سبحان اله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر
اللايك قبل القراية يا حلوين و الكومنت فى الاخر
#حسونة و جنى الأنابيب
البارت الاول
1
فى حى شعبى للنخاع ، و فى زقاق جوة حارة يادوب ممكن اتنين يمشوا جنب بعض ، حسونة كان بيحاول يعدى بسرعة قبل ما حد ييجى يوقفه فى الطريق و هو بالعربية اليد بتاعته اللى عليها قدرة فول مدمس و جنبها قدرة بليلة و اللى يادوب على اد عرض الطريق ، و اللى لو صادف ان حد عاوز يعدى من جنبه ، لازم حد فيهم يرجع لمدخل اول بيت عشان يعدوا بعض ، و عشان كده كان نازل بدرى جدا عشان يلحق يخرج من الزقاق قبل ما الناس تصحى و تبتدى تنزل من بيوتها ، لان وقتها ماكانش هيعرف يطلع من الزقاق غير بطلوع الروح ، و كان طول ما هو ماشى عمال يستغفر و يشكى حاله و يقول : استغفر الله العظيم ، يارب توب علينا بقى من عيشة الزقاق و اللى فى الزقاق ، الواحد مش ملاحق ، ياما نفسى يوم افضل نايم براحتى كده لحد ما اشبع نوم زى مخاليق الله ، لكن كل يوم على دا الحال ، و راضى يارب بحالى ، بس نفسى اشوف من نعيم الدنيا اللى بيقولوا عليه حاجة تسر القلب يارب ، نفسى اجيب للبت سعدية حاجة كده تفرحها و تشرح قلبها ، ااه يا غلبك يا سعدية ، من يوم ما اتلمينا فى حتة الجحر اللى اتجوزنا فيه و انا كل يوم اصبر فيكى رغم انى عاوز اللى يصبرنى ، بس و الله ربنا يفرجها عليا وانا انغنغك يا بت سعدية و اجيبلك كل اللى نفسك فيه
من كتر ما كان ماشى عمال يكلم فى روحه مااخدش باله انه وصل عند الحفرة اللى حافظ مكانها اكتر من مكان بيتهم ، و دى كانت حفرة كبيرة ، هبوط ارضى حصل نتيجة زلزال 92 و رغم السنين الا انها فضلت زى ما هى من غير ماحد يفكر يردمها ، كل اللى عملوه انهم بلغوا عنها مرة و لما مالقوش حد اهتم انه ييجى حتى يبص عليها ، كلهم استسلموا للامر الواقع ، الحفرة كانت ما بين الزقاق اللى حسونة ساكن فيه و مابين اول الحارة اللى بيقف على بابها بالعربية بتاعته ، و فجأة حسونة لقى العربية بتسقط فى الحفرة و من تقل العربية شدته معاها ، و انقلب هو و العربية فى قلب الحفرة لدرجة ان دماغه حست بسخونة القدرة لما خبط فيها قبل ما يغمى عليه من الخبطة
و لاننا كنا الصبح بدرى و برغم الصوت الجامد اللى حصل بسبب قلبة العربية بحسونة جوة الحفرة الا ان ماحدش حس بيهم
حسونة فضل شوية غايب عن الوعى ، لحد ما لقى نفسه بيتقلب وسط الفول و البليلة اللى اندلقوا من القدرتين و بقى عايم فى وسطهم فى قلب الحفرة
حسونة و هو هيعيط على ضياع الفول والبليلة اكتر من حاله و الوقعة اللى وقعها و اللسوعة اللى اتلسوعها من سخونية الفول و البليلة : استغفر الله العظيم ، يارب انا ماكنتش بعترض ، انا بس كنت بفضفض يارب ، لا حول و لا قوة الا بالله
حسونة بيبص لقى قدرة الفول جنبها انكسر من الوقعة ، اتخنق بالعياط و هو بيقول : اديك كنت زعلان يا عم حسونة على حالك عشان بتصحالك بدرى حبتين و رغم كده مش عارف تعيش عدل ، اشرب بقى يا فقرى و شوف هتجيب تمن قدرة جديدة منين ، ده انا كنت بلصم روحى يارب ، اللهم لا اعتراض
حسونة اتعدل و حاول يعدل العربية و زقها و طلعها برة الحفرة و رجع شال قدرة البليلة اللى اندلقت بالكامل و حطها على العربية و هو عمال يحوقل ، و رجع من تانى شال قدرة الفول اللى اندلقت و اتكسرت و قعد يقلب فيها يمين و شمال و هو بيبص على الكسر اللى فيها و فجأة لقى دخان كثيف اوى حوالين القدرة فانخض لدرجة انه رمى القدرة على الارض و هو بيقول بخوف : هى القدرة هتولع و اللا ايه ، ايه الدخان ده ، و فجأة سمع صوت زى صوت طفل صغير بيقول : انا مش عارف اشكرك ازاى ، اخيرا طلعتنى من الحاشرة اللى كنت محشورها مع القدرة دى
حسونة بيبص لقى قدامه جنى عملاق فجرى استخبى تحت عربية الفول ، فالجنى قال له بصوته اللى مش راكب ابدا مع هيئته : انت خايف ليه يا حسونة .. ماتخافش ، ده انا صاحبك و عارفك من سنين و كمان ناوى اساعدك
حسونة و هو قافل حواجبه : تساعدنى ازاى و تعرفنى منين يا جدع انت ، و بعدين هو ده صوتك و الاا انت جايب ابنك معاك و اللا ايه
الجنى : لا ، انت هتتريق من اولها و اللا ايه ، انا بس اللى صوتى كده عشان انا جنى انابيب مش جنى عادى
حسونة ابتدى يطلع من تحت العربية بترقب و قال له باستغراب : جنى انابيب ، يعنى ايه مش فاهم
الجنى : يا عم هو انت فاكر ان الطب اتقدم عندكم انتو بس ، احنا كمان الطب اتقدم عندنا من الاف السنين ، ده انتم اللى متأخرين عننا كمان
حسونة وقف بحذر ورا العربية اللى خلاها حاجز بينه و بين الجنى و هو بيقول له : يا سلام و هم الجن كمان بيخلفوا بعمليات زينا
الجنى : اصلك مش فاهم يا حسونة ، اصل كل الجن بيتجوزوا من قرايبهم فبقى عندنا مشاكل كتير فى الحاجات دى ، حتى انا ولادى برضة انابيب
حسونة : و لا هو انت كمان عندك عيال
الجنى بابتسامة حنين : و حشونى ولاد الجنية ، ماشفتهمش من تلاتلاف سنة
حسونة و هو بيهرش فى راسه : و انت كنت فين من تلاتلاف سنة
الجنى شاور على القدرة و قال : كنت حاضن القدرة
حسونة : حاضنها
الجنى : ااه حاضنها ، اصل الكسر اللى انت شايفه ده مش من النهاردة ، ده من تلاتلاف سنة فاتت
حسونة بعدم تصديق : يا سلااام ، بقى القدرة دى من تلاتلاف سنة
الجنى بامتعاض : احنا شكلنا مش هنعمر مع بعض ، انت هتتمسخر عليا يا حسونة
حسونة : انت من الصبح حسونة حسونة انت تعرفنى منين انا عاوز افهم
الجنى : يا حسونة انا معاشرك انت و ابوك و جدك كمان لان جدك لما اشترى القدرة اشتراها و انا حاضنها و فضلت حاضنها لحد النهاردة
حسونة : طب فهمنى بس الحكاية من اولها
الجنى : كل الحكاية ان من تلاتلاف سنة القدرة دى كانت عند واحد بيبيع فول برضة و وقعت اتكسرت منه فى يوم و هو واقف عليها بيبيع للزباين ، و انا كنت معدى و قعدت اضحك عليه لما شفته محتاس و الفول مبهدل الدنيا على الارض حواليه ، فابويا عفركوش زعل منى انى اتتريقت عليه و حكم عليا انى احضن القدرة و اخليها ماتخرش وافضل حاضنها و ما اسيبهاش ابدا الا لو وقعت تانى و الكسر اللى فيها كبر عن اول مرة ، و عشان كده انت لما وقعتها النهاردة و الكسر كبر شوية انا سيبتها و نزلتها من حضنى
حسونة : و انت فضلت حاضنها تلاتلاف سنة ، و كنت بتفضل حاضنها برضة و هى على النار
الجنى بفخر : انا اصلا من النار فالنار مش بتأثر فيا
حسونة بفهم : ااه صحيح ، و بعدين قال باستعطاف للجنى : طب بقوللك ايه ، ماتتم جميلك و تحضنها تانى ، انا ما معاييش فلوس اجيب غيرها
الجنى : انا اجيبلك فلوس
حسونة بحماس و هو بيلف كفوف ايده حوالين بعضها : تقصد انى ممكن اطلب منك حاجات و انت تقوللى شبيك لبيك و تعمل لى اللى انا عاوزه زى الافلام كده
الجنى و هو بيتنحنح : مش بالظبط يا حسونة بس يعنى حاجة زى كده
حسونة : هو ايه اللى كده و مش بالظبط ، ما هو يا كده يا مش كده
الجنى : الاول انا لازم اكل ، انا مابعرفش اركز و انا جعان
حسونة بدهشة : تاكل ، و انت بقى ممكن تاكل ايه على كده
الجنى : انا كنت بقضيها فول لانى ماكانش ممكن اسيب القدرة لوحدها ، لكن دلوقتى
حسونة بسرعة : دلوقتى ايه بقى ، عندك الفول اهو اللى وقع و البليلة كلهم يا عم كلهم حلال عليك ، انا ما عنديش اكل غير كده
الجنى : مش هترجع فى كلامك و تقول كلت الشغل بتاعى
حسونة بحسرة و هو بيبص على الفول و البليلة اللى مبهدلين الارض : لا يا سيدى مش هقول بالف هنا على قلبك
فجأة حسونة بيبص على الارض مالقاش عليها اى اثر للفول و البليلة اللى كانوا ماليين الحفرة و كمان لقى العربية زى الفل ماعليهاش و لا حباية فول او بليلة ، فبرق عينه من الاستغراب و قال : ايه ده ، انت كلتهم كلهم بجد
الجنى بصوته اللى كل ماحسونة يسمعه يبقى عاوز يضحك : انت يا عم رجعت استخسرتهم فيا و اللا ايه
حسونة : لا يا عم و هو انا يعنى كنت هعمل بيهم ايه ، ما كده كده كنت هرميهم بعد ما اتبهدلوا بالتراب و الزبالة اللى ماليبن الارض دول
الجنى بص على الارض و رجع بص لحسونة و قال له بامتعاض : يعنى انت كنت بتستغلنى عشان انضفلك الارض و العربية يا حسونة
حسونة باستدراك : لا يا جدع عيب عليك ماتقولش كده ، ده انا بهزر معاك
الجنى بابتسامة : ان كان كده ماشى
حسونة : انت كده كلت و شبعت صح
الجنى : انا كده نمام ، بس محتاج انام شوية احسن الفول كبس على نفسى
حسونة بتريقة : و هتنام فين بقى ، ايه هترجع تحضن القدرة من تانى
الجنى و هو بيتتاوب : لا ياعم ما خلاص خدنا افراج من القدرة
حسونة بامتعاض : شكلى هبقى منحوس حتى و انا معايا جنى الفانوس ، طالعلى من القدرة ياكل و ينام ، شوية شوية هيقوللى عاوز كوباية شاى
الجنى من وراه : يا سلام على افكارك النيرة يا حسونة ، اهو انا فعلا محتاج اشرب شاى ، انا بقالى سنين طويلة و انا بسمع عن الشاى ده و عمرى ما جربته
حسونة و هو بيزق العربية و راجع من تانى على بيته : و انت بقى جايلى انا عشان ادوقك الشاى مش كده
الجنى و هو بيتحرك من حواليه : مش انت صاحبى برضة و اللا ايه ، و كلك ذوق و صاحب واجب ، ده انا معاشرك من سنين و عارف انك من بيت كرم
حسونة : يا عم سيبنى فى موالى بلا كرم بلا هرم ، شكلك عفريت مياس و مش هستفيد منك بايتها حاجة
الجنى بامتعاض : يا عم ماتقعدش تكسر فى مقاديفى كده ، ده بدل ما تشجعنى انى اخطى اول خطوة فى طريق العفرتة و انغنغك معايا
حسونة وقف بالعربية و بص له بذهول و قال له : اول خطوة ، لا هو انت ماليكش سوابق فى الحاجات دى
الجنى : انا يا دوب طلعت نتيجة امتحان الابتدائية و ابويا لبسنى فى القدرة على طول
حسونة : ابتدائية ايه دى اللى انت بتتكلم عنها
الجنى : لا هو انت فاكرنى جاهل ، لا اصحى ، ده انا متعلم و لولا بس سقطت فى امتحان الفرنساوى ، كان زمانى فى بلاد برة دلوقتى
حسونة اتنهد ورجع يزق العربية من تانى و هو بيقول بتريقة : ساقط فرنساوى ، لا هو انتو فى مدارسكم بيدوكوا برضة لغات
الجنى بفخر : اومال ايه ، طبعا ، ده احنا بندرس كل لغات العالم ، علشان نبقى عارفين اللى بيحصل حوالينا لو جالنا شغل فى اى بلد ، مانبقاش ماشيين وسط الخلق و احنا مش فاهمين هم بيقولوا ايه
حسونة : يعنى انت بقى فلحت فى كل اللغات الا الفرنساوى
الجنى بكسوف : الكدب خيبة ، انا سقطت فى الفرنساوى ، و خدت لفت نظر فى الهندى و اليابانى
حسونة باستغراب : و ايه بقى لفت النظر ده كمان
الجنى : يعنى ناجح بالزق ، على الحروكروك يعنى
حسونة قعد يضحك و قال : الله ، امممم و اشمعنى بقى التلات لغات دول بالذات
الجنى بامتعاض : اللى بيتكلموا فرنساوى دول بحسهم رغايين اوى يا حسونة ، يقعدوا يتكلموا لحد ما الواحد يصدع و فى الاخر تكتشف انه كان بيسلم عليك
حسونة : طب و الهندى
الجنى : كلامهم زى افلامهم
حسونة : يعنى ايه دى كمان
الجنى : يعنى يخرجوك من موضوع يدخلوك فى موضوع يخرجوا على موضوع و فى الاخر تلاقى انهم بيتكلموا فى نفس الموضوع
حسونة ضحك جامد وقال : فى دى عندك حق ، طب و اليابانى
الجنى : مؤدبين و متربيين اوى يا حسونة
حسونة : و ده ايه علاقته بانك مش عارف تنجح عدل فيها
الجنى : بينحنوا كتير اوى يا حسونة و انا الغضروف عندى تعبان
حسونة باستغراب : و هم العفاريت كمان بيجيلهم الغضرف
الجنى : اصلى انحشرت فى الانبوبة و هم بيولدوا رشا
حسونة : رشا مين
الجنى : رشا مامتى
حسونة ضحك جدا لدرجة انه وقف بالعربية و وطى عليها من كتر الضحك و بعدين بص للجنى و قال له : يعنى انت امك اسمها رشا
الجنى بزعل : اسمها مامتك يا حسونة ، خليك مؤدب
حسونة و هو بيحاول يسيطر على ضحكه : طب بس فهمنى اتحشرت فى الانبوبة ازاى
الجنى : ماهى رشا كانت بالعة الانبوبة اللى حملت فيها و انا جواها ، و لما جت تولد و هم بيخرجونى من الانبوبة اتحشرت و من يومها و انا الفقرات عندى بعافية ، حتى نفسى اروح للحكيم ، بس كانت رشا دايما تطقطقهولى قبل ما احضن القدرة
حسونة : و كانت بتطقطقهولك ازاى بقى
الجنى : كانت بتاخدنى فوق الهرم و تدحرجنى من عليه
حسونة : بسيطة ، روح اتدحرج ، اهو الهرم قريب ، و لما ضهرك يفك ابقى تعالى
الجنى : لازم الاول انفذلك كل رغباتك و بعد كده اروح لرشا هى اللى تدحرجنى بمعرفتها
حسونة بفضول : طب و انت بقى اسمك ايه يا ابن رشا
الجنى بفخر : انا بيضة ابن عفركوش الرابع عشر
هنا بقى حسونة قعد على الارض و هو مش مبطل ضحك و بيقول : بيضة ، يعنى كمان مش محصل كتكوت
الجنى بزعل : اصلك غبى و مش فاهم ، انا دلوقتى بس اسمى بيضة لكن لما اتخرج من المدرسة هاخد لقبى فى العفرتة و اللى بنتوارثه جبل بعد جيل و هيبقى اسمى عفركوش الخامس عشر
حسونة : اممممممم ، نورت المحكمة يا اخ بيضة
الجنى : بلاش تريقة يا حسونة ، انا لولا انك ليك فى رقبتى جميل كنت اذيتك
حسونة قام يكمل زق فى العربية و هو بيدخلها جوة مدخل البيت اللى ساكن فى البدروم بتاعه و اللى كان بيبيت فيه العربية ، و بعدين التفت لبيضة و قال له : يا عم لا تأذينى و لا أأذيك ، روح شوف حالك و سيبنى فى حالى
بيضة : ما اقدرش اسيبك قبل ما انفذلك رغباتك
حسونة : انت مش قلت انك عاوز تنام ، روح نام ياللا و سيبنى ادخل لمراتى ابشرها بخيبتى بتاعة النهاردة
بيضة : بس انا ماينفعش اسيبك دلوقتى يا حسونة ، و كمان انا ماعنديش حتة اروحها ، هدخل معاك جوة
حسونة التفت له بحدة و قال له : تدخل فين يا جدع انت ، انت عاوزنى ادخل بيك على مراتى ، ده لا يمكن ابدا
بيضة : يا عم و هو انا اول مرة اشوف سعدية مراتك ، ما انا بشوفها كل يوم ، و كنت بتدخلنى عليها كل يوم و انت بتناولها القدرة عشان تغسلها
حسونة : بس انا ماكنتش اعرف انك كنت مع القدرة ، انت هتفضل هنا على العربية مافيش دخول جوة انت فاهم
بيضة بامتعاض : بس ده ظلم يا حسونة ، انا نفسى افرد ضهرى و انام براحتى
حسونة : ماتفرد ضهرك زى ما انت عاوز ، بس مش فى اوضتى يا بيضة
بيضة باستسلام : ماشى يا حسونة ، براحتك ، بس خليك فاكرها
حسونة بتريقة : هفتكرها يا سيدى ما تقلقش
بيضة : طب انا على ما اناملى شوية تكون فكرت انت هتطلب منى ايه
حسونة و هو واقف لقى حد من السكان نازل على السلم ، فالتفت بقلق لبيضة و قاله بسرعة : استخبى بسرعة مش عاوز قلق
بيضة بعدم اهتمام : انا عفريت ماحدش يقدر يشوفنى غيرك انت و بس
عم سعيد جار حسونة كان وصل عنده و قال : صباح الخير يا حسونة يا ابنى
حسونة بقلق : صباح الخير يا عم سعيد
سعيد و هو عمال يبص لحسونة : مالك يا ابنى هدومك متبهدلة تراب كده ليه
حسونة و هو بيبص على هدومه : اااه ، اصلى وقعت فى الحفرة اللى على اول الزقاق
سعيد بتبكيت : و هو انت يا ابنى مش عارف مكانها .. ايه .. جديدة عليك ، مش تاخد بالك
حسونة : النصيب بقى يا عم سعيد ، اللهم لا اعتراض
سعيد : المهم انت كويس ، و اللا حصل لك حاجة
حسونة : الحمدلله يا عم سعيد
يعيد و هو رايح ناحية مدخل البيت : طيب يا ابنى سلامتك ، هتوكل انا على الله بقى احسن اتاخر على الدكان
حسونة : بالسلامة يا عم سعيد
حسونة التفت لقى بيضة نايم على الترابزين بتاع السلم و بيتزحلق عليه و هو فرحان و عمال يسقف ، و كل ما يوصل لتحت يطير لحد مايطلع فوق و يرجع يتزحلق من تانى
حسونة بتهكم : انت بتلعب ، طب كمل لعبك انت و لو حبيت تروح لرشا ابقى روحلها
بيضة : ماقلتلك لما اعملك اللى انت عاوزه الاول يا حسونة
حسونة سابه و دخل الاوضة بتاعته اللى فى البدروم ، كانت اوضة كبيرة و فيها حمام ، و على جنب ترابيزة عليها شوية حلل و اطباق و بوتاجاز مسطح ، و لقى سعدية كانت بتكنس الاوضة و اول ماشافته قالت بشهقة : ايه ده ، مالك ، ايه اللى حصل لك
حسونة بخفوت : وقعت فى الحفرة
يعدية بزعل : انت لوحدك و اللا العربية كمان
حسونة : كلنا مع بعض شروة واحدة
سعدية بتنهيدة : معلش يا حسونة فداك ، المهم انك بخير ، اوعى يكون فى حاجة واجعاك
خسونة : جسمى كله اتعجن بس دلوقتى خلاص مش حاسس بحاجة
سعدية : طب ادخل استحمى على ما اجيبلك غيار نضيف
حسونة بفضول : مش زعلانة على الشغل اللى اندلق فى الطريق
سعدية : سلامتك بالدنيا يا حسونة ، الحمدلله انها جت على اد كده
حسونة دخل استحمى و غير هدومه و خرج ، لقى سعدية عملت له كوباية شاى و حطيتهاله جنب الكنبة البلدى اللى بيقعدوا عليها ، و اول ما قعد ناولتهاله و قالت له : اوعى تزعل نفسك ، فداك
حسونة بتنهيدة : و الله ما عارف اقول لك ايه يا سعدية ، المشكلة مش فى الشغل اللى اندلق فى الشارع المشكلة ان قدرة الفول انكسرت
سعدية بشهقة صغيرة : اتكسرت جامد يعنى ، ما ينفعش تتلحم
حسونة : مش عارف
سعدية : بعد ما تشرب الشاى ابقى اخطف رجلك لحد عم مسعود و اسأله
حسونة و هو بيهرش فى دماغه : كان فى حاجة كده عاوز احكيلك عليها
سعدية بقلق : حاجة ايه ، هو العربية كمان حصل لها حاجة
حسونة : لا العربية سليمة ، بس الحكاية ان ....
و ابتدى حسونة يحكى لسعدية اللى حصل من ساعة ماشاف بيضة لحد ما رجع تانى عندها ، و طول ماهو بيحكى سعدية مبرقة عينها و عمالة تتلفت حواليها و هى بتسمى بالله
حسونة لما خلص كلامه قال لها عشان يطمنها : بطلى تتلفتى حوالين روحك كده ، انا ماخليتهوش يدخل و خليته يفضل برة
سعدية و هى بتجس حرارة حسونة بايدها : انت متأكد يا حسونة من الكلام ده و اللا الوقعة اثرت على نفوخك
حسونة بامتعاض : هو انتى شايفانى بخترف قدامك يعنى ، ما انا بكلمك و انا واعى لروحى اهو
سعدية بفرحة : طب دى كانت تبقى طاقة القدر اتفتحت لنا يا حسونة
حسونة : طب تفتكرى اطلب منه ايه
سعدية : هو ده سؤال برضة يا حسونة ، فلوس طبعا ، فلوس كتير مانعرفش نعدها
حسونة : تفتكرى هيعرف يجيبهالنا
سعدية : مش بتقول عفريت ، يبقى اكيد يعرف ، قوم بسرعة اندهله و خليه يجيبلنا الفلوس دلوقتى
حسونة : طب لو جابلنا فلوس كتير هنعمل بيها ايه
سعدية بتمنى : و ده سؤال برضة ، هنجيب شقة ، و تجيب دكان تبيع فيه الفول و يبقى بتاعك ، و نروح للحكيم عشان الخلفة ، يمكن يكون اخيرا ربنا كتبلنا انه يرزقنا بحتة عيل ، قوم ياللا بسرعة اندهله
حسونة قام و قال لها : طب حطى حاجة عليكى
و راح فتح الباب وخرج يبص على بيضة مالقاهوش ، قعد يبص فى كل حتة و هو بيدور عليه و بيقول : هو راح فين ، يكونش راح لامه زى ما قلت له ، بس هو قاللى انه مش هيروح ، فجأة لقى بيضة خارج من جحر صغير اوى فى الحيطة و هو بيزعق و بيقول : ده ظلم على فكرة ، ظلم ظلم
حسونة باستغراب : انت كنت فين ، و مين ده اللى ظلمك
بيضة بزعل : انت يا حسونة اللى ظالمنى ، و مارضيتش تاخدنى معاك جوة
حسونة : انت خارج من الجحر تقول ظلم ، و ابقى انا اللى ظلمتك ازاى ، انا اللى دخلتك الجحر
بيضة : ايوة يا حسونة ، قلت اشوفلى حتة انام فيها ، و لما شفت الفار داخل الجحر بتاعه قلت ادخل انام عنده ، راح طاردنى هو راخر برة الجحر بتاعه ، و انا مابحبش اقعد لوحدى يا حسونة
حسونة : و مانت بقالك تلاتلاف سنة لوحدك و انت حاضن القدرة
حسونة بحب : عمرى ماكنت لوحدى ياحسونة ، انت على طول كنت معايا ، يا انت يا سعدية ، حتى و انا مع القدرة على النار ، كنت ببقى متونس بيكم و انتو قاعدين معايا فى الاوضة
حسونة : طب تعالى معايا
بيضة : اجى معاك فين
حسونة : على الاوضة يا سيدى تعالى ياللا
حسونة فجأة مالقاش بيضة قدامه ، و لسه هيدور عليه سمع صوت بيضة جاى من الاوضة و هو بيقول بصوت عالى : ازيك يا سعدية
حسونة جرى على الاوضة لقى سعدية قاعدة على الكنبة خايفة و بيضة واقف قدامها فقال لها : مالك يا بت خايفة كده ، ماتخافيش ده بيضة طيب و ابن حلال
بيضة : انا ابن أنابيب يا حسونة ما انا قلتلك ، انت لحقت نسيت
سعدية باستغراب : هو الصوت ده جاى منين يا حسونة
بيضة بامتعاض : يييييه ، حتى انتى كمان يا سعدية هتتريقى على صوتى
سعدية بصت لحسونة بعدم تصديق و قالت : لا هو الصوت ده صوت اسم النبى حارسه العفريت
بيضة باعتزاز : انا جنى يا سعدية
حسونة : طب يا عم الجنى ، انا خلاص عرفت هطلب ايه
بيضة : ماشى يا سيدى ، اطلب ، بس لازم تعرف ان فى شرط لكل طلب من طلباتك
حسونة : و هو انا ليا كذا طلب
بيضة : تلات طلبات يا حسونة ، يعنى كمان تلات شروط
حسونة : طب و ايه بقى الشروط دى
بيضة : كل طلب بشرطه يا حسونة
حسونة : ياسلام ، و ليه بقى يبقى فى شروط ، ماعلى طول الواحد بيطلب و الجنى يقول شبيك لبيك و ينفذ على طول من غير شروط
بيضة : ده كان زمان قبل مايطبقوا ضريبة الامنيات يا حسونة
حسونة : و ايه بقى ضريبة الامنيات دى
بيضة : دى عاملة كده ياسيدى زى ضريبة المبيعات عندكم
حسونة : اااه ، يعنى مثلا اقول لك عاوز مليون ، تقوم تخصم منهم ربع مش كده
بيضة : لا يا حسونة ، احنا عندنا بنتعامل بنظام المقايضة
حسونة : يعنى ايه بقى الكلام ده
بيضة : يعنى كل ما هحقق لك طلب هاخد منك قصادها حاجة
حسونة ضحك و قال : تاخد منى انا حاجة ، يا عمنا و ايش ياخد الريح من البلاط
بيضة : هو ده الشرط يا حسونة و ياتقبل من غير نقاش يا نفضها سيرة من دلوقتى و اروح لرشا تطقطقلى ضهرى
حسونة : يا عم هو انا حيلتى حاجة ، اهى الاوضة قدامك ، خد منها اللى انت عاوزه
بيضة : لو فى اى وقت رجعت فى كلامك يا حسونة ، مافيش رجوع
سعدية بقلق : طب هو انت يعنى اللى بتختار الحاجة اللى بتاخدها
بيضة: لا يا سعدية ، ده على حسب الطلب ، كل طلب و له مقابل ، يمكن ماتبقوش شايفينه بس لازم اخده
حسونة : يا عم ماشى انا موافق ياللا نفذلى اول طلب
بيضة : و ايه هو اول طلب
حسونة : عاوزك تملالى الاوضة دى فلوس رزم رزم ، فلوس كتييير اوى ما اقدرش اعدها
بيضة : ماشى يا حسونة ، غمض عينك و مد اديك الاتنين لقدام
حسونة عمل كده ، فبيضة بص لسعدية و قال لها : و انتى كمان يا سعدية اعملى زى حسونة ، فسعدية غمضت عينها و عملت زى حسونة ، و فجأة و هم مغمضبن سمعوا صوت خروشة بعد دقيقتين بيضة قال لهم : فتحوا
و لما فتحوا عيونهم لقوا الاوضة مدروزة رزم فلوس ، فرحوا اوى بيها و قعدوا يحسسوا عليها و يمسكوها عشان يتأكدوا انها بجد
سعدية قالت بفرحة : اخيرا يا حسونة ، دلوقتى بس نقدر نعمل اللى طول عمرنا كان نفسنا فيه ، فاول ما حسونة اتأكد ان الفلوس بجد حط ايده على الفلوس و هو بيتلفت حواليه و بيقول بلهفة : شيلى ايدك من على الفلوس يا سعدية ، الفلوس دى فلوسى انا و اول حاجة لازم اعملها انى اخبى الفلوس دى ، الفلوس دى لو حد شافها هياخدها منى