معا في يوتوبيا -02-

427 31 495
                                    

الراوي#

اتسوشي " لا افهم اي شيء مما يحدث حولي.. منذ لحظات قليلة.. كنا انا واكوتاغاوا نفكر في سموه وارتأينا بان تركه لوحده لبعض الوقت سيجعله يتحسن... تلك الكذبة البيضاء العذبة التي مسحت حزننا وقلققنا لبرهة جعلتني اصدق واتعلق بأمل كاذب.. بان سمو الأمير سينزل الينا بعد لحظات بابتسامته الواثقة المعتادة.. معلنا بكل عزم انه سينتقم لموت أميرتنا المحبوبة تشويا ويقود يوتوبيا نحو النصر لتستعيد شرفها ومجدها.. لقد كنت متأكدة من ذلك.. كيف لا وقد طمأنني اكوتاغاوا بكل لسانِ صدقٍ بأن كل شيء سيكون على مايرام، لقد اخبرني ان الشمس ستشرق على يوتوبيا من جديد ليندثر هذا الظلام الحالك... و ان وتيرة حياتنا ستعود الى مجراها الأول..

لكن هيهات..."

نزلت دموعها من مقلتيها بغزارة.. وهي تنظر بصدمة نحو اللأمام "لماذا؟.. لماذا ارى جسد سموه يسقط من الشرفة؟.. و لماذا  يبتسم اذًا؟.. أهو سعيد لما يفعله؟.. لماذا يلقي بجسده من الأعلى بلا اي اهتمام؟!.. لماذا ينتحر هكذا بكل انانية؟!.. لما يبدو سعيدا بانهاء حياته؟.. هل الموت أهون له من العيش في يوتوبيا بعد الآن؟.. معنا؟.."

كان تصديق كلام أكوتاغاوا اهون علي من مواجهة الحقيقة المرة، صدقت بان كل ما نمر به مجرد كابوس بشع ساستيقظ منه لا محالة.. لكنني  كنت اعرف في قرارة نفسي ان هذا مستحيل.."

صرخت أتسوشي صرخة مدوية هزت القصر بشدتها.. وكيف لا ؟ وهي ترى تلك الصورة الشنيعة أمامها.. لذلك الشاب صاحب الرداء الأبيض الذي كان بمثابة الاخ العطوف لها اكثر من كونه اميرا عليها.. شاهدت بفزع رمح التمثال يخترق جسده متسببا في هلاكه وتعكر صفوة الماء من تحته بدمه..

بكاء اتسوشي لم يعد مسموعا بعد الان مقارنة بصوت صراخ الملايين من الناس حولها.. لقد كان منظرا مفزعا.. شنيعا.. ذميما.. مروعا.. بالنسبة لعيون النساء والأطفال بل وحتى الرجال..

الأمير أوسامو.. الأمير البكر للمملكة ورمز من رموز سيادتها.. محط فخرهم في الحروب لشجاعته واقدامه وجلده.. قد انتحر أمامهم للتو بابتسامة هادئة على شفتيه.. غير معير لما يحدث حوله اي اهتمام..

شهقت أتسوشي وسط دموعها.. في حين ان كل ما استطاع أكوتاغاوا فعله هو ضمها الى حضنه محاولا تهدأتها ومديرا اياها للجانب الآخر بيدين مرتعشتين كي لا ترى المزيد رغم ان ما يفعله اصبح بلا فائدة.. لا يمكنه حجب الحقيقة بعد الان..

لا مزيد من الاكاذيب الحلوة الوهمية.. لا مفر من الواقع المرير... تجسدت الحقيقة امامها وترسخت بوضوح في ذهنها وذهن الجميع الى الابد..

شدها نحوه بقوة أكبر.. محاولا جاهدا كبح ألمه هو الآخر.. وبدموع بللت وجنتيه.. قال عاضا شفتيه في ألم "أولا الأميرة.. والآن الأمير.. لماذا يحدث هذا معنا؟.. مالذنب الذي اقترفته يوتوبيا حتى تستحق ان يحدث هذا لها؟.."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

How To Make Her Love Me Again?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن