"ماذا تعرفون عن الحُب؟"|1| : إيجادها لم يَكُن صعبًا
دَخل المحاضر إلى القاعة وقد كان رجُلًا في منتصف الخمسينيات، ذا لحية بيضاء خفيفة، وملابسه رغم بساطتها إلا أنها مُهندمة ويظهر على وجهه ابتسامة طيبة ودودة، تجعل كُل مَن يراه يبتسم له دون شعور، فقد كان أحد أولئك الأشخاص الذين ما إن تقع عينك عليهم، حتى تألف وجودهم، وكأنك تعرفه مُنذ نعومة أظافرك.
حياهم بهدوء مريح وما لبث أن عرفهم بنفسه قائلًا:
انا دكتور عمرو الهادي، طبيب نفسي ومتخصص في العلاقات، هكون معاكم على مدار أربع محاضرات بداية من النهاردة..
هنفهم فيهم مع بعض، يعني ايه حُب..
ونحاول نصلح نظرتنا لِه.صمت بعد قوله لتلك العبارات القليلة طالبًا منهم التعريف عن أنفسهم، ليمرر عينيه عليهم بهدوء أثناء ذلك، حتى وصل إلى الفتاة الأخيرة، ابتسمت له بحزن وعرفت عن نفسها، ليرد لها ابتسامتها ولكن أكثر إشراقاً واملًا.
ثم أمسك بأحد الأقلام كاتبًا بخط واضح على السبور أمام الجميع"ماذا تعرفون عن الحُب؟"
ليرمي بعدها نظرة خاطفة نحو تلك الشاردة أمامه وملامحها قد ذَبُلت أكثر عند سؤاله.. حينها فقط تأكد أنها الشخص المطلوب!
_حتى بعد خروج المحاضر بعد طرحه ذاك السؤال فورًا، لازالت هائمة في عالمها الخاص، تُفكر في سؤاله وتتسأل:
بحق الله، ما الذي أعرفه أنا عن الحُب؟
الحُب هو فقط مجرد كذبة كبيرة، لفقوها لنا كي ننسى الاحتباس الحراري والأوزون، ونسعى وراء ذاك السراب، ونترك مشاكل العالم الحقيقية..
الحُب فقط مجرد مرض آخر، وقليلًا وسيزول!حلقت لبضع دقائق إلى إحدى ذكرياتها وأكثرهم سوداوية على الإطلاق..
#رَابونزيل
_~عَودة إلى الماضي.. قبل خمسة أشهر
توقفت الحافلة في محطتها الأخيرة نحو المخيم مُعلنةً أنه قد حان وقت المُتعة.
الجميع كان مُنشغلًا بالنزول من الحافلة والكلام عما سيفعلونه، مُتناسين تلك التي لازالت جالسة وعلى وجهها ابتسامة مُشعة، قد تكون أكبر ابتسامة شاهدتها في حياتك.
فهي قد ذهبت للتخييم من أجله، من أجل أن تكون على مقربةٍ منه، ولرُبما تأمُل أن يلاحظها، ويدرك مشاعرها نحوه دون أن تضطر لفعل شيء تندم عليه لاحقًا.-كفتيات حقًا، مهما توصلنا من تكنولوچيا وسافرنا إلى الفضاء.. سيظل الاعتراف الأول من نصيب الرجل وتبًا لغير ذلك، على الفتاة أن تظل مؤمنة أنها زُمُردة لا أحد يستحقها سوى من يُرهق نفسه لأجل ذلك-
ولازالت تُحدث نفسها كالمجانين، لتتفاجئ به يُصيبها بسكتة قلبية جَراء ندائه الغاضب
_يا ورد، انتِ يبنتي يلي عايشة على كوكب زُمُردة بقالي ساعه بنادي عليكِ وانتِ مش هنا.