السلام عليكم 😍
سهرة مرعبة وممتعة ليكم
#في_منتصف_الليل
#رسايل_خنساء
رقم اتنين #مركب_ميراالبحر مكان مخيف للي ميعرفوش..
الجملة ديه كان جدي وأبويا على طول يكرروها قصادي عشان مخافش وأنا طالع معاهم نصطاد..
أنا اسمي غنّام وعيلتي وارثين مهنة الصيد أباً عن جد من سنين طويلة
عايشين في منطقة ساحلية لا داعي لذكر اسمها..
الجملة اللي قلتهالك فوق ديه أنا حفظتها وكنت مؤمن بيها من وأنا عندي عشر سنين وأنا بروح معاهم نصطاد ومبخافش من البحر ولا بيرعبني بالعكس أنا كنت بحبه أوي..
لحد ما جيه يوم بطلت أحبه فيه..
ده كان اليوم اللي عرفت فيه إن جدي وأبويا غلطانين..
جملتهم كانت غلط..
المفروض كانوا يقولوا
البحر مكان مخيف للي ميعرفوش واحنا عمرنا ما هنقدر نعرفه..
أنا فاكر اليوم ده وعمري ما بنساه من مخيلتي أبداً..
كان عندي وقتها 18 سنة وكنت خلاص اتعودت عالخروج في رحلات صيد مع أبويا..
جدي كان كبر خلاص وبطل يطلع معانا..
احنا كنا صيادين على قد حالنا ومركبنا صغير بس كنا ساعات بنطلع ففي مراكب كبيرة تبع صاحبه..
كنا بنساعده في الصيد من أماكن بعيدة عن الساحل وبنسترزق منها لأنه كان بيدينا أجرة وكمان ممكن لو الخير كتير يدينا كام كيلو نبيعهم بمعرفتنا..
الموضوع ده مكنش بيحصل كتير يعني ممكن تلات أو أربع مرات كل سنة..
في يوم جالنا واحد اسمه الريس منصور عرض علينا إننا نطلع معاه عاللانش بتاعه الجديد وفي المقابل هيدينا يومية كويسة..
أبويا وافق لأن وقتها كنا محتاجين الفلوس والمركب لصغير بتاعنا كان بايظ وعاوزين نصلحه..
المركب بتاع الريس منصور كان شكله غريب أوي..
كان شبه اليخوت الغالية بتاعة الناس الأغنيا بس كان مترب والدهان بتاعه واقع ويمكن ده اللي خلاني وقتها مركزش في شكله الغريب واللي مينفعش مركب للصيد..
المهم طلعنا وتوكلنا على الله..
الرحلة كانت مدتها تلات أيام ومر أول يومين عادي خالص مفيش أي حاجة والجو كان هادي ورزقنا اللي ربنا بعته كان كتير الحمدلله..
الحكاية بدأت مع تالت يوم اللي هو المفروض آخر يوم..
اليوم كان باديء عادي وبعد ما رمينا الشبك لقينا فجأة الجو قلب علينا..
عاصفة متعرفش مصدرها ايه جات وضربتنا..
مكنتش عاصفة عادية..
أنا كان بقالي سنين في البحر وياما الجو قلب علينا فجأة بس ديه كانت أغرب عاصفة شفتها في حياتي..
حرفياً الموج كان عامل زي الجبال والمركب بقا زي الورقة والموج بيضربه من كل حتة..
محدش فينا كان متوقع إننا ننجى..
اللي أكدلي شعوري ده كانوا الصيادين اللي حواليا أنا كنت أعرفهم كلهم ومعظمهم طلعت معاهم في رحلات صيد وحرفياً كانت قلوبهم ميتة ومبيخافوش من حاجة..
لكن في اليوم ده كانوا مرعوبين وكلهم بيدعوا ربنا يعديها على خير وصوتهم كان بيعلى أكتر بالدعوات لما العاصفة كانت بتزيد شوية بشوية..
كنا كلنا رابطين نفسنا بحبال متثبتة في عمود جوا المركب..
:"غنام روح ارفع الشبكة اللي هناك وأنا هرفع ديه"
ده كان صوت أبويا وطلب مني أرفع الشبكة الصغيرة وهو هيساعد الباقيين في رفع الكبيرة وأنا من غير ولا كلمة اتحركت أنفذ كلامه وكان معايا شاب في نفس سني تقريباً..
فضلنا نلف في الرافعة عشان نطلع الشبكة بس فجأة وقفت..
انحنيت من على سطح المركب أشوف ايه اللي معطلها وطبعاً الرؤية كانت صعبة بسبب المطر الشديد وكمان مية البحر الهايج من حوالينا..
كانت الشبكة اتعقدت وهي اللي مانعة الرافعة..
مديت ايدي في جيبي وطلعت سكي*نة صغيرة بيشيلها كل الصيادين وبدأت أحل العقدة من غير ما أقطع الشبكة..
بس فجأة وتحت المية شوفت حاجة غريبة..
دققت عينيا أتأكد من اللي شايفه وغمضت عينيا وفتحتهم كذا مرة عشان استوعب اللي بشوفه..
تحت المية كان فيه بنت..
بنت عادية وكأنها طالعة من القاع بتعوم عشان توصل للسطح..
أنا فضلت شوية بقول إني أكيد بحلم بس مع مرور الوقت كانت بتقربلي أكتر وأكتر لحد ما بقت قريبة جداً من سطح المية..
وقبل ما أحاول أرجع بضهري لقيتها فجأة مسكتني وشدتني عشان أقع في البحر..
كنت سامع من ورايا الرجالة اللي عالمركب بيزعقوا وبينادوا اسمي وأنا كنت بحاول إني أعوم وأطلع على السطح بس الموج كان عالي وكل ما أحاول أطلع كنت بغرق تاني لحد ما لقيت ايد بتشدني لتحت بعد ما حسيت ان الحبل اللي رابطني بالمركب اتقطع..
حاولت اتخلص من الايد اللي بتشدني مقدرتش والمشكلة إني مكنتش قادر حتى أفتح عيني أشوف مين اللي بيسحبني..
بس استنتجت هو مين وده زود فزعي..
مين البنت ديه؟!..
في الحقيقة مكنش عندي وقت اتعجب واسأل عنها..
أنا كنت في ملكوت تاني..
أنا كنت بغرق لعمق كبير وبسرعة.. جسمي بدأ يوجعني من النزول للعمق ده غير إني بدأت اتخنق بسبب حبس نفسي..
كنت بتمنى إني أموت بس.. ومن جوايا ده أصبح دعائي الوحيد لأني كنت متأكد يستحيل هعيش بعد ما هتسحب كل المسافة ديه لتحت..
ولما خلاص مقدرتش أكتم نفسي بدأت المية تدخل جوا بقي..
احساس صعب أوي إن بقك ومعدتك وحنجرتك ومناخيرك يتملوا بالمية..
إحساس صعب إن كل أمنياتك تتلخص في إنك تاخد نفس ولو قصير عشان تعيش..
إحساس صعب إن يبقا نفسك تكح ومتقدرش..
أنا كنت خلاص بفقد الوعي وكنت متأكد إني هموت بس فجأة وبدون سابق إنذار لقيت الإيد اللي ماسكاني سابتني وساعتها بس قدرت أفتح عيني..
وأول ما فتحتها لقيتني قريب جداً من السطح وبكل طاقتي المتبقية في جسمي ضربت المية برجلي وايدي وعومت بسرعة لحد ما وصلت للسطح..
معرفش فضلت أكح وأشهق قد إيه بس اللي فاكره إني موقفتش كحة إلا لما حسيت إن قلبي هيقف خلاص..
رفعت عيني للسما وأنا مش مصدق إني بجد عايش..
مش مصدق أبداً إني عديت كل ده وعيشت فعلاً..
وبعد ثواني وبعد ما الدم رجع يوصل لمخي حسيت إن فيه حاجة غلط..
وأول ما قدرت أنطق قلت: "هي فين العاصفة؟!"
بصيت قدامي في البحر وأنا مش مصدق إن العاصفة القوية ديه اختفت في الكام دقيقة دول.. رجعت تاني أبص للسما وحسيت إنها غريبة مش زي السما اللي أنا متعود أبصلها..
السما كان لونها أحمر مزرق ومكنش فيه شمس..
أنا عارف إنه السما بيبقا فيها الألوان ديه وقت الغروب بس قبل ما العاصفة تظهر احنا كنا لسه الضهر ومر عالعاصفة حوالينا تقريباً ساعة أو ساعة ونص..
يعني الساعة دلوقتي المفروض يا واحدة ونص يا اتنين الضهر..
كمان ديه مكنتش ألوان السما اللي بتظهر وقت الغروب.. الألوان كانت غامقة ومخيفة.. معرفش ليه خوفتني..
اتلفت حواليا وساعتها اتفاجئت إنه المركب كان ورايا بمسافة قصيرة..
هو نفس المركب اللي أنا ركبته بس فيه حاجة غريبة..
فاكر في أول كلامي معاك لما قلتلك إنه المركب كان كبير وشكله غالي بس كان مترب والدهان بتاعه واقع..
أهو ده دهانه كان جديد ومكنش مترب.. وكمان كان هادي أوي.. هادي جداً..
أنا دققت النظر يمكن ألمح عليه أي حد..
بس حرفياً ملقتش..
غير كل ده بقا فالمركب بتاعنا مكنش عليه اسم..
لكن ده كان عليه..
اللانش كان اسمه "ميرا"
والاسم كان بلغة غريبة أنا عمري ما شوفتها بس أنا قدرت أقراه..
أنا الرعب زاد بقلبي.. الموقف كان غريب ومخيف..
بس فجأة حسيت بحاجة بتعوم تحتي..
حاجة كبيرة جداً مقدرتش أتخيل حتى هي ممكن تكون إيه من كبرها..
وساعتها ومن غير تردد صرخت: "يا أبا.. يا ريس منصور.. أنا هنا.."
فضلت أخبط بإيديا وأرفعها في الهوا من كتر مانا مرعوب لحد ما لقيت عوامة بتترمالي..في اللحظة ديه مفكرتش كتير ومسكتها..
العوامة اتسحبت بسرعة غريبة لدرجة إني في كام ثانية بس كنت وصلت للمركب..
مركزتش في الحقيقة ديه وقتها وبسرعة اتعلقت بالحبل اللي سحبني لفوق ولما وصلت رميت نفسي على سطح السفينة وأنا بحمد ربنا..
كنت مش مصدق إني طلعت من المية بعد تجربة الغرق وبعدها الكائن الغريب اللي حسيت بيه تحتي..
اتنفست بعمق أكتر من مرة قبل ما أقول: "شكراً ياللي رفعتني"
مجاليش رد..
اتلفت ورايا عشان أشوف مين سحبني بس ملاقتش حد جنبي..
وركز في الجملة ديه..
أنا ملقتش حد جنبي بس لاقيت ناس قدامي..
مكنوش كتير.. حوالي عشر أشخاص نصهم رجالة والنص التاني ستات..
واقفين على مجموعات وعمالين يتكلموا وهما لابسين لبس سهرة شكله غالي جداً..
شكلهم كان عادي شبه الممثلين اللي بشوفهم في الأفلام..
بس الموقف يا صديقي..
الموقف نفسه كان يخليك تترعب من مناظرهم الهادية والعادية أكتر من الوحش اللي كان في المية..
أنا كنت عالمركب ده من دقايق بس ومكنش فيه أي شخص من دول..
ثواني مرت وأنا بحاول أستوعب إن ده مش حلم..
أصله لو كان حلم كنت صحيت..
"إنتوا مين"
أول حاجة سألتها لما قدرت إني أنطق..
محدش فيهم نطق ولا بصلي حتى..
ساعتها قمت وصرخت فيهم: "انتوا مين يا عالم انتوا وفين أبويا"
برده محدش رد..
فضلت أقلب نظري بينهم وأنا بحاول أفهم مين دول وأنا فين!
ماهو يستحيل ده يكون نفس المركب..
بس فجأة لقيت البنت..
هي اللي شدتني ورمتني في المية وسحبتني معاها..
كانت واقفة بهدوء غريب جنب السلم اللي بيوصل للدور اللي تحت..
البنت كانت جميلة..
شعرها كان لونه عسلي وعينيها كانت بنفس اللون وكانت لابسة فستان لونه أبيض وطويل..
اتحركت تنزل السلم فجريت وراها..
:"استني"
فضلت أناديها وأطلب منها تقف بس مردتش ولا بصتلي..
نزلت وراها السلم اللي كان بيوصل للمكان اللي كنا بنعين فيه صيدنا واللي فيها المحرك بتاع المركب..
بس المكان هنا لا كان فيه الصناديق اللي بنشيل فيها السمك ولا التلج ولا حتى المحرك..
وأنا بقلب بعيني في المكان لمحتها واقفة قصاد حيطة من الحيطان..
المكان كان ضلمة يادوبك النور الأحمر اللي جاي من السما بس اللي بينور جزء منه..
بس أنا كنت عاوز أفهم..
وفي نفس الوقت حاجة خلتني أتجاهل خوفي وأقربلها وأنا بسألها: "انتي مين؟!"
:"لو قلتلك هتمشي"
مكنتش فاهم كلامها.. قربتلها أكتر وأنا مستمر في سؤالها: "انتي مين وأنا فين؟!"
فجأة حسيت برعب وفزع..
حسيت إن فيه حد ورايا..
لا مش حد واحد..
حسيت إن فيه ناس كتير ورايا..
مكنتش عاوز ألف وأبص بس برده لفيت من غير ما أحس عشان ألاقي نفس العشر أشخاص واقفين ورايا..
المرعب مكنش إنهم من ثانية بس مكنوش موجودين..
المرعب إنه وشوشهم كانت متغطية بالضل بسبب الإضاءة المعدومة بس سنانهم..
سنانهم كانت منورة جوا بقهم..
سنانهم كانت مدببة زي أسنان القرش بالضبط..
وكانوا مبتسمين من الودن للودن..
أنا جسمي كله بدأ يرتجف وأنا ببصلهم ورجليا مكنتش شايلاني..
ساعتها أدركت إنهم أكيد مش بشر..
كنت خلاص هيغمى عليا..
:"مش قلتلك.."
الهمس ده جيه من ورايا بالضبط وحسيت بحرارة شديدة بتحرق جسمي فنطيت بعيد عنها ببص للبنت الجميلة اللي اتحولت عينيها للون إسود بالكامل وكانت بتبتسم بنفس الطريقة المرعبة وهي بتكمل: "لو قلتلك إنت فين هتمشي"
وساعتها معرفش جبت القوة منين اني أجري لحد السلم.. كنت سامعهم من حواليا بيطلعوا أصوات غريبة ومخيفة وحد منهم سحبني من رجلي وقعني عالأرض بس أنا قمت وكملت جري..
مفكرتش أبص ورايا ولا فكرت مرتين قبل ما أرمي نفسي في البحر..
كل اللي جيه في بالي وقتها إنه أياً كان اللي هلاقيه في البحر هيكون أرحم بكتير من اللي شفته فوق..
فضلت أعوم وأنا بصرخ وبدعي ربنا ينجيني لحد ما فجأة اتسحبت تاني لتحت المية..
تاني مكنتش عارف أفتح عيني وتاني جسمي بدأ يوجعني وأنا بنزل لتحت..
كل التجربة عيشتها تاني بحذافيرها وبرده قبل ما افقد الوعي لقيت الحاجة اللي ماسكاني من رجلي سابتني..
بس المرادي سمعت صوتها وهي بتقولي بتحذير مرعب: "ديه مش آخر مرة هتشوفني فيها.. بس يوم ما هتحكي لحد عن اللي شوفته أنا هجيلك وهاخدك لعندي"
فتحت عيني ساعتها ولقيتها قدامي بنفس الابتسامة المخيفة والعيون السودة فغمضت عيني من الرعب ولما فتحتها تاني كانت اختفت..
ولما رفعت عيني لقيتني قريب من السطح ومرة تانية عومت لفوق بس المرادي لقيت العاصفة ولقيتني جنب المركب وسمعت صوت أبويا بيصرخ وهو بيعيط: "غناّم أهو.. لقيته يا ريس منصور"
*****
انتهت الرسالة التانية اللي قريتها..
تاني هعرفكم بنفسي أنا خنساء.. قلتلكم إني سألت على صفحتي بعض الناس عن مواقف مرعبة مروا بيها وإني جالي تعليقات كتيرة ورسائل خاصة..
ديه كانت تاني رسالة غريبة جاتلي..
مش بس القصة غريبة ومخيفة لأ ده كمان الأكونت اللي بعتها مكنش اسمه غناّم..
كان اسمه محمود البنهاوي..
ولما بعت استفسر عن سر اختلاف الإسم شاف الرسالة ومردش في الأول..
ومر يوم واتنين وأنا جالي انطباع إنه كان بيألف والقصة مش حقيقية..
بس في اليوم التالت لقيت رسالة منه
:"أستاذة خنساء.. القصة ديه اتحكتلي من خالي قبل سنتين.. خالي وقتها كان عنده تلاتين سنة.. مكنش اتجوز ولا ارتبط.. عاش حياته من بعد الموقف اللي اتعرضله مبيقربش من البحر ولا بيحاول يمشي جنبه.. مكنش بيشتغل ولا عنده اصحاب.. كان بيعاني من نوبات صرع وأوقات كتير كان يصحى من النوم بيصرخ زي الأطفال..
عاش سنين بالشكل ده وكل ما كان حد بيسأله إيه اللي وصلك لكده كان بيسكت..
هو محكاش لحد اللي حصله في اليوم ده.. جدي الله يرحمه حكالي إنه قبل ما خالي يقرر إنه يسيب شغلانتهم كان معاه في رحلة صيد وطلعتلهم عاصفة شديدة فجأة وإنه خالي وقع في البحر ومرت عليه دقايق قليلة كانوا بيدوروا عنه في كل مكان بس أكنه زي الحجر اللي غطس مقبش.. بس بعدها لقوه طالع فجأة وهو بيصرخ.. لما طلعوه أغمى عليه ومفاقش إلا لما رجعوا من الرحلة ومن وقتها بطل يصطاد ويروح البحر.. وديه كانت القصة المنتشرة والمعروفة بينا..
هتسأليني طبعاً أنا عرفت كل اللي حكيتهولك الأول منين..
خالي اللي حكالي..
في آخر أيامه كان تعب جداً.. كان بيعيط طول الوقت زي العيال الصغيرة.. لحد ما أنا قربت منه وسألته فيك إيه..
فحكالي كل اللي شافه وقالي إنه من يومها كل ليلة بيشوفها.. بيحلم بيها بتجري وراه في المية بشكلها المخيف وبتقوله إنها في النهاية هتاخده لعندها..
قالي إنه عارف إنها هتقتله زي ما عملت في الريس منصور..
نسيت أقولك إنه الريس منصور هو كمان غرق والناس قالت ساعتها إنه المركب هو السبب..
المركب ده منصور اشتراه برخص التراب لأنه مكنش ليه صاحب هما لقوه فجأة عايم قريب من الساحل واللي لقاه باعه لمنصور..
المهم إني في الأول مصدقتش خالي وقلت أكيد أثر الصدمة هي اللي خلته يتخيل الحاجات ديه..
بس في الليلة ديه خالي اختفى من بيته..
بيت جدي اللي هو كان عايش فيه قريب من البحر.. فالناس بتقول إنهم شافوه ماشي ناحية البحر.. وحد من الجيران قال إنه لما قربله عشان يسلم عليه لقاه ماشي زي المسحور وهو بيقول: "أنا جايلك"
محدش في الأول اهتم لأنهم كانوا عارفين إنه مخه على قده ولما قرب من البحر مكنش حواليه ناس كتير..اللي موجودين استغربوا إنه بيقرب من البحر مع إنهم عارفين إنه بيخاف منه ولما نزل المية حاولوا ينادوا عليه يرجع مردش فجريوا وراه عشان يطلعوه لكنهم ملاقوهوش..
الناس بتقول إنه اختفى في ثانية ولحد النهاردة إحنا لا لقيناه ولا لقينا جثته"
انتهت أول رسالة بعتهالي وأنا بدأت أحس بخوف فعلاً لأني حسيت إنها مش النهاية وفعلاً بعدها بثواني لقيته كاتبلي رسالة جمدت أطرافي حرفياً لدرجة إني حسيت بشعر راسي بيقف
الرسالة كانت بتقول
:"أكيد انتي بتسألي أنا بحكيلك ليه..
بصراحة يا أستاذة خنساء من وقت ما خالي اختفى وأنا كل ليلة بشوفه هو والست اللي حكالي عنها..
كنت بحلم بيهم في المية بنفس الحلم اللي خالي كان بيحلمه..
الفرق إنه خالي كان مبتسم بنفس الشكل المرعب من الودن للودن وسنانه كانت مدببة زي سمك القرش..
والاتنين كانوا بيفضلوا يعوموا ورايا وهما بيقولوا بنفس الصوت: "في النهاية هناخدك لعندنا.. في النهاية هناخدك لعندنا.. في النهاية هناخدك لعندنا.."
أنا مبقتش عارف أنام ولا أشتغل ولا أعيش.. حياتي كلها اتدمرت..
وكنت خايف أحكي لأي حد لما قريت عالنت ملاقتش إلا حل واحد وهو إني لازم أقول لحد من غير ما يشوفني أو يعرفني..
وأديني أهو حكيتلك يمكن بعدها يبعدوا عني..
فخلي بالك من نفسك يا أستاذة خنساء انتي وكل اللي حكيتيلهم.."واستنوني في رسايل تانية
#ريم_الحسيني