part 6•

103 10 0
                                    

طريق سريع.. أصواتُ حفيفِ أوراق الأشجار.. زقزقة العصافير وَ.. رجل هارب بِقدم مدماة!

”لِماَ لا توجد أي سيارة في هذا الطريق الكبير؟! ‟

نَبِسَ ذلك الرجل مُنقطع النفس، جريح القدمِ وهو يلتفتُ خلفه كل بِضع كيلومترات يتأكد فيما إن كان هناك من يتبعه.. عليه إيجاد سيارة تُبعده عن هذا المكان بأقصى سرعة..
ويالِحظّه! لقد حدث وأن كانت هناك سيارة بيضاء  تقترب منه، حاول ذلك الرجل معرفة من يكون سائقها من مسافته المعتبرة تلك، ويبدو أنها إمرأة خمسينية.
توقفت تلك المرأة بسيارتها سريعا حالما لمحته في طريقها بتلك الحالة، ويبدو أن عطفها وشفقتها عليه دفعتها لذلك..

“أهل أنتَ بخير يا سيد؟“

أردفت المرأة بحنانٍ وقلق وكأنه شخص عزيزٌ عليها.. وهو في الحقيقة شخص خطير لا رحمة لديه!..

”أجل لا تقلقي سيدتي أنا بخير، هل يمكنكِ أن تقليني إلى مدينة ** رجاءًا؟ ‟

أجابها وشيءٌ من التعب والألم يغزو صوته، رَقَّ قلبُ السيدة على هذا الرجل المسكين، فَقَبِلَت طلبه من دون التفكير مرتين..

”أشكرك سيدتي كثيراً، لن أنسى خيرك أبدا‟

أردف لها ممتنا لمساعدتها له وجلس على المقعد المجاور لها، في حين هي ابتسمت له وقد هدأ قلبها لمساعدته..

“أخبرني يا سيد.. ماذا حدث لقدمك؟ “

سألته تبتغي منه إشباع فضولها بينما هو.. سكتَ قليلا ثم دنى أليها قليلا فأجابها وقد جعل من يدِه تتسلل إليها من دون أن تنتبه لها..

”في الحقيقة لقد أصبتُ بهجوم إطلاق ناريّ أثناء هروبي من مستودع للتجارة بالمخدرات، وقد كانت هناك إمرأة بدَت أنها صاحبة هذا الهجوم.. ‟

”وما سأقوله تاليا يمكن أن يبدو لكِ من محضِ الخيال.. ولكنه حقيقة!‟

سكت يرتب كلامه وتلك المرأة الخمسينية.. تكادُ تموتُ رعبا من هذا الذي أمامها!
لاطالما كانت حياتها هادئة ومسالمة، بعيدًا عن المشاكل والفوضى.. وهاهي الآن تجلسُ بجانب رجل له يدّ في العالم المظلم ويمكنُ توقع أيّ شيءٍ منه.. كموتِها على يديه مثلا!

”هذه المرأة لديها قدرة غير طبيعية.. لقد استطاعت التنكر على هيئة أحد الرجال الذين كانوا هناك بلمسِ يده فقط! وعلى الأرجح أنا لن أضيع فرصة كهذه للإنتقام منها على إيذائي وأصدقائي.. وكذلك لكسبِ المال! ‟

كانت المرأة قد توقفت بسيارتها مجددًا فورما أحست بالخطر على نفسها.. في حين استطاع هو الوصول بيده لرقبتها وبدأ يخنقها ببطء..شيئًا فَشيئًا تحت ظلِّ مقاومتها..

”وعلى الأرجح كذلك أنني لن أدعك تتنفسين بعد هذه الساعة لرؤيتك وجهي وسماعكي قصتي.. لذا وداعا سيدتي الجميلة وشكرًا على المساعدة!‟

أحكم يده الواحدة على رقبتها إحكاماً شديدًا ولم تقوى حتى على زحزحته ميليمترًا واحدا عنها.
بدأت تحسُ بالروح تخرجُ من جسدها، وإحمرّ وجهها نتيجة عدم وصول الأكسجين إليه ثمّ...ماتت مخنوقة على يدّ هذا الرجل..
أحَسَّ هُو بإرتخائها وتوقفِ جسدها عن الحراك، أبعد يديه عنها وفتح باب المقعد المجاور للسائق.
فتح بابها وأخرجها من السيارة مُتوجِهاً بها إلى الغابة الصغيرة التي كانت على يمين الطريق مُلقِيًا إياها على تلك الأعشاب الساحقة بدون أن يفكر حتى بدفنها أو تغطيتها بأوراق الأشجار..
حسنا هذا بديهيٌ جداً من رجل لا تهمه الرحمة ولا الشفقة على الغير..
رَكِبَ السيارة وقادها بعيدا عن المنطقة التي كان بها.. وبعقله ألف خطة

”أظن أنني عرفتُ من تكونين أيتها الآنسة المثيرة.. إبنة الزعيم الأكبر.. وعدوته! ‟

~نهاية البارت 6~

شراكة الدم | minyoongiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن