قال رسول اللّٰه "صلىٰ اللّٰه عليه وآله" :
"المهديُّ من وُلدي، وجههُ يَتلألأ كالقمر الدُرِّي، اللون لونُ عَربّي، والجسم جسمُ إسرائيلي، يملأُ الأرض عدلاً .. كما مُلئت جوراً".قصة قصيرة ..
"في طريق الإنتظار ♥️".قال لها ولدها البالغ من العمر خمسة عشر عاماً وهو يشير الىٰ احد المواكب :
- هل تذكرين أماه؟ انه نفس الموكب الذي بتنا فيه إحدىٰ الليالي مع أبي في العام الماضي !
قالت الأم وهي تمسح دموعها :
- نعم يا ولدي .. أتذكر ذٰلك جيداً، كان والدك معنا في طريق الحُسين "عليه السلام" قبل سنة من الآن، أما اليوم فهو في "ضيافة الحُسين" مع باقي الشهداء والصديقين في جنة عرضها السماوات والأرض .
قال وهو ما يزال ينظر الىٰ ذٰلك الموكب :
- سيأتي اليوم الذي نلتقي به وبسيد الشهداء .. امسحي دموعك أماه .
مسحت دموعها وهي تردد :
- حفظك اللّٰه يا ولدي .. ما أسعدني بك وبهذا الإيمان الذي يملأ خافقيك .. ثبتني اللّٰه وإياك علىٰ دينه .
أمسك بيد أمه وهو يحث الخطىٰ ويردد :
"لو قطعوا أرجلنا واليدين .. نأتيك زحفاً يا حُسين".
قالت بعد فترة من الصمت :
-اسمع يا بني .. لقد حان الوقت لألقي عليك وصية والدك رحمه اللّٰه ..
فلا أجد أفضل من هذا الوقت والمكان لأبلغك بتلك الوصية .
سأل علي بدهشة : وصية؟ وأي وصية يا أماه؟
فقالت الأم وقد تلألأت الدموع في عينيها الجميلتين :
- إعلم يا بني أن أباك قد نذرك لخدمة مولانا صاحب الأمر منذ كنت جنيناً في بطني !
وها هو عمرك مناسباً الآن في الخدمة الحقيقية .
سأل علي بدهشة : نذرني للخدمة؟ ولكن كيف لم أفهم؟
قالت الأم وقد أخذت بيد ولدها لتجلس معه علىٰ إحدىٰ مصطبات الاستراحة المنتشرة علىٰ طول طريق الزائرين :
- أعلم يا حبيبي ان من اكبر نعم اللّٰه عليك بعد نعمة الاسلام والولاية هي نعمة ولادتك في زمن يكون فيه "الامام المهدي" هو الإمام والقائد الموعود .
- ولماذا ولادتي في زمن الإمام المهدي هو نعمة كبيرة يا أماه .. أوليس جميع الائمة عليهم السلام بنفس القدر والمنزلة؟
- نعم يا بني لكن هل تعلم ان للإمام المهدي "عليه السلام" خاصية لا توجد حتىٰ في الأنبياء عليهم السلام ؟!
فغر علىٰ فاهه وهو يقول : حتىٰ في الأنبياء ؟!!
- نعم يا ولدي والسبب ان الامام المهدي "روحي فداه" تتحقق علىٰ يديه جميع الأماني والإصلاحات التي حاول الانبياء تحقيقها في مجتمعاتهم لكن لم يتمكنوا من ذٰلك .
ان خدمة هذا المُصلح العالمي يا ولدي تمناها كل الأنبياء والأئمة عليهم السلام وتمنوا لو أنهم يدركوا زمانه حتىٰ يتشرفوا بخدمته .
قال علي وما زالت الدهشة بادية علىٰ ملامح وجهه الجميل : ألهذه الدرجة يا أماه ؟!
أجابت الأم : نعم يا نور عين أمك .. والدليل ما نراه من شوق ولوعة وحنين في كلام أئمتنا "عليهم السلام"عندما يتحدثون عن الإمام المهدي عجل اللّٰه فرجه الشريف .
سأل علي بلهفة : وبماذا تحدثوا عنه ؟!
- هذا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب "عليه السلام" يتعرض لجملة من صفات المهدي عليه السلام ثم يومىء بيده الىٰ صدوه ويقول : "ها هنا شوقاً الىٰ رؤيته"،
وقد ورد في "البحار" عن الصادق عليه السلام أنه سئل : هل ولد القائم؟
قال عليه السلام :
"لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي".
أنظر يا ولدي وتأمل !
الإمام علي" عليه السلام" وهو سيد الاوصياء يشير الىٰ صدره ويقول ان فيه شوقاً الىٰ رؤية المهدي الموعود .
أما إمامنا الصادق عليه السلام فيتمنىٰ ان يقضي حياته بخدمة الإمام المهدي .. لماذا ؟! فلولا ان لخدمته روحي فداه كل هذه الاهمية لما تمنىٰ الصادق عليه السلام لو أفنىٰ حياته بهذه الخدمة !
قال علي وقد طأطأ رأسه وملأت الدموع مقلتيه :
- الآن عرفت لماذا كان والدي رحمه اللّٰه يتغنىٰ بإسم "المهدي" صباحاً ومساءً !
الآن عرفت لماذا كان يدعو الناس الىٰ محبة صاحب الزمان ويقرأ كثيراً عنه ويتحدث عن قصص اللقاء به .
قالت الأم : الأهم من هذا أن أباك كان مطيعاً لولي العصر من خلال طاعته للّٰه فهو ملتزمٌ بصلاته في اوقاتها، صائماً، قائماً ليله، محباً للخير، ومساعدة الناس والسعي الحثيث في قضاء حواجئهم ومن دون أي مقابل .
وليس محبته لصاحب الأمر بالقول فقط .. فهذا لا ينفع يا ولدي إنما المحبة والخدمة يجب ان تكون بالأفعال لا بالأقوال .. وبالعمل لا بالتمني والتقاعس بحجة الانتظار .
قال علي وقد قام مع أمه لإكمال طريق الزيارة :
- نعم يا أماه .. هذا ما كنت أسمعه من والدي .. قد لم افهم معناه جيداً في السابق، أما الآن فتأكدي أنني سأكون خادماً مخلصاً وفياً لإمام زماني روحي وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء .قال الإمام المهدي "عجل اللّٰه تعالىٰ فرجه الشريف " : "لا ظُهورَ إلّا بعد إذن اللّٰه تعالىٰ ذِكرُهُ وذٰلك بعد طول الأمد وقسوةِ القلوب وامتلاء الأرضِ جَوْراً".
- من أقواله "عليه السّلام" في زمن الغيبة الصُغرىٰ .
"لَو لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُنْيَا إِلَّا يَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ حَتَىٰ يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ، فَيَمْلَأُهَا عَدْلَاً وَقِسّطَاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَجَوْرَاً، وَكَذَلِكَ سَمِعْتُ جَدِيَّ رَسُوْلَ اللَّهِ يَقُوْلُ"..
- عن الإمام الحُسين "عليه السلام" مُتكلماً عن قائم آل محمد "عجل اللّه فرجه".
بارت صغير عن أبا صالح روحي لهُ الفداء ..♡