اَلْجِينْرَال سِيهُوّن

كَالطَّرِيقِ أَضَعْتُهُ وَلَا يُمْكِنُنِي إِيجَادُهُ

...لَا يُمْكِنُكَ اَلْهُرُوبُ مِنْ شَيٍّ يَعِيشُ دَاخِلكَ

‎ هَذِهِ اَلْعِبَارَةِ اَلَّتِي قَالَتْهَا تَتَرَدَّدُ فِي ذِهْنِي بَعْدَ أَحْدَاثٍ مُرْعِبَةٍ حَدَثَتْ قَبْلَ سَنَتَيْنِ فِي تِلْكَ اَللَّيْلَةَ أَتَانِي اِتِّصَالُ مِنْ رَقْمٍ غَيْر مَعْرُوفٍ فَاجبت عَلَيْهِ
وَقَلَّتْ : مِنْ مَعِي ، هَلْ أَنْتَ / ي فِي مُشْكِلَةٍ ؟ هَلْ تَحْتَاجُ / ي لِأَيِّ خِدْمَةِ؟
فَلِمَ أَخْذُ أَيِّ إِجَابَةٍ فَأَغْلَقَتْ اَلْهَاتِفَ فَحِينِهَا لَمُّ اَهْبِىْ بِهَذَا اَلِاتِّصَالِ فَأَنَا اَلْجِينْرَالْ سَيُهَوِّنُ لَكِنَّ أَمْرَ مَا فِي عَقْلِيٍّ بَعْدَ اَلْعَدِيدِ مِنْ سَاعَاتِ اَلْعَمَلِ مِنْ أَيْنَ لَهُمْ رَقْمِيٍّ اَلْجَدِيدِ لَا أَحَد يَعْرِفُهُ وَلَا أَخِي فَلَمْ يَعُد بِمَقْدُورِي اَلتَّفْكِيرِ بِذَلِكَ فَقَدْ سَيْطَرَ عَلِي حُزْنِي وَهَا هُوَ آخِرٌ يَوْمِ مِنْ وَمَعَ لَقَبِ اَلْجِينْرَالْ فَقَدْ اِنْتَهَتْ مُدَّتِي وَجَمَعَتْ أَشْيَائِي فَذَهَبَتْ اِشْتَتَ ذِهْنِيٌّ وَاشْرَبْ كُوبَ قَهْوَةٍ فَلَا أُرِيدُ أَنْ يَنْتَهِيَ اَلْيَوْمَ لَا أُرِيدُ مُوَاجَهَةُ اَلْوَاقِعِ وَلَا التْفكِيرَ مَاذَا سَأَفْعَلُ بَعْدَ ذَلِكَ
( اَلْجِينْرَالْ كَلِمَةً أَجْنَبِيَّةً وَتَعْنِي بِاللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ تَعْنِي اَللِّوَاءَ أَعْلَى مَنْزِلَةٍ بِالْعَسْكَرِيَّةِ )

اَلْجِينْرَالْ أُوهْ سَيُهَوِّن

تِلْكَ اَللَّيْلَةَ أَصْبَحَتْ اَلسَّاعَةُ اَلْاِثْنَتَا عَشَرَ لَيْلاً خَرَجَتْ مِنْ غَيْرِ تَوْدِيعِ أَحَدٍ لَا أُحِبُّ ذَلِكَ ، فَاتَّصَلَتْ بِأَخِي كَانَ هَاتِفُهُ مُغْلَقٌ فَأَنَا كُنْتُ بِحَاجَةِ لِتَحَدُّثٍ مَعَ أَحَدٍ لَكِنْ لَا أَعْلَمُ مَاذَا حَدَثَ لِي وَأَغْلَقَتْ هَاتِفِيٌّ وَرَمْيَتُهُ لَايُوجِدْ لَدَيَّ عَمَلٌ وَلَمْ يَكُنْ لِي رِفَاقٌ غَيْرِ أَخِي اَلَّذِي لَا أَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ وَصَدِيقِي اَلَّذِي لَا يَمْتَلِكُ وَقْت لِرَفْعِ شِعْرِهِ فَلَمْ يَعُدْ اَلْهَاتِفُ مُهِمٌّ لِي ، رُكِّبَتْ فِي سَيَّارَتِي وَوَضَعَتْ أَشْيَائِي
بِدَاخِلِهَا وَأَثْنَاءَ ذَهَابِي إِلَى اَلْمَنْزِلِ لَا أَعْلَمُ مَاذَا حَدَثَ لِي أُصِبْتُ بِالصُّدَاعِ فَجْأَةَ فَشَرَبتْ مِنْ اَلْمَاءِ اَلْمَوْجُودِ فِي سَيَّارَتِي ، اِسْتَيْقَظَتْ عَلَى أَصْوَاتِ اَلضَّجِيجِ مِنْ حَوْلِي فَوْضَى بَعْثَرَةٍ فِي غُرْفَتَيْ فَلَمْ أَسْتَطِيعَ فَهْمُ مَاذَا يَحْدُثُ مَعِي فَقَدْ رَأَيْتُ مِعْصَمِي مُقَيَّدَةً وَأَرَى مَنْ كَانُوا يَعْمَلُونَ لَدَى يُلْقُونَ كَلَامُ لِي وَبَعْضِ اَلضَّرْبِ وَتَقَيُّدِي هَلْ مَا يَحْدُثُ وَاقِع لَا أَسْتَطِيعُ اِسْتِيعَابُ شَيْءٍ وَلَا تَذْكُرُ مَتَى وَصَلَتْ غُرْفَتَيْ
حَيْثُ كَانَ اَلْمَطَرُ يَهْطِلُ بِكَثْرَةِ وَهُمْ يَسْحَبُونِي لِلْخَارِجِ إِلَى أَنَّ وَصَلَنَا اَلسِّجْنُ وَكَانَ يُوجَدُ مَلَايِينُ اَلْأَسْئِلَةِ فِي رَأْسِي وَلَكِنْ لَا أَسْتَطِيعُ سُؤَالُهُمْ ، فَجْأَةُ صَدَمَتْ مِنْ وُقُوفِنَا أَمَامَ إِحْدَى اَلزَّنَانْزَنْ اَلْمُنْفَرِدَةَ ، وَهُوَ يَنْظُرُونَ إِلَى بِنَظَرَاتِ اِشْمِئْزَازٍ مُنِيَ فَصَرَخَتْ بِدُونِ وَعْيِ مَنِيٍّ : مَاذَا يَحْدُثُ لِمَا جِئْتُو بِي إِلَى هُنَا ؟ هَلْ تَمْزَحُونَ مَعِي ؟ فَلَمْ اِسْمَعْ إِجَابَةً ، وَضَعُونِي فِي زِنْزَانَتِي اَلْمُفْرَدَةِ وَهُوَ ذَاتُ اَلْمَكَانِ اَلَّذِي وَضَعَتْ فِيهِ شَخْصٌ خَطِيرٌ وَتَمَّ إِعْدَامُهُ