مساء الخيرات 😍❤
إليكم رقم تلاتة 🚶♀️إنك تنام بهدوء وتصحى تلاقي نفسك لسه نايم في مكانك عادي وتقوم تمارس روتينك اليومي الممل اللي بتكرهه..
الشعور ده نعمة ناس كتير مش حاسة بقيمته..
أنا نفسي مكنتش حاسة بقيمته
لحد ما اتعرفت عليهم..
لحد ما عرفت اللي أنا بس أعرفهم ومحدش غيري بيشوفهم..
أنا اسمي مي اللي هحكيهولك حصل قبل كام شهر من تخرجي من كلية الحقوق جامعة القاهرة..
أنا كنت طالبة مغتربة وعايشة في سكن للطالبات الأربع سنين بتوع الجامعة..
كان ليا صديقات وزميلات كتير وده لأن الكل بيقول عليا عشرية وبحب الضحك والهزار وديه كانت حقيقة لأني لما كنت برجع البيت اللي بالمناسبة كان في قرية بعيدة عن العاصمة كان بيكون فيه خلافات وخناقات كتير فكانت جملتي الشهيرة دايمًا في بالي
(هيبقا نكد برة وجوا..)
عيلتي كان وضعها المالي كويس بس وضعنا كأسرة كان سيء جدًا..
مبدئيًا والدي متجوز على والدتي ومراته التانية عايشة معانا في نفس العمارة اللي هو بيت عيلتنا..
مرات بابا ووالدتي دايمًا كانوا بيتخانقوا ويعملوا مشاكل مع بعض وبابا مبيحاولش يصلح بينهم..
والدتي بس اللي خلفت لوالدي جابتله تلات ولاد وبنتين لكن مرات بابا كانت عقيمة ومبتخلفش..
المهم إني كنت أصغر واحدة في إخواتي والوحيدة اللي متجوزتش..
في بداية سنة رابعة للأسف بابا توفى.. علاقتي بوالدي مكنتش كويسة طول عمري لأني على عكس أختي الكبيرة كنت عندية جدًا ومبسمعش كلامه في أي حاجة..
في البداية خالص بابا كان عاوز يجوزني لابن أخو مراته التانية واللي هو بالمناسبة يبقى أخو جوز أختي بس أنا رفضت لأني كنت وقتها لسه في الثانوية العامة ولما جاتلي كلية الحقوق في القاهرة بابا رفض تاني بس أنا مسمعتش كلامه وصممت إني هدخل الكلية..
وقتها حصلت خناقات وصلت للضرب بس أنا صممت وهددت والدتي وإخواتي إنهم لو مسابونيش أكمل تعليمي هموِت نفسي وهيكون ذنبي في رقبتهم لآخر العمر..
الكل خاف واخواتي فضلوا يزنوا على والدي لحد ما وافق ويومها قالي جملة أنا مش بنساها
:"لو روحتي الكلية البعيدة لا إنتي بنتي ولا أنا أعرفك"
مهتمتش أبدًا بجملته رغم إنها زعلتني لكن وبسبب المشاكل الكتير اللي بينا فعلًا زعلي مستمرش كتير..
روحت الكلية عادي جدًا وكنت لما بروح البلد بفضل في الشقة مع والدتي..
أختي الكبيرة كمان قاطعتني عشان رفضت أخو جوزها أكتر من مرة لحد ما يأسوا مني..
طبعًا انتي مستغربة وبتسألي ليه أنا الوحيدة اللي كان بيني وبين أبويا مشاكل..
الإجابة مرات أبويا..
كان اسمها حكمت..
لما أبويا اتجوزها أنا كنت لسه عيلة في أوائل المراهقة وكل اللي جيه في بالي إن الست ديه هي اللي خطفت بابا مننا وحلفت إني عمري ما هدخلها بيت ولا هصاحبها ولا هعاملها كويس..
في البداية كل إخواتي كانوا زيي بس بمرور الأيام الكل نسي حتى أمي كانت ساعات بتقعد معاها وتهزر وتضحك عادي لكن أنا مقدرتش أنسى أبدًا شعوري وأنا صغيرة ولا بنسى شكل ماما وهي منهارة لما بابا بلغها إنه هيتجوزعليها ..
أنا عمري ما حاولت امثل قدام حكمت إني مبكرهاش وهي كمان بقت تكرهني بالذات بعد ما رفضت إبن أخوها وشبه طردته لما ألحوا عليا في طلبهم..
أنا عارفة إنك ممكن تلوميني بس أنا بحكيلك اللي حصل معايا..
المهم لما بابا مات أنا زعلت عليه جدًا بالذات إنه مات وإحنا مش بنتكلم..
بابا كان شخص عندي وأنا وارثة العناد منه..
فنفذ توعده ليا وحرفيًا قاطعني..
مكنش بيزور أمي وأنا موجودة ولما كنت باجي في الأجازة كان مبيكلمنيش ولا بيحاول يقولي ازيك حتى وأنا محاولتش أصلح بينا..
أنا كنت شايفة إني عملت الصح..
لما مات وأنا رجعت البلد كنت بعيط طول الليل واصحى الصبح اقعد في العزا لا بعيط ولا بتكلم..
مكنتش عاوزة أظهر لحد ضعفي أو حزني عليه..
كنت بكابر وأقول إني مغلطتش وهو اللي غلطان..
من البداية خالص هو الغلطان..
أختي الكبيرة في آخر يوم للعزا بصتلي بنظرة كلها كره وقالتلي: "انتي قلبك حجر ومش بتحسي"
وبسبب جملتها ديه أمي زعلت منها..
ماما هي الوحيدة اللي كانت عارفة إني زعلانة فعلًا والوحيدة اللي حضنتني وهونت عليا..
أنا وماما كنا صحاب وقريبين لبعض جدًا ويمكن ده اللي خلاني أكره حكمت أكتر وأكتر..
وقتها كان عندي اتنين وعشرين سنة ومفتكرش مرة واحدة طول عمري ماما زعقت أو كشرت في وشي أنا أو حد من إخواتي..
كلنا كنا كويسين وهاديين طالعنلها هي..
وكنت دايمًا أسأل نفسي إزاي بابا ساب والدتي الست الجميلة الهادية المستعدة تعمل أي حاجة عشان خاطر بيتها وولادها وراح يتجوز حكمت اللي لسانها طويل ومحدش بيطيقها..
في النهاية هو مات وربنا يرحمه.. وأنا بدأت أرجع لحياتي وأساعد ماما تتخطى المحنة ديه..
في الترم الأول محضرتش كتير في الكلية ونجحت بس بتقدير جيد..
في السنين السابقة كنت بجيب امتياز أو جيد جدًا وعشان كده ماما صممت في الترم التاني أرجع للسكن الجامعي.. وعدت والدتي إني لازم هجيب تقدير عالي بإذن الله..
ماما كمان وعدتني إني لو جيبت مجموع كويس هتتنقل معايا للقاهرة ونعيش سوا هناك وتسيب البلد باللي فيها لحكمت وعيلتها اللي دخلوا معانا في حاجة أشبه بالحرب
بابا فاجيء الكل وقبل ما يموت قسم الورث على كل ولاده ووالدتي وساب لحكمت شقة بعيدة عن بيتنا ومعاها حتة أرض صغيرة على طرف البلد ومبلغ صغير في البنك..
حكمت اتهمتنا إننا زورنا الوصية وسرقنا نصيبها مع إنه اللي خدته قريب جدًا من الفلوس اللي كان المفروض هتاخدها لو الورث اتقسم من غير وصية..
المهم إنه بعد خناقات كتير سابت البيت فعلًا ومشيت..
من بعد الموقف ده أختي الكبيرة قاطعتنا..
هي كمان كانت شايفة إننا ظلمنا حكمت مش بس كده ديه اتهمتني أنا بالذات إني حرضت والدتي واخواتي الرجالة الكبار على أكل حقها..
أنا مهتمتش ومحاولتش أدخل معاها في جدال عشان كنت عارفة مين ملا عقلها بالأفكار ديه
كبرت دماغي وسيبتهم يتخانقوا ورجعت الكلية..
الأيام مرت عادية.. مملة يعني..
كل يوم كنت أصحى أروح الجامعة وآخد المحاضرات بتاعتي ولو فيه وقت قبل معاد رجوعنا السكن كنت ممكن أخرج مع زمايلي أو أرجع السكن أتغدى وأقعد أذاكر لحد ما تيجي الساعة عشرة وبعدين أنام..
في العادي والسنين اللي قبل كده أنا كنت برجع البلد مع كل نهاية أسبوع وأقضي يومين وبعدين أرجع تاني للكلية..
في الترم ده معملتش كده..
أنا سافرت تقريبًا مرتين في الأربع شهور وكان عشان أطمئن على والدتي مش أكتر وحاولت على قد ما اقدر أفضل بعيدة عن الموضوع ومدخلش معاهم في جدال لأني فعلًا مكنتش مهتمة..
اللي فهمته من ماما إنه حكمت هددت اخواتي بإنها هترفع علينا قضية وواضح إنها لما سألت المحامي قالها إنها مش هتاخد أكتر من اللي خدته فرجعت في كلامها وبدأت تئذينا بالكلام..
لفت على كل بيوت البلد وبقت تحكي علينا كلام بالباطل إننا أخدنا حقها ومصناش العيش والملح..
أختي الكبيرة -اسمها نوال بالمناسبة- قالت لماما في واحدة من المكالمات إنها مصدقة حكمت ومن وقتها والدتي قاطعتها هي كمان..
المهم إني مكنتش مهتمة..
أنا طول عمري شايفة حكمت ست مؤذية ومش كويسة فمفرقش معايا كتير اللي بتقوله أو هتقوله..
كملت حياتي عادي وتقدري تقولي إني نسيت كمان كل الحوارات ديه..
عشت الباقي من الترم عادي خالص لحد ما وصلنا للامتحانات تحديدًا بعد آخر امتحان..
أنا وتلاتة من صحابي قررنا إننا مش هنرجع بيوتنا على طول..
بعد آخر امتحان خرجنا واتفسحنا وزرنا أماكن كتير واشترينا لبعض هدايا وبليل رجعنا السكن..
قضينا وقت لطيف أكننا كنا بنودع بعض..
في ليلتها اللي حصل إنه واحدة صاحبتي كان اسمها فاتن اقترحت علينا نلعب لعبة مرعبة ومخيفة
اللعبة كانت عبارة عن ورقة بنقسمها لأربع مربعات
المربع الأول مكتوب فيه yes
المربع التاني مكتوب فيه no
المربع التالت مكتوب فيه hi
والرابع مكتوب فيه goodbye
وفوق الخطوط المتعاكسة اللي مقسمة الورقة محطوط قلمين فوق بعض على شكل صليب كل واحد عكس التاني
اللعبة كان اسمها شارلي وباختصار بتتلعب عن طريق إننا نحط الورقة في النص ونبدأ نقول
Charlie, Charlie are you there
والمفروض إنه لو أخينا تشارلي ده حضر القلم اللي فوق هيتحرك على yes
وممكن وقتها نسأله عن أي حاجة وهو هيجاوب عليها..
صاحبتي ولاء اللي كانت قاعدة معانا قالت لفاتن:
"والأخ تشارلي بوث ده هيعرف اللي احنا هنسأله عليه إزاي بقا؟"
ردت آمال: "باللاسلكي يا بت وبعدين مش تشارلي ده المغني اللي بيقول we don't talk anymore"
:"على فكرة الموضوع جد وبطلوا هزار"
قالت فاتن بجدية استغربتها لأنها المفروض لعبة مش أكتر ولا أقل..
:"إنتي إيه رأيك يا مي؟"
سألتني آمال فرديت بلامبالاة حقيقية: "أنا مش بخاف من الحاجات ديه زي مانتوا عارفين لو عاوزين نلعب عادي"
اتفقنا اننا فعلًا هنلعب..
حطينا الورقة في النص وقعدنا في دايرة حواليها ومسكنا إيدنا في إيد بعض وفضلنا نقول
Charlie, Charlie are you there
مقدرش أقولِك إننا حسينا بأي حاجة في الأول أو أنا تحديدًا محستش بحاجة..
كنت بدأت أزهق وعلى وشك أقولهم ننسى الموضوع ونشوف حاجة تانية نعملها
بس فجأة وبدون أي مقدمات القلم اتحرك بهدوء وراح على كلمة yes
:"إنتوا شفتوا ده؟!"
آمال سألتنا كلنا وصوتها كان باين عليه الرعب في حين إني بمنتهى التلقائية التفت أبص للشباك القريب.. صحيح مكنش مفتوح للآخر وصحيح إننا كنا في عز الحر بس أنا رجحت الاحتمالية ديه وقلتها
:"أكيد هوا دخل من الشباك وحركه"
ردت آمال بسرعة: "أيوة صح يا مي.. أكيد الهوا هو اللي حركه"
آمال كانت بتحاول تطمن نفسها في حين إنه فاتن وولاء كان باين عليهم إنهم مش مصدقين..
:"يا تشارلي لو انت هنا قلنا hi"
وقصاد عينيا وبمنتهى الهدوء طرف القلم التاني اتحرك وراح على كلمة hi
أنا مكنتش مستوعبة اللي بيحصل في نفس الوقت آمال صرخت من الرعب بس فاتن لحقتها وقالتلها: "متعليش صوتك عشان المشرفة متجيش"
كلنا سكتنا ومحدش فينا كان عارف المفروض نتصرف ازاي
لحد ما ولاء قالت بسرعة: "يا تشارلي قولي هو أنا هتجوز؟"
القلم تاني اتحرك ناحية no
شهقت ولاء وهي بترد وتقول بضحك: "بقا كده يا حج تشارلي.. عامة كتر خيرك"
:"تلاقيكي هتموتي قبل ما تتجوزي"
آمال قالت الجملة ديه بهزار بس المفاجأة إن القلم اتحرك ووقف على yes
احنا الأربعة اتخشبنا حرفيًا في أماكنا وفضلنا نبص لبعض ونبص لآمال اللي وشها فجأة بقا لونه أصفر وظهر الرعب عليه..
:"تلاقيه بيهزر.."
قالتها فاتن وبعدين بصت للورقة وسألت: "قولي يا تشارلي أنا هنجح السنة دي ولا لأ؟"
القلم اتحرك على yes
فاتلفتت فاتن ليها وهي بتقول: "أهو شوفتي.. إحنا كلنا عارفين إني مش هنجح السنادي واحتمال كبير أعيدها"
ابتسمت ولاء وقلبنا الموضوع هزار..
في اللعبة ديه مكنش ينفع حد يسأل إلا سؤال إجابته أيوة أو لأ وهما التلاتة فضلوا يسألوا وأنا كنت بحاول أفهم القلم ازاي بيتحرك
إحنا كنا قاعدين عالأرض ومفيش واحدة منهم قربت من القلم طول الوقت..
أنا مكنتش مصدقة إن فيه حد اسمه تشارلي فعلًا موجود معانا وبيجاوب عالأسئلة..
ومع الوقت البنات اتعودوا عليه ومبقوش خايفين حتى آمال سألته هتتجوز ولا لأ وراح القلم على yes
وقامت ولاء عملت زي ما آمال عملت معاها وسألته إن كانت هتموت بعد ما تتجوز على طول والقلم راح على no
فراحت سألته تاني إن كانت هتطلق والقلم راح على yes
وفي الآخر سألت فاتن إن كان خطيبها بيخونها ولا لأ والقلم راح على no
وبعدين سألت تاني إن كان هيخونها فيما بعد والقلم راح على yes
كل ده والبنات واخدين الموضوع بهزار
:"وانتي يا مي؟.."
فقت من تركيزي مع القلم على سؤال فاتن وبصتلها فكملت كلامها: "مش هتسأليه حاجة؟"
هزيت راسي وقلتلها: "مفيش حاجة عاوزة أسأل عليها"
هزت كتافها وقالت: "براحتك"
من شروط اللعبة إننا بعد ما نخلص لازم برده نمسك إيد بعض ونقوله
goodbye Charlie
ومش مسموح إننا نقوم غير لما القلم ييجي على goodbye
المشكلة إنه مكنش بيتحرك وكان ثابت على no
فضلنا نقول كتير لحد ما زهقنا وقررنا نتجاهل الموضوع
مش عارفة إزاي وقتها كنا باردين ومش حاسين إنه الموضوع غريب ومرعب
اتكلمنا عادي قبل ما كل واحدة تروح سريرها عشان تنام
أنا وفاتن كنا بننام في أوضة وولاء وآمال في أوضة تانية
كنت تعبانة من اليوم الطويل وفورًا أول ما دخلت السرير نمت
صحيت بعدها على صوت في دماغي بيقولي اصحي
لما فوقت بصيت حواليا وأنا متخيلة هلاقي واحدة من البنات هي اللي بتصحيني بس اتفاجأت إنه فاتن نايمة والدنيا ضلمة..
استغربت شوية وبعدين قررت إني هرجع أنام تاني وقبل ما اتحرك لقيت الباب خبط..
افتكرت إن ده اللي صحاني وإنه واحدة من البنات نسيت عندنا حاجة أو عاوزة حاجة فقمت من مكاني وروحت ناحية الباب بعد ما لفيت الطرحة على راسي..
لما فتحت الباب ملقتش حد
طلعت برة في الممر أبص حواليا لقيت المكان فاضي ومفيش أي حد
بصيت في الساعة اللي جنب السرير بتاعي لقيت الوقت تلاتة بعد نص الليل
اتنهدت بملل وقلت: "بطلوا هزار مش وقته عاوزين ننام"
وبعدها اتحركت أدخل الأوضة تاني وبمجرد ما قفلت الباب لقيته بيخبط ففتحته على طول عشان برده ملاقيش حد
اتحركت بسرعة للممر وملقتش حد ولا سمعت صوت رجلين حد بيتحرك
ابتديت وقتها أقلق
أصله مستحيل حد يكون بيخبط عالباب ويختفي بالسرعة ديه
ده غير إني فعلًا مسمعتش لا صوت خطوات بتقرب ولا بتبعد..
:"وبعدين بقا"
همست بيها وأنا التوتر جوايا بيزيد ومعرفش ليه فضلت واقفة في مكاني ببص لآخر الممر
الممر كان آخره السلم عاليمين والأوضة بتاعة آمال وولاء قصاده وكان منور بضوء خافت جدًا موجود في نصه عشان كده عند أوضتهم الدنيا كانت ضلمة..
لما ركزت شوية هناك حسيت إنه فيه حد واقف
الضلمة بتاعة المكان كان فيها لمعة الضوء القريب منها بس الكيان أو الشخص ده كان شاغل مساحة مضلمة تمامًا
أنا حاولت أركز عشان أقنع نفسي إني بيتهيألي بس كل ما كنت بركز أكتر كل ما كنت بتأكد إنه فيه شخص واقف هناك وكل ما كنت بترعب أكتر وأكتر وأنا بتخيل مين الشخص ده وكل اللي جيه في بالي إنه فيه حرامي أو حد هيتهجم علينا
:"مي.."
أنا اتفزعت أول ما سمعت صوت فاتن وتلقائي نطيت لورا وأنا ببصلها..
فاتن استغربت حالتي وقامت من السرير وقربت وهي بتسألني: "انتي بتعملي إيه عندك؟"
:"أنا كنت..."
ملحقتش أخلص جملتي لأني لما التفت أبص ملقتش الكيان ده
أقولك عالكبيرة.. أنا لقيت لمبة تانية قصاد السلم وعند باب أوضة ولاء وآمال منورة عادي
أنا من أول ما صحيت كنت حاسة بانقباض غريب ومع قرب فاتن مني الانقباض ده راح
:"مالك يا بنتي؟!"
سألتني فاتن تاني فهزيت راسي ورديت: "ولا حاجة.. أنا شكلي كان بيتهيألي"
قلتها وأنا مقررة مقولشي حاجة عشان ميتريقوش عليا ولا يتخضوا..
ورجعنا الأوضة تاني وفضلنا نحكي شوية لحد ما روحنا في النوم
***
بعدها رجعت البلد ومر كام يوم كل حاجة فيهم عادية
حاجة واحدة بس حصلت هي اللي مكنتش متوقعاها
حكمت ماتت
آه والله في يوم لقينا البلد كلها اتقلبت وصوت صريخ عالي لما أخويا نزل وسأل عرف إنهم لقوها ميتة بعد ما ريحة جثتها طلعت
أخوها اللي هو حمى أختي كان اتخانق معاها ومقاطعها بقاله شهر ومن وقتها مزارهاش ولا سأل عنها
الطب الشرعي قال إنها ماتت قبل ما يكتشفوا الجثة بأسبوع بسبب سكتة قلبية
مش هقولك إني فرحت أو زعلت عليها
أنا كالعادة مهتمتش ولا اتهز مني شعرة وكل اللي قلته (إنا لله وإنا إليه راجعون)
:"مش هتيجي معايا نعزي يا مي"
كنت بقلب وقتها في التليفون بملل قبل ما التفت لوالدتي ورديت: "لا يا ماما أنا مش عاوزة أروح"
ماما بان على وشها إنها متضايقة ومع ذلك قالتلي بهدوء: "يا حبيبتي الست ماتت وواجب علينا نعزي فيها ديه عاشت معانا سنين وكانت واحدة من عيلتنا"
:"الله يرحمها يا ماما بس أنا عمري ما اعتبرتها ولا هعتبرها واحدة من عيلتي"
قلتها بطريقة جافة عارفة إنها هتزعلها مني بس كان لازم أعمل كده عشان متلحش عليا وقلت لنفسي إني هطبخلها حاجة حلوة من اللي بتحبها وأصالحها بيها..
في النهاية مشيت وهي بتقولي: "على راحتك يا بنتي"
خرجت بعدها من البيت وأنا فضلت في مكاني
من وقت ما رجعت البلد وأنا حاسة بملل رهيب وفوق الملل مكنتش حابة لا أخرج ولا أزور حد ولا أشوف حد..
كنت عصبية معظم الوقت بس حاولت أتجاهل الموضوع وتخيلت إنه ده شيء عادي بما إني اتخرجت ومش عارفة هعمل ايه بعد كده..
سمعت صوت الباب بيتفتح ويتقفل فتخيلت إنه والدتي نسيت حاجة ورجعت تاخدها
أنا أوضتي كان بابها عالصالة اللي بيعدي منها أي حد أول ما يدخل البيت
محدش عدا منها
أنا مخدتش بالي في الأول بس بعدين التفت ناحية الصالة وبصيت عليها ملقتش أي حد
:"ماما انتي رجعتي؟"
سألت بصوت حاولت أطلعه طبيعي لأني فجأة وبدون مقدمات حسيت بانقباض رهيب
انقباض فكرني باليوم الأخير ليا في السكن الجامعي..
قمت من مكاني وقربت للصالة بصيت حواليا وبصيت ناحية أوضة والدتي اللي كانت مضلمة
حاولت اقنع نفسي إني بيتهيألي واتحركت بسرعة وأنا مقررة إني هدخل أوضتي وأقفل على نفسي الباب ومش هطلع غير لما ماما تيجي
بس وأنا بتحرك لأوضتي لمحت حاجة ثبتتني في مكاني
جنب أوضتي كان فيه ممر بيودي على باقي الغرف والمطبخ والحمام
باب الحمام كان مقفول والنور من جوا شغال
ده عادي ووارد إنه ماما تكون نسيته ونزلت
اللي مش عادي بقا كان إنه فيه صوت من جوا
صوت أنا عارفاه
صوت أبويا وحكمت
أنا اتخشبت في مكاني
كنت بحاول أكذب سمعي وأنا سامعة الأغنية اللي بابا كان على طول بيشغلها في بيت حكمت ويدندنها..
أغنية قديمة لعبدالحليم حافظ..
أنا كنت بسمع صوتهم وأنا بحاول استوعب
مفوقنيش من حالتي ديه غير لما حسيت بالانقباض بيزيد وحسيت بكتافي بتنحني أكني شايلة حاجة تقيلة عليهم
كنت بحاول أتنفس أو اتحرك مش قادرة
وفي لحظة حسيت بهوا سخن بيضرب رقبتي أكن حد نفخ من ورايا وقتها نطيت من مكاني وأنا بصوت
وفي لحظة الصوت اللي من الحمام سكت واللمبة بتاعته بدأت تنور وتقفل بسرعة جدًا وبعدين سمعت صوت فرقعة كبيرة جوا..
متحملتش اللي بيحصل وجريت على أوضتي قفلت الباب كويس بالمفتاح واترميت عالسرير وأنا بغطي نفسي بالغطا زي العيال..
نفسي كان صوته عالي من كتر الرعب فكتمته عشان أسمع..
سمعت صوت خطوات
مش خطوات شخص واحد لا ديه خطوات كذا شخص بيمشوا برة في الممر وبيقربوا من أوضتي وأول ما بقوا قصادها صوت الخطوات وقف..
مرت ثواني ومفيش أي صوت برة ومعرفش ليه كنت حاسة إن ده الصمت اللي قبل العاصفة
وفعلًا ده اللي حصل
في لحظة انتفضت من السرير على صوت الخبط المفزع اللي عالباب وكان معاه صوت الغنا اللي سمعته في الحمام
الباب كان بيتخبط عليه بطريقة تديك إيحاء إنه هيتخلع من مكانه وفي نفس الوقت صوت دندنة أبويا بالأغنية شغال وأنا مش قادرة أتحرك ولا أتنفس حتى
كنت ثابتة في مكاني ومش عارفة أعمل ايه بس فجأة وقف الخبط ومعاه صوت الغنا
:"إنتي مقلتيش goodbye"
سمعت الهمس ده من ورايا فالتفت أبص ولقيت نفس الكيان اللي شفته في السكن بس المرادي كان قريب جدًا مني فقدرت أميز..
كان كائن إسود طويل جدًا لدرجة إن ضهره كان محني عشان ميخبطش في السقف وكان رفيع جدًا..
عيونه لونها كلها إسود وكان طالع من راسه قرون صغيرة..
متحملتش المنظر وفي نفس الوقت اللي الباب فيه اتكسر أغمى عليا..
****
وقفت قراءة الرسالة وأنا ببص لصاحبة الأكونت
لأول مرة ملاقيش اللي باعتلي من أكونت مزيف وده اللي خلاني أتحمس وأكمل قراءة عشان كان فضولي كبير أعرف باقي القصة..
***
لما صحيت بعدها والدتي كانت جنبي وقالتلي إنها جات لقت باب أوضتي مكسور ولمبة الحمام كمان فاتأكدت إنه اللي شفته حصل ومش حلم وبدأت أعيط وحكيتلها كل اللي حصل
ماما على طول جابت شيخ الجامع بتاع البلد
وفضلت أسابيع بتعالج بالقرآن
في الحقيقة من بعد الموقف ده أنا محصليش حاجة والمعالج قالي إنه يمكن حاجة حبت تخوفني مش أكتر
وقتها أنا عملت أغبى حاجة ممكن تتخيليها
أنا لا قلت لماما ولا الشيخ على اللعبة اللي لعبتها مع صحابي
خوفت وقتها أقول لماما تزعل مني لأنها كانت دايمًا تأكد عليا أبعد عن القراءة أو الكلام في الحاجات ديه
تخيلت بغباء إن الشيخ مش مهم يعرف وهو بس يقرأ عليا وأنا هكون كويسة
وفعلًا أنا بقيت كويسة لفترة
الفترة ديه كانت خمس سنين
والفترة ديه انتهت لما جالي مكالمة من صاحبتي فاتن فاكراها
من بعد الكلية إحنا الأربعة بعدنا عن بعض من غير ما حد فينا يحس
في الأول كنت مفكرة إنه السبب هو بعد المسافة بينا وبين بعضنا
بس الحقيقة دلوقتي أنا مقتنعة بإنه اللي بعدنا حاجة تانية خالص
:"ألو.. إزيك يا فاتن"
رديت عليها أول ما شوفت اسمها بسعادة وحماس بس لقيت صوت بكاء هو اللي جايلي من الناحية التانية وقبل ما اسألها بتعيط ليه اتجمدت في مكاني أول ما سمعت جملتها
:"ماتت.. ولاء ماتت.."
لما سمعت الجملة ديه اتجمدت مكاني..
أول حاجة جات في بالي هو اللي حصلي من يومين..
كنت راجعة من شغلي زي عادتي الساعة عشرة بليل..
أنا كنت عايشة لسه في بلدنا..
بعد الموقف اللي حصلي في اليوم المشئوم ده والدتي قررت إنه يستحيل نروح نعيش لوحدنا وقالتلي إنه الأفضل هو إننا نفضل عايشين مع إخواتي..
وأنا من بعد اليوم ده معدتش نفس البنت العندية اللي بتصمم على رأيها لسبب أنا مش فاهماه..
بقيت هادية جدًا ومبتكلمش كتير..
علاقتي بالناس قلت جدًا وبقيت نادرًا ما بطلع من البيت أو بخرج مع أصحابي..
وشوية بشوية مبقتش بتكلم أصلًا مع أي حد من صحابي..
اشتغلت سكرتيرة في مكتب محامي عندنا في البلد من باب إني بسلي نفسي..
في الليلة ديه وأنا مروحة كان فيه قطة ماشية جنبي من أول ما نزلت من الشغل..
في طريقي للبيت أنا بعدي على كوبري عشان أوصل للمنطقة اللي أنا عايشة فيها..
كنت ساعتها خدت بالي واستغربت من القطة اللي ماشية معايا..
وقتها القطة اتحركت من جنبي وسبقتني ولقيتها وقفت جنب شوال كبير محطوط جنب سور الكوبري..
معرفش إيه اللي خلاني وأنا ماشية ناحيته أركز معاه..
فجأة وأنا ماشية لقيته اتحرك..
أنا اتجمدت مكاني ودققت النظر وأنا ببصله عشان اتأكد إن كان اتحرك فعلًا ولا لأ..
ولقيته فعلًا بيتحرك.. وقبل ما آخد أي رد فعل سمعت صوت عربية جاية عليا..
رجعت أقف بعيد عن الطريق وبعد ما العربية عدت بصيت على مكان الشوال ملقتوش..
قربت شوية أدور حوالين المكان اللي شوفته فيه.. لا لقيته ولا لقيت أي قطط..
أنا قلت إني بيتهيألي..
بس من جوايا أنا كنت عارفة ومتأكدة إني مبيتهيأليش..
فضلت ماشية وقررت إني هتناسى الموضوع لحد ما وصلت البيت ولقيت القطة واقفة قصاد باب بيتنا..
لون القطة كان إسود وعيونها كانت بتلمع لأن اللمبة اللي كانت جنب بيتنا مطفية ومضلمة المكان حواليها..
كانت قاعدة بثبات رهيب ومرعب..
وكانت بتبصلي..
أنا مكنتش قادرة اتحرك من مكاني ولا كنت قادرة استوعب أو أفهم اللي بيحصل حواليا..
فجأة المكان كله ضلِم..
أنا اتلفت حواليا أشوف الناس والبيوت راحوا فين بس مكنش فيه أي حد..
القط بس هو اللي كان قاعد قدامي وفجأة قام من مكانه واتحرك ناحيتي ببطء ومع كل خطوة بيقرب فيها مني كان جسمه بيكبر شوية بشوية وشكله كان بيتغير..
ولما وصل قدامي اتحول لنفس الكائن اللي شفته زمان..
الكائن المخيف اللي كان جوا أوضتي نفس الهيئة المرعبة ونفس الشكل المنفر..
ثواني مرت وأنا بحاول أستوعب أو أنطق من غير فايدة..
قرب مني جدًا وأنا مكنتش برده قادرة أعمل أي حاجة..
:"إنتي لسه مقلتيش "GOODBYE
بعد ما قال الجملة ديه نفخ في وشي فغمضت عينيا..
لما فتحتهم تاني لا لقيت الكائن ولا لقيت القط..
المشكلة إني كمان ملقتش بيتي.. ولا لقيت نفسي في شارعنا أساسًا..
أنا لقيت نفسي قصاد قبر حكمت..
أنا وقفت مكاني وفضلت أتلفت حواليا عشان أتأكد إني فعلًا في المقابر بتاعة القرية بتاعتنا..
وأول ما اتأكدت أنا مفكرتش أساسًا وجريت من مكاني..
رجعت البيت ومفكرتش أقول لحد عاللي جرالي كنت خايفة أحكي لوالدتي عشان متتعبش زيادة على تعبها وتخاف عليا أكتر..
بس خدت أجازة من الشغل وقررت إني مش هنزل ولا هخرج يومين كده..
بس أول ما جالي الخبر من فاتن أخدت بعضي وسافرت القاهرة..
آخر حاجة كنت سمعتها عن ولاء إنها اتنقلت تعيش في القاهرة مع عمتها بعد ما باباها ومامتها توفوا..
روحت قدمت واجب العزا وقعدت جنب آمال وفاتن..
مفيش واحدة مننا اتكلمت ولا نطقت طول الفترة اللي قعدنا فيها جنب بعض..
بس بعد العزا اتحركنا كلنا بتلقائية وروحنا قعدنا في كافيه من غير ما واحدة فينا تعترض..
أول ما قعدنا بصينا لبعض بخوف ودهشة..
وأول واحدة اتكلمت كانت فاتن اللي قالت: "انتوا عارفين إني في السنة الأخيرة من الدراسة كنت ضايعة تمامًا وكلنا كنا عارفين إني هسقط.."
الكل وافقها فاتن فعلًا في السنة ديه كان فيه بينها وبين خطيبها مشاكل خليتها تخش في حالة اكتئاب لفترات طويلة وبسببها محلتش كويس في أي امتحان..
:"أنا في السنة ديه عديت واتخرجت عادي بس مرضتش أقولكم عشان محدش فيكم يخاف وانتوا سهلتوا مهمتي بإنكم مسألتوش عليا"
كلنا سكتنا ومحدش مننا اتكلم لحد ما آمال ردت: "أنا معرفش ليه مكنتش بسأل عليكم.."
بصت ليا وبعدين بصت على فاتن وهي بتكمل كلامها: "إنتوا فاكرين قد إيه كنا صحاب وقريبين من بعض مع ذلك معرفش إيه اللي كان بيمنعني إني أسأل عليكم.."
سكتت شوية قبل ما تكمل: "أنا اتجوزت واطلقت.. مكنش فيه بينا أي مشاكل ولا أي حاجة تستدعي إننا نطلق بس في يوم هو دخل البيت رمى عليا اليمين وسابني ومشي وبعدها سافر ومرجعش تاني"
:"انتوا قصدكوا إيه؟.."
سألتهم وقربت من الترابيزة وأنا بكمل بهمس: "قصدكوا يعني إن كلام اللعبة اتحقق؟!"
:"عندك تفسير تاني للي بيحصل؟"
سألتني فاتن وبعدين بصت لآمال وهما الاتنين بان عليهم الرعب قبل ما يقربوا للترابيزة وكملت فاتن: "إنتي أكيد شوفتيه"
أنا عيوني وسعت بشكل تلقائي وأنا بسألها: "هو مين؟"
وبدأت ولاء تحكيلي على اللي حصلها بعد ما رجعت من السكن في آخر مرة شوفنا بعض فيها..
ولاء بتقول إنه بعد ما رجعت تاني بيتها والدها خدهم كلهم وقرر يروحوا سوا المصيف..
كل حاجة كانت ماشية معاها عادي وتمام لحد ما في يوم تعبت وقررت إنها مش هتنزل من البيت وفضلت نايمة في السرير بس صحيت على صوت حد بيتحرك في الصالة بتاعة الشقة..
في الأول فكرت إنه حد من أهلها رجع وفضلت نايمة عادي..
بس صوت الحركة كان غريب..
الحركة كانت منتظمة ورتيبة بشكل يوتر أي حد..
ولما ركزت معاها فهمت إنه مش صوت حركة ده صوت حاجة بتخبط في جدار..
كل ده وهي متخيلة إن حد من ولاد أختها هو اللي بيعمل كده..
قامت من السرير وطلعت برة تدور عاللي بيعمل الحركة ديه..
ملقتش حد..
لفت في الشقة في كل حتة واتأكدت إن مفيش أي مخلوق معاها في البيت..
حاولت تقنع نفسها إنها بتتخيل وقررت هترجع تاني لأوضتها..
بس قبل ما تدخل الأوضة رجع صوت الخبط تاني..
المرادي كان أوضح وأقوى من إنها تتجاهله..
فجأة حست برعشة وحست بحضور غريب حواليها..
حست إنها عاوزة تهرب وتسيب كل حاجة..
بس هي عملت حاجة تانية..
فاتن اتلفتت ببطء تبص وراها..
المفاجأة إنها المرادي شافت..
شافت إبراهيم..
إبراهيم ده كان أخو فاتن التوأم ومات وهو عنده عشر سنين..
ودلوقتي هو كان واقف قصادها مديها ضهره وبيخبط دماغه في الحيطة بشكل منتظم وثابت..
وفجأة وقف واتلفتلها..
مش جسمه اللي اتلفتلها لأ ده رقبته لفت 180 درجة وبصيلها وقال جملة واحدة بهمس منعها من إنها تتنفس حتى..
:"إنتي مقلتيش GOODBYE"
ساعتها فاتن مفكرتش كتير ودخلت أوضتها وقفلت الباب على نفسها بس لما اتلفتت شافت نفس الكائن اللي هي شافته وقالها نفس الجملة
وساعتها أغمى عليها برده..
لما فاتن حكت حكايتها بصتلي وقالت: "على فكرة أنا خطيبي خاني فعلًا وسيبته"
وقتها اتلفت لآمال اللي قالت: "أنا محصليش حاجة في الواقع بس على طول بشوف نفس الكائن ده في الحلم وبيقولي نفس الجملة"
رفعت إيدي أضغط بيها على راسي ولما معرفتش أفكر أو أستنتج أي حاجة سألتهم: "طيب هنعمل إيه"
:"نكمل اللي بدأناه.."
بصيت لفاتن اللي كملت كلامها: "كل ده بدأ مع اللعبة خلينا ننهيها"
****
الرسالة خلصت لحد كده بس مي استمرت في الكتابة وأنا استنيت أعرف باقي القصة لحد ما بعتتلي رسالة تانية..
****
يشهد ربنا إني اعترضت في الأول ورفضت تمامًا إننا نعمل كده بس فاتن أصرت وآمال فضلت تعيط وتترجاني إننا نعمل كده..
آمال كانت مقتنعة إن حياتها مع طليقها هترجع تاني أول ما نخلص من الشيء اللي بيلاحقنا..
في النهاية اضطريت اسمع كلامهم..
روحنا لشقة آمال اللي كانت عايشة فيها مع جوزها وفي الطريق حكتلهم اللي حصلي..
الكل أجمع إن اللي حصلي كان الأسوأ بس أنا مهتمتش..
أنا كنت خايفة..
أنا كنت عارفة إن اللي هنعمله هيوقعنا في مشاكل أكتر..
بس نفس الحاجة اللي منعتني من السؤال عليهم سنين منعتني برده إني اعترض تاني عاللي هنعمله..
وصلنا البيت وفضينا مكان في نص الصالة..
قفلنا كل الشبابيك وقعدنا في المكان اللي فضيناه..
جيبنا ورقة وقسمناها برده بنفس الشكل وكتبنا نفس الكلمات..
المرة ديه بس كان فيه شمعة حطيناها جنب الورقة..
شبكنا ايدنا مع بعض في دايرة وبدأنا نردد
CHARLIE, CHARLIE, ARE YOU THERE
المرادي مستنيناش كتير..
فجأة النور اللي كنا مولعينه حوالينا انطفى وبقا المكان ضلمة جدًا..
القلم اتحرك المرادي بعنف وراح على HI
احنا كنا متفقين على اللي هنقوله..
:"GOODBYE CHARLIE"
استنينا شوية القلم يتحرك بس مفيش حاجة حصلت.. فضلنا نكررها كتير من غير فايدة..
لحد ما فجأة ومن غير مقدمات ظهرت على الورقة كلمة إحنا مكتبنهاش..
:"ليه؟!"
الكلمة ديه ظهرت في جنب الورقة أكنها بتتشكل ببطء..
إحنا كنا مرعوبين لدرجة إنه آمال صرخت وقامت وهي بتزعق: "سيبنا في حالنا حرام عليك"
ومع جملتها ديه البيت اتهز حرفيًا..
كنت هقول زلزال بس أصوات الضحكات العالية اللي طلعت من كل ركن منعتني إني أتكلم حتى..
احنا التلاتة حطينا إيدينا على ودانا وفضلنا نصرخ بس أنا عيني لمحت الورقة ولقيت القلم دونًا عن كل حاجة بتتحرك من حواليه ثابت على كلمة واحدة
:"no"
الكلمة ديه طلعت على شكل صرخة مرعبة خلتني غمضت عينيا..
وزي ما كل حاجة بدأت فجأة كل شيء انتهى فجأة..
كل الأصوات والضحك والصرخات حتى الاهتزاز المرعب..
كل حاجة سكتت..
وساعتها فتحت عينيا..
المكان كان منور بس أنا كنت في مكان تاني..
شقة غريبة أول مرة أشوفها في حياتي..
قومت من مكاني وكنت على وشك إني أخرج من البيت بس فجأة لقيتها بتظهر قدامي..
كانت حكمت ومعاها ست والاتنين عدوا من قدامي ولا أكنهم شافوني..
هما فعلًا مكانوش شايفني..
حكمت قعدت وقصادها الست وفضلت تزعق فيها..
:"البت العقربة اللي انتي قلتيلي هتجيبيها الأرض أهي رجعت ومجرالهاش أي حاجة.. واحنا متفقناش على كده يا زنوبة"
أول ما سمعت اسم زنوبة افتكرتها.. ديه كانت ست مشهورة عندنا بإنها مؤذية وبتعمل أعمال سحر..
أنا مكنتش بصدق في الكلام ده طبعًا بس أي حد بيبص في وشها كان بينفر منها ويقول تلقائي: "أعوذ بالله"
:"الموضوع هيحتاج مننا شوية صبر و..."
قالت زنوبة الجملة ديه بس حكمت قاطعتها وردت: "أنا مش هصبر أكتر من كده"
:"يعني إيه بقا"
:"يعني أنا مش هديكي أي فلوس إلا لو شوفت بعيني البت ديه مأذية زي ما طلبت"
:"كده؟.. طيب افتكري إنك اللي بدأتي بالغدر"
زنوبة قالت الجملة ديه بتوعد وبعدها مشيت وسابتها..
حكمت مهتمتش وفضلت قاعدة عادي شوية بتتفرج على التليفزيون بس فجأة النور قطع..
ومن وسط الضلمة اللي غرق فيها المكان شوفته ظهر قدامها..
نفس الكائن المرعب بس شكله كان مخيف أكتر وأكتر وحكمت بمجرد ما شافته شهقت نفس طويل مطلعش تاني
أغمى عليها..
أو بالأحرى ماتت..
بعدها رجع المكان ضلم تاني وظهر قصادي المرادي..
فضل يبصلي بمنتهى الهدوء والثبات قبل ما يقولي: "دلوقتي وبعد ما وفيتي الدين أقدر أقولك GOODBYE"
وبعدها اختفى واختفت كل حاجة من حواليا وتاني لقيتني قصاد قبرها..
قبر حكمت..
بس المرادي كنت واقفة بين قبرها والقبر اللي جنبها..
القبر اللي جنبها كان بتاع الدجالة زنوبة..
*****
الرسالة وقفت لحد كده واستنيت من مي رسالة تانية لأنه مستحيل ديه تكون النهاية وفعلًا بعدها بدقايق وصلتلي رسالتها الأخيرة ليا..
:"أنا روحت بعدها حكيت لمامتي وإخواتي كل حاجة.. كنت بعيط ومنهارة.. مكنتش عارفة أنا وصلت البلد إزاي ولا إمتى.. والدتي قالتلي إني فعلًا سافرت عشان أعزي في صاحبتي.. بس رجعت عادي في نفس اليوم ونمت معاها في البيت وصحيت تاني يوم روحت الشغل..
أنا مكنتش مصدقة وكلمت فاتن عشان اثبتلها..
بس ملقتش فاتن..
والدتها هي اللي ردت عليا من تليفون البيت بتاعها بعد ما معرفتش أوصل لتليفونها المحمول..
والدة فاتن قالتلي إنها اختفت ومرجعتش من ساعة ما راحت تعزي في صاحبتها وإنهم قالبين الدنيا عليها..
اتصلت ببيت والد آمال وكان نفس الرد.. آمال اختفت من وقت ما راحت تعزي في صاحبتها..
إنتي عارفة أنا حصلي إيه بعدها..
أنا أغمى عليا ودخلت في غيبوبة أربع شهور..
وزي ما دخلت الغيبوبة فجأة فقت منها فجأة..
محدش من الدكاترة كان فاهم إيه اللي حصلي..
طبعًا الشرطة جات حققت معايا لأني كنت آخر حد موجود مع آمال وفاتن..
وعلى الرغم من إنه والدتي طلبت مني محكيش بس أنا حكيت كل اللي حصل..
طبعًا اتقابلت بالضحك وعدم التصديق والبعض كمان اتهمني بإني أنا اللي قتلتهم وأخفيت جثتهم..
بس مكنش فيه أي دليل ضدي الكل شهد إني فعلًا رجعت البيت ونمت فيه..
ده غير إنهم لما راحوا شقة آمال وفاتن لقوا بصماتهم هما الاتنين.. لكن ملاقوش أي حاجة تخصني..
الكبيرة بقا إنه عمة ولاء الله يرحمها قالت إني أساسًا روحت بعد ما فاتن وآمال مشيوا وإني فضلت قاعدة جنبها وكنت بعيط ومتأثرة جدًا بموت ولاء وإني في اليوم ده مشيت لوحدي وطلبت تاكسي من خلال أبليكيشن عالموبايل وفعلًا لقوا رقم الرحلة واستدعوا السواق اللي شهد إنه وصلني للمحطة وفضل معايا لحد ما ركبني بسبب إني كنت منهارة وبعيط جدًا فخاف يسيبني لوحدي..
بسبب كل ده بعدت عني التهمة بس الكل قال إني اتجننت..
القضية اتسجلت ضد مجهول..
بس أنا بدأت مشوار طويل من العلاج النفسي والعلاج بالقرآن..
لكن مفيش أي علاج أو دوا كان جايب معايا نتيجة.. كل فترة كنت لازم انتكس ويصحوا الصبح ميلاقونيش في البيت ويلاقوني في المقابر قصاد تربة حكمت..
العلاج بالقرآن كان بيريحني لفترات مش قليلة بس كنت برجع وانتكس..
لحد ما قابلنا شيخ قالي إني اتعملي عمل من حكمت والعمل ده مدفون في تربتها..
وفعلًا إخواتي راحوا وطلعوا العمل اللي كان مدفون في نفس الشوال اللي شوفته وأنا راجعة البيت..
الشيخ برده قال إنه الجن اللي حضرته زنوبة كان جن قوي فهي مقدرتش عليه وكانت النتيجة إنه موتها هي وحكمت..
بس هو بدل ما يأذيني لوحدي قرر يأذي صحابي معايا وإنه خدهم قربان عشان يسيبني في حالي..
مقدرش أقولك إني صدقته..
ناس كتير حاولت تفسرلي اللي حصلي..
فيه دكتور قالي إنه ممكن نكون اتعرضنا لخطف وصحابي اتقتلوا قصادي بشكل وحشي وده اللي خلى عقلي يخترع كل الكلام ده..
بس لما سألته ليه اللي خطفونا سابوني عايشة مردش..
اللي حصل ده مر عليه لحد دلوقتي تلات سنين..
وأنا لازلت بعاني..
مفيش حاجة بتريحني..
عارفة ليه؟..
عشان كل ليلة بشوف آمال وفاتن وولاء التلاتة واقفين قصاد قبر حكمت وبيبتسموا بطريقة مخيفة ووراهم نفس الكائن المرعب وقصادهم ورقة اللعبة والاقلام وهما بيقولولي بنفس الصوت..
:"تعالي العبي معانا"
وأنا قررت هبعتلك النهاردة عشان أنا خلاص تعبت..
وفي النهاية قررت إني هلعب معاهم تاني.."ولنا موعد مع رسايل تانية
من #رسايل_خنساء
#في_منتصف_الليل ❤