🌷10🌷

2.2K 76 0
                                        

*دلفت السيدة نجوى والدة أكرم إلى داخل غرفته ووضعت الخاتم المآسي التي ابتعته هي على ذوقها الرفيع خاتم يصل ثمنه الا الآلاف الجنيهات لا يليق إلا بحلا سالم الفتاه الجميله ابنة الحسب والنسب
وضعت الخاتم أمام أكرم الذي كان جالساً أمام شاشة الكمبيوتر:
_أكرم حبيبي مش هتشوف الخاتم الا هتقدمه لعروستك بكره ان شاء الله....شوف ذوق ماما
يارب يعجبك.
*التفتت إليها أكرم مبتسم بهدوء ونظر إلى العلبة المخملية الحمراء ودون أن يفتحها ويتفقد ما بداخلها قال :
_تسلم ايدك يا أمي متأكد طبعا من غير ما شوف من ذوقك الجميل.
*تنهدت نجوى ونظرت إلى شاشة الحاسب المفتوح على حسابها الشخصي وهمست له بقلة حيلة واعتراض خفي:
_وبعدهلك يا أكرم لسه بتفكر فيها مش ديه الا سبتك وراحت اتجوزت واحد أكبر منها بعشرين
سنه لسه قلبك يابني مفتوح ليها....اكرم لازم تشوف
نفسك انت خلاص هتتجوز ويكون عندك عيله ديه
حلا....
_ماما من فضلك بلاش نتكلم في الموضوع ده عشان خاطري.
_صاح أكرم بغضب هادي وهو يغلق الحاسب وينتفض واقفا أمام نافذة غرفته بحنق يتجلى فوق ملامحه....حنق جعل والدته تقف خلفه وتربت
فوق كتفه هامسا بندم :
_تبقى لسه زعلان مني؟ لسه شايل في قلبك إلا حصل هو انا كنت عايزه ايه غير مصلحتك يا حبيبي.
*تسللت ابتسامة حزينه فوق شفتاه يتمتم:
_مصلحتي...ماما مش خلاص الموضوع ده اتقفل من خمس سنين وانتهى ليه مصممه تفتحيه دايما
ليه دايما بتحرمي عليا حتى الذكرى الا بقايا منها
افتكرها خلاص ياماما انتهينا.
*هدرت نجوى بغضب وتكبر وهي تبتعد عنه وتفتح درج مكتبه تخرج منه دفتر مذكراته:
_وده يا أكرم لازم تتخلص منه مينفعش بعد كده يكون عندك افرض عروستك شافت المكتوب فيه.
*اتسعت عيناه الفحمية بشرار واقترب منها وكأنه أصبح شخص آخر متحول وهدر وهو ينزع منها
دفتره الأبيض يهدر :
_عروستي...عروستي العروسة ديه انتي الا اخترتيها مش انا يانجوي هانم....انتي الا شايفها
تليق بمستوى عايله الشناوي العريقة تليق بأكرم
مصطفى الشناوي الطيار ابن نجوى هانم ابو العز وبس....لكن مفكرتيش في أكرم ابنك الإنسان إلا عنده مشاعر زي باقي البنادمين ماما قولتلك ميت
مره من فضلك ملكيش دعوة بدفتر ده.
_لازم تحرق بجاز وتنساها يا أكرم فاهم ولا انت عايز تموتني.
*صاحت نجوى بدموع الغل.....فصرخ هو بغضب أكبر وهو يضع دفتر مذكراته في درجه الخاص و
اغلقه بقوة :
_لا لا مش هحرقه ومش هنساها ومش هحب غيرها حتى لو اتجوزت ميت حلا سالم مش حلا
سالم وحدة....ماما ارجوكي كفايه كلام انا بحول اسكت وانسى كل إلا حصل والا حضرتك عملتيه بس حضرتك مصممه تنبشي في الماضي.
*شهقت نجوى ودب الرعب في اوصالها حينما نطق
أكرم بتلك الكلمات التي جعلتها تقل بخفوت:
_انا عملت ايه يا أكرم ديه اخرتها...كنت عايزنا انا وباباك نوافق تتجوز بنت السواق انت أكرم مصطفى الشناوي تتجوز من بنت سواق عند ابوك
البنت ديه كانت طمعانه فيك يا أكرم....ولو انا وابوك رفضنا الجواز ده عشان مصلحتك.
*جذب خصلات شعره الثقيلة والتي كادت أن تخرج من منبتها بين أصابعه واطرق بكف يده الحر فوق مكتبه بغل وهو يصرخ:
_لميس عمرها ماكانت طماعة أو عم حسني ابوها
السواق ده ربي بنته احسن تربيه يا نجوى هانم
مسبهاش تروح أروبا تلف على مزاجها بحجه الحرية الشخصية واخرتها ايه...بنتك الا هي اختي
مرمية في مصحة لعلاج الإدمان ومصطفى بيه
متجوز عليكي بدل الوحدة اثنين بلاش نرمي الناس بالحجارة واحنا بيتنا من ازاز.
*جلست نجوى فوق الاريكة الموضوعة بزاوية غرفته تبكي وتشهق وتقل بتلعثم :
_اعنت...انت بتعيرني بأختك يا أكرم...ديه اخرتها.
*هز راسه بقلة حيلة وهو يسحب مفاتيح سيارته وقذف كلماته الأكثر وجعاً في وجه أمه فهي التي
تعمدت أن تضغط علي جروحه بقوة حتى نزفت
وأصبحت تؤلم بشدة :
_انا عارف ان العريس الخليجي الا أتقدم للميس كان من ناحيه معارفك انتي يا ماما....والضغط الا
أتعرض له عم حسني كان بسبب نفوذ دكتور مصطفى استحملت وسكت و لما تعبتي بسبب جواز بابا والا حصل مع اميرة...حولت اتقلم مع الواقع واسامح وانسى أن حبيبتي راحت من بين ايديا في غمضة عين.... بس تطلبي مني انسى لميس عشان وحدة تانيه ده مستحيل يانجوي هانم مهما حصل.
*خرج سريعا من الغرفة ومن الفيلا بكاملها وأغلق
الباب خلفة بقوة جعلت نجوى تنتفض في مكانها
وهي تبكي:

الخائنه (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن