**3

4 1 0
                                    

وصل مارتن بعد دقائق إلى حي " بارسونس هيث" حيث تقيم أخته و زوجها، فرفع رأسه إلى النافدة ذات الشباك الحديدي المتآكل فقال صارخا :
• جورج... أنيثا.. ، هذا أنا مارتن ، افتحا !! فأطلت أنيثا من الشباك مبتسمة .
• أووه ، أخي أهلا بعودتك، خد فلتفتح بنفسك ، جورج ليس هنا
جمع مارتن المفاتيح من األرض بعدما رمتها أخته، فتح الباب و جلس على الأريكة مسندا رأسه على الحائط ينتظر نزول أخته .
• أهال مارتن أخي ، اشتقت إليك .
• و أنا أيضا عزيزتي .
• يبدو عليك أثر تعب شديد، قالت و هي تمسح على كتفه.
• أجل فأنا لم أغمض عيني لليلتين متواصلتين.
• اااه، فلتعتني بنفسك أكثر .
• أجل أنا افعل ، تمتم و هو يجول ببصره في غرف البيت، قلتي أن جورج ليس هنا .
• صحيح ، لديه عمل مستعجل، لا شك أتيت بعدما أخبرتك أمي بما حصل بيننا .
• تماما، من الواضح أن جورج يبالغ في ردود أفعاله، أنتما متزوجين لمدة سنتين و قد علم يأمر عجزك عن الإنجاب منذ زمن طويل ليس من الصواب أن يعاتبك على هذا الآن،فهو ليس بمقدورك .
وقفت أنيثا و أجابته بانفعال ، فهي امرأة قوية و منفعلة، متسلطة بعض الشيء و لا تقبل النصيحة و لا تعترف بالذنب أيا كان.
• أهاااا ، هذا صحيح يا أخي انه عاد إلى لعب القمار واحتساء النبيذ، لقد صار مفلسا أتعلم هذا، و يبرر فشله بعدم قدرتي على مساعدته أو إنجاب طفل له .

لاحظ مارتن عصبية أخته، حاول تهدئتها بإجالسها و المسح على ظهرها . فهم بالوقوف بعدها متجها إلى الباب
قائلا :
• سأعود غدا ، ال شك أنني سأجد جورج هنا أو في مقهى حيكم و سنتحدث بخصوص هذا، ال تقلقي .
أجابها بحيرة و أغلق الباب خلفه فهو ال يعلم ما بإمكانه فعله، و في جميع الأحوال يعلم أن أخته تعامل زوجها بقسوة و تحكم و هذا ما لا يطيقه الرجل في المرأة، و مع ذلك فهو مجبر على نسب الصواب إلى أخته و الذنب إلى زوجها جورج .
وصل مارتن إلى منزل والده، تجاهل أمه في غرفة الجلوس، و رمى بجسده على سريره بإعياء، فأخده عالم الأحلام، العالم الذي يشعر فيه المرء بسلام و اطمئنان داخليين و إن كان ذلك وهميا و مؤقتا ، فاللحظات الجميلة
سريعة المضي و صعبة النسيان.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 28, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

العودة إلى الدرجة 0حيث تعيش القصص. اكتشف الآن