصيل!! ...
أما أنا مازال السكوت مهيمنٌ لدي ولم يعلن إنسحابه أبداً
..............................
بعد الكثير من الكلمات الجارحة التي شعرت بأنها حقاً تجرح ما بداخلي قال : لآخر مرة هل تحيبنهُ أم لا؟؟؟أخيراً أعلن السكوت إنسحابه ... وفُكت قيود لساني لتتحرر حنجرتي بصراخٍ وتقول : لاااااااااا... لا أحبه.
وأخذتُ نفسي للخروج من المجلس لم أستطع التفكير بالمكان الذي سأذهب إليه بالكاد رأيت أمامي غرفة خالية كأنها السبيل الوحيد لمعالجة جراحي بعد الحرب الدامية... دخلت لها وبدأتُ بالبكاء بقوة .. لكن حدث مالم يكن في حسباني .. رأيته فجأة أمامي ليس ذلك فقط بل سبيل معالجتي كانت هي نفسها غرفته !!
رأى كيف أصبح وجهي وعيناي التي تشكو من آثار البكاءِ الحاد ،فكان سهلٌ للغاية أن يستطيع معرفة أنني كنت أبكي بشدة ...
بدأ بالتحدث معي ولكن ليست بذات الطريقة التي تحدث معي بها مسبقاً..كان هادئاً ..لا.. بل واعتذر لي أيضاً ثم سكت لدقائق .. وفجأة قال : أنا والله أحبك.
وبعدها لم يعتذر مرةً فقط بل ألف مرة لعله يسمع جوابي بمسامحته.
(لا أُنكر بأنني تفاجأت وشعرت بالخجلِ أيضاً) ثم نهض وذهب خارج الغرفة .. مسحتُ دموعي حتى لا يكتشف أحد بأنني اجهشت بالبكاء .. وذهبتُ عائدةً نحو الفتيات
لا أدري ماذا أكتب حتى أستطيع وصف شعوري في تلك الليلة كنت حقاً هائجة ولكن من ماذا ؟ هل هو شعور الحب أم الكراهية؟ شعور الفرح أم الحزن ؟ شعور المفاجأة أم الندم ؟ لا أدري أكتفي بقول أنني (هائجة)
..............................
بعد تلك الأحداث التي مضت ...أصبحتُ في كل إجازة أجد نفسي ذاهبةً إليهم للسهر جميعا و للعب بالأوراق ولعبة الصراحة ... كانت حقاً أجمل أيامَ حياتي .

|| لستَ من نصيبـــي || مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن