خواطر

هل حقا يجب علينا أن نبتعد؟

الكل يدعوا الى التغيير لكنه ليس دائما الحل ,,ولم يكن يوما بتلك الاجابية ..

يحثونك في احاديثهم الواعظة للتخلي عن الغير ,, وانه لا حاجة لك بهم ..

وكم يمدحون لك العزلة في تجمعاتهم ''

في الواقع لم أكن يوما شخصا يعمل بنصائح الآخرين , ولا شخصا يتأثر بالمواساة..

أنا من جرفت حياتي إلى هذا التغيير ,, أنا من قررت الابتعاد عن الناس

.. وشيئاً فشيئاً انغمست في برود هذا العالم ''

عند كل هفوة أو سوء فهم افرغت مقعدا من قائمة الاصدقاء أو المعارف,,

لم أهتم أي منا كان قد ارتكب الخطأ , ولم أفكر في الاعتذار يوماً ..

'' وهكذا غدوت ابعدهم عني من دون سببْ ..

'' استطيبت حديثي لذاتي ,, وتفرغي لمكان نومي ..

لم اتخلى عن البشر وحسب بل جرت العادة لتمس حتى ما كنت أفضل من الهوايات ,

وكأني ماعدت أحب في العالم إلا نفسي ..

' اوه وهل أحب نفسي حقاً ؟؟

'' عندما طرحت هذا السؤال بدأت أستفيق من طيات الظلام التي انغمست فيها ..

نظرت مطولاً إلى غرفتي الداكنة و التي أصبحتُ بالكاد ابرحُ أركانها ,

ثم إلى صندوق الرسائل بهاتفي و الذي كان فارغاً كما قلبي ..

دون وعي ادمعت عينايْ ''

رفعت اصبعي لالتقطها و بدهشة تسائلت عن سبب حرارتها ..

وفي لحظة نزلت رفيقتها لاجد وجهي بعد برهة قد غسلته الدموع ..

هذه المرة تسائلت عن سبب بكائي ؟؟

ما هذا الشعور المرير الذي يجتاح دواخلي ؟

'' لقد اشتقت الى ذاتي القديمة ,, إلى حياتي قبل أن يحل عليها هذا الشتاء الطويل ..

'' صحيح أتذكر ..

لقد بكيت فيها كثيراً ,, وتالمت بشدة ,, وصرخت بقوة .

لكني ضحكت ايضاً و ارتحت جداً و ابتسمت بعفوية و سخرت ايضاً ''

كانت حياةً ملونة مليئة بالمشاعرْ..

'' لماذا غابت هذه المشاعر الان ؟ لما كل شيئ يبدو رمادياً وبحلة رتيبة ؟؟

آه .. وهنا أدركت أن تلك الاوقات لم أصنعها بمفردي , بل تشاركتها معهم ...

سواءً كانت لحظات سعيدة ' او تعيسة ' لم اخلقها بمفردي بل عندما كانوا بجواري

قد ادركت الان أنه حتى لو اضطررت للعيش مع الاعداء سيكون أفضل من العيش بقلب فارغ..

لانه ليس فارغا ً حقا ً..

بل كل تلك المشاعر قد كدست بالاعماق هناك وقيدت بالظلام لا تزيدك إلا ثقلاً على ثقلْ ..

'' كنتُ أنا من دمرتُ عالمي الملون والآن يصعب علي اعادة خلقهْ ..

" إنهُ الندم بعد فوات الاوان"