الفصل الثانى

315 37 11
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللايك و بعدين القراية و بعدبن الكومنت يا احلى حروب
2
#حسونة و جنى الأنابيب
الفصل الثانى
حسونة بقى عمال يحاوط على الفلوس و هو عمال يتلفت حواليه ، و سعدية مستغرباه ، فقالت له : اهدى شوية ياحسونة و هو مين بس اللى هيعرف حاجة عن الفلوس دى
حسونة بقلق : لازم اخبيها ، لازم اخبيها يا سعدية ، هيسرقونا، هيسرقونا يا سعدية
سعدية بتنهيدة : يا حسونة يا حبيبى ، الناس كلها عارفة اننا بنكمل عشانا نوم ، و الديون محاوطانا من كل يامة ، مين بس اللى هيعرف باللى حصل ده ، حتى العفريت لا حد سامعه و لا شايفه غيرنا
بيضة بزهق : جنى يا سعدية ، جنى مش عفريت
سعدية : ما الجن عفاريت و العفاريت جن يا سى بيضة
بيضة : بس انا لسه جنى صغير ، لما اكبر و يبقى عندى خبرة هبقى عفريت اد الدنيا و اسافر برة بقى و ادلع نفسى
حسونة بزهق : انتو قاعدين ترغوا و تتعرفوا و سايبنى محتاس
سعدية : انا معاك اهو قوللى عاوز ايه و انا اعملهولك
حسونة : فكرى معايا نخبى الفلوس دى ازاى و فين
سعدية : انت تروح تفتح دفتر فى البوستة و تحط فيه الفلوس
حسونة بغيظ : ياسلاااام ، و لما ييجوا يقولولى من اين لك هذا ابقى اقول لهم ايه ، كسبتهم فى البخت ، و اللا اقول لهم ورثتهم من جدو الباشا
سعدية : و هم دايرانين بيك اصلا عشان يسألوك على حاجة
حسونة بسخرية : اهو اللى مش داريانين بيا السنين دى كلها دول ، اول ما هيشموا ريحة الفلوس معايا مش هيهدالهم بال غير لما ياخدوهم منى
سعدية بقلة حيلة : طب هتعمل ايه بس يا حسونة ، تعالى اقعد بس و استهدى بالله كده و فكر بالراحة هتعمل ايه
حسونة راح قعد على الكنبة و هو عمال يبص للفلوس شوية و يتلفت حواليه شويه و بيضة راح نام فوق الفلوس و قال له ، ماتقلقش على الفلوس يا حسونة انا هنام عليها و احرسهالك على ماتشوف انت عاوز ايه تانى
سعدية : ايه رايك ، اول حاجة تعملها انك تسد الفلوس اللى علينا
حسونة : و هو احنا علينا فلوس كتير
سعدية و هى بتعد على صوابعها : خمسين جنية لعم سعيد ،  وعشرين جنية لام احمد ، و خمسة و سبعين جنية الايجار المتأخر ، و فلوس الكهربا و الماية ، و ….
حسونة بزهق : بس بس بس ، ايه كل ده
سعدية باستغراب : الفلوس اللى علينا يا حسونة
حسونة بتفكير : بس لو سديناها كلها نوبة واحدة كده الناس هتعرف ان بقى معانا فلوس
سعدية : اسمع ، انت تروح تدورلنا على شقة حلوة كده تشتريها و تفرشها و تنقل فيها بقية الفلوس ، و و احنا ماشيين من الحتة نبقى نسد للناس فلوسها
حسونة برفض : انتى عاوزانى اسيب الفلوس لوحدها و اروح ادور على شقق و فرش
سعدية : طب ما انا هبقى موجودة يا حسونة
حسونة برفض : لا ماينفعش
سعدية : طب ايه اللى ينفع
حسونة بتفكير : اللى ينفع ان انتى اللى تدورى على شقة و تفرشيها ، انما انا مش منقول من جنب الفلوس لحد ما ناخدها و نمشى من هنا ، و عاوزك تروحى تجيبيلنا كراتين نعبى فيها الفلوس دى عشان و احنا ماشيين ماحدش يدرى بيها
سعدية بتفكير : طب و على ايه كل ده ، ما بيضة ممكن ينقلهالنا فى البيت اللى هنشتريه ، و هو بذات نفسه ممكن يجيبلنا البيت ده
حسونة بص لبيضة لقاه نايم على الفلوس و هو عمال يتقلب و زى ما يكون مش مبسوط ، فحسونة قال له باستغراب : انت مالك زهقان كده ليه
بيضة طار بسرعة و راح وقف قدام حسونة و قال : ضهرى قافش اوى يا حسونة ، الظاهر حضنة القدرة اثرت على غضاريفى بزيادة
حسونة : خلاص تعالى اطقطقهولك
بيضة : لا ياعم ماينفعش
حسونة : ليه بس
بيضة : مش هتقدر تطلعنى الهرم و تدحرجنى زى رشا
حسونة : خلاص ، روحلها هى تدحرجك و ارجعلى بسرعة
بيضة بسخرية : يبقى هرجعلك بعد خمسين سنة يا حسونة
حسونة : خمسيييين سنة ، ليه يا عمنا
بيضة : انت نسيت موضوع الفرنساوى اللى عاوز اتعلمه كويس عشان اعرف انجح فيه و اللا ايه
و بعدين انت ناسى انى سايبهم من تلاتلاف سنة ، لازم اروح الاول اجيبلهم هدايا حلوة ، و كمان ماما وحشتنى اوى ، و لازم اشبع منها قبل ما ارجعلك ، و كمان لازم اشوف ولادى زمانهم اتخرجوا دلوقتى و بقوا عفاريت عظام
و بعدين قال باستياء : تفتكر ممكن يستعروا منى يا حسونة لما يعرفوا انى طول السنين دى ماعملتش حاجة غير انى حضنت القدرة ، و انى يادوب خدت الابتدائية
سعدية  هى بتحاول تسرى عنه : و هو حضنتك للقدرة دى كانت شوية يا بيضة ، ده انت خدمت حسونة و حمايا الله يرحمه و ابوه كمان خدمة كبيرة اوى طول السنين اللى فاتت دى ، و شوف بقى كام واحد قبل حسونة و ابوة و جده كنت محافظلهم على القدرة
بيضة بتردد : ايوة يا سعدية ، بس انا لسه ماخلصتش تعليم و عمرى ما هكمل الا اما انجح فى الملحق بتاع الفرنساوى ، و كمان لازم احقق التلات طلبات بتاعة حسونة كلها عشان يمضيلى على شهادة الخبرة
سعدية : شهادة خبرة !!
بيضة : ايوة طبعا اومال ايه ، دى اول مرة اجرب فيها العفرتة و لازم يبقى معايا شهادة معتمدة عشان احطها فى الملف بتاعى بعد كده و انا بقدم على شغل برة
سعدية بضحك : انت ليه محسسنى انك هتروح تقدم فى الجامعة الأمريكية
بيضة : يا سعدية ، انا كانت امنيتى انى ادرس فى الجامعة ، بس موضوع اللغات ده هو اللى عمل لى معوقات
حسونة بتريقة : جامعة ايه دى اللى كنت هتدرس فيها با ابو ملحق انت
بيضة بامتعاض : انت اصلا من ساعة ما شفتنى و انت بتكسر فى مقاديفى ، يا حسونة ، وانا لولا حضنت القدرة كان زمانى بقيت بروفيسير كبير
حسونة بسخرية : و هتبقى بروفيسير بقى بالملحق يا ابن رشا
بيضة و هو بيرفع صباعه بتحذير : بلاش تغلط فى مامتى يا حسونة ، كله الا ماما
حسونة : و هو انا قلت حاجة على امك انت هتتبل عليا
بيضة برفض : اسمها مامتك يا حسونة مش امك ، قلتلك ان كده عيب
سعدية : يا بيضة حسونة بيهزر معاك ، ده بس عشان بيحبك و بيعزك ، بيناغشك، و عموما ماتحملش هم ، احنا هنفكر مع بعض و اكيد هنلاقى حل لموضوع الفرنساوى ده
حسونة بغيظ : ايوة سيبو انتو بقى كل حاجة و اقعدوا حلوا مشكلة الملحق بتاع سى بيضة
بيضة بامتعاض : على فكرة بقى يا حسونة انت مش بتحبنى ، لانك لو بتحبنى كنت فكرت معايا ازاى انجح فى الفرنساوى بدل ما انت عمال تفكر فى نفسك و بس
حسونة بتعجب : و هو مين فينا اللى جاى يحل مشاكل التانى انا عاوز افهم
بيضة بخجل : انا اللى احل لك مشاكلك ، بس مافيهاش حاجة برضة لو ساعدتنى ، ده احنا عشرة سنين يا حسونة
سعدية غمزت حسونة فى رجله و قالت له : و الله يا بيضة انا لو اعرف فرنساوى كنت علمتك ، لكن انا اخرى فى الفرنساوى بونجور و بونسوار اللى بشوفهم فى التليفزيون ، ما انا راخرة ماعييش غير الاعدادية
سعدية سكتت لحظة و بعدين قالت بفرحة : بس لقيتها ، ايه رأيك نجيب لك مدرس خصوصى
حسونة باعتراض : انتى بتخرفى بتقولى ايه انتى راخرة ، مدرس ايه ده اللى هتجيبيهوله ، و هتقولى ايه بقى للمدرس ان شاء الله، تعالى ادى درس خصوصى للعفريت بتاعنا
سعدية : لا طبعا هجيبه على انه يدينى انا الدرس و يبقى بيضة حاضر معايا و طبعا المدرس مش هيشوفه
بيضة بفرحة : انا بحبك اوى يا سعدية ، انتى بتفكرينى برشا ، حنينة زبها تمام
حسونة بسخرية : طب ياسيدى ، شوفلنا بقى بيت حلو كده نشتريه و ننقل فيه بالفلوس من هنا
بيضة : تقصد ان ده تانى طلب
حسونة : لا ، تانى طلب ده ايه ، دى خدمة شخصية ، ما انا مش هعرف اخرج و اسيب الفلوس بالشكل ده
بيضة و هو باصص فى الارض : ماينفعش يا حسونة ، الكلام ده مافيهوش خدمات ، يا طلب يا مش طلب ، لو طلب هنفذهولك على الشروط اللى قلتهالك ، و لو مش طلب مش هقدر انفذهولك
حسونة : يعنى انا هجيب لك مدرس خصوصى يقعد مع سعدية عشان خاطرك ، و انت مش عاوز تعمللى الخدمة الصغيرة دى
بيضة ربع ايده بزعل و قال : انت هتعايرنى من قبل حتى ماتعمللى حاجة
سعدية بلطف : لا ابدا يا بيضة يعايرك ايه بس ، هو بس بيتكلم معاك من عشمه مش اكتر
حسونة بمهادنة : و بعدين يعنى يا بيضة انا ليا مين اتدلع عليه و اطلب منه غيرك
بيضة بابتسامة طفولية : صحيح يا حسونة ، خلاص ماشى كلامك ، هعتبر حكاية الشقة و النقل دى جدعنة منى ليك زى جدعنتك معايا انت و سعدية
حسونة بلهفة : عايز بيت كبير و واسع و يبقى فيه مكان اقدر اشيل فيه الفلوس بتاعتى من غير ماحد يقدر يوصل لها
بيضة بابتسامة : غمضوا عنيكوا و مدوا ايديكوا لقدام
حسونة بص له بقلق و قال له : طب و الفلوس
بيضة بتشجيع : ياللا بسرعة يا حسونة عشان تلحق تتفرج على بيتك الجديد
حسونة و سعدية غمضوا عينهم و مدوا ايدهم لقدام و مافيش ثوانى و سمعوا بيضة بيقول لهم : فتحوا عنيكم ياللا
حسونة و سعدية فتحوا عنيهم لقوا نفسهم جوا بيت كبير زى القصر ، فيه سلم شكله حلو اوى بيوصل لدور تانى غير اللى هم فيه ، و البيت مفروش بفرش حلو اوى زى اللى كانوا بيشوفوه فى التليفزيون ، سعدية قعدت تلف حوالين نفسها بفرحة و هى بتتفرج على البيت و قالت بفرحة : الله .. هو ده البيت يا حسونة اللى هنعيش فيه ، ده اكبر من الزقاق بتاعنا كله
حسونة : زقاق ايه بقى ، انسى الزقاق و اللى فى الزقاق
و بعدين بص لبيضة اللى كان قاعد على الترابزين و بيمرجح رجليه و قال له : و فين الفلوس يا بيضة
بيضة : ماتقلقش يا حسونة ، الفلوس فى امان ، فوق فى اوضة النوم فى خزنة كبيرة مفتاحها فى جيبك
حسونة حط ايده فى جيبه لقى مفتاح فرجعه تانى بفرحه فى جيبه و قال لبيضة : طب ياللا بقى يا عم .. استعد للطلب التانى
بيضة : اطلب يا حسونة ، بس اوعاك تنسى الشرط
حسونة بتفكير : انا المرة اللى فاتت ماكانش حيلتى حاجة ابكى عليها ، لكن دلوقتى .. دلوقتى انت ممكن تاخد الفلوس ؟
بيضة هز راسه برفض و قال له : ما قولتلك ياحسونة ، ان الحاجة اللى باخدها ممكن ماتبقاش شايفها من اصله
حسونة : يعنى حاجة مش مهمة
بيضة : على حسب يا حسونة
حسونة بفضول : طب هو انت خدت ايه المرة اللى فاتت
بيضة و هو بيربع اديه : مسيرك تعرف لوحدك
حسونة : بص ، طالما مش هترجع تاخد العز ده كله من تانى ، خد اللى تاخده ، و انا اصلا ماكانش حيلتى حاجة من الاساس
بيضة بزعل : بالعكس يا صاحبى ، كان عندك كل حاجة الا الفلوس
حسونة بسخرية : طب ماهى الفلوس كل حاجة يا جدع ، انت بس عشان مقضى عمرك كله مع القدرة مانتش فاهم حاجة
بيضة بابتسامة أسى : الايام بيننا يا حسونة
حسونة : بقولك ايه يا بيضة ، انا عاوزك تجيبلى مستلزمات الناس الاغنيا كلها
بيضة : و ايه بقى المستلزمات دى
حسونة وهو بيعد على صوابعه : مستلزمات الفخامة يا جدع  ، يعنى العربيات و اللبس و المجوهرات و الخدم و الحشم
بيضة : ايه يا عمنا ،حيلك حيلك ، انت عاوز كل ده فى طلب واحد
حسونة : ايوة كله فى طلب واحد ، لان كل ده اسمه مستلزمات الفخامة و ماينفعش تجيبلى حاجة و حاجة لا ، لازم كله مع بعضه
بيضة : بس كده المقابل كمان هيبقى كذا حاجة يا حسونة
حسونة : ما انا قلت لك ، طالما مش هتيجى ناحية الفلوس خد اللى تاخده
سعدية بقلق : طب مش تعرف بس الاول هياخد ايه يا حسونة
حسونة : يعنى هياخد ايه يا بت يا هبلة انتى ، ايش ياخد الريح من البلاط ، و طالما الفلوس هتفضل معانا يبقى ياخد اللى ياخده
سعدية : ايوة يا حسونة ، بس احنا برضة لازما نعرف
حسونة : اسكتى انتى خالص ، انا عارف انا بعمل ايه
بيضة بقلة حيلة : براحتك يا حسونة ، غمض عينيك و مد ايديك لقدام
حسونة : ياللا يا بت يا سعدية غمضى عينك بسرعة
بيضة : لا ، مش لازم سعدية النوبة دى تغمض عينها معاك يا حسونة
حسونة غمض عينه و مد ايده لقدام و هو بيقول : مش هتفرق ، المهم انى افتح الاقى كل اللى انا عاوزه
بيضة سقف بايده و قال : فتح يا حسونة
حسونة لقى روحه لابس ارقى لبس و سعدية كمان و لقى البيت بيشغى بالشغالين حواليه رايحين و جايين ، و قدامه صندوق كبير مليان جواهر اول ما حسونة عينه جت عليه بسرعة راح ناحية الصندوق قفله و قعد عليه و هو بيقول لبيضة بنرفزة : انت غبى ، ازاى تسيبه مفتوح كده قدام الشغالين
بيضة و هو مربع ايده : ماتقلقش ، الشغالين مايقدروش يشوفوه ، انا بس جيبته قدامك عشان تشوفه بنفسك يا حسونة ، و على فكرة انا مش غبى
سعدية : ماتزعلش يا بيضة ده من عشمه ، اوعى تزعل منه
بيضة بابتسامة لسعدية : ماشى يا سعدية ، بس ماقلتيليش .. مبسوطة
سعدية و هى عمالة تتفرج على كل حاجة : الا مبسوطة ، بس الصراحة صعبان عليا اننا بعدنا عن اهل الزقاق
حسونة بغلظة : شكلك هتفضلى طول عمرك فقرية ، ده بدل ما تبصى لفوق ، اوامك لحقتى حنيتى للفقر من تانى
سعدية خدت على خاطرها من كلام حسونة اللى اول مرة يكلمها بالاسلوب ده فبصت له بزعل و قالت له : طب بزمتك اهل الزقاق مش هيوحشوك ، دول كانوا اكنهم اهلنا بالظبط
حسونة بسخرية : و لو كانوا اهلنا بجد ، خلاص مابقوش من توبنا
سعدية : توبنا ايه بس يا حسونة ، دول ماكانوش بيتحملوا علينا الهوا
حسونة : اقفلى خالص على السيرة دى انا مش عاوز اسمعها ابدا تانى
سعدية : طب هتبعتلهم الفلوس اللى كانت علينا ازاى
حسونة بغضب : فلوس ايه دى اللى ابعتهالهم انتى اتجننتى ، انا الفلوس دى ماحدش هياخد منها جنية واحد
سعدية باستغراب : بس ده دين علينا و احنا ربنا فرجها علينا ، يبقى ليه مانسدش
حسونة : حلوة نسد دى
سعدية بتوجس : فى ايه يا حسونة ، انت ليه بتتكلم بالشكل ده
حسونة بغلظة : فى انى عاوز اعيش و اتمتع بالدنيا و ما فيها و مش عاوز وجع دماغ
سعدية مابقيتش عارفة ايه اللى بيحصل ، ده مش حسونة اللى معشراه بقالها سنين ، معقول الفلوس تغيره بسرعة كده فى الكام ساعة دول
حسونة بص لبيضة و قال له : طب هتحطلى الصندوق ده كمان فى الخزنة مع الفلوس يا بيضة و اللا ايه
بيضة بسخرية : و ده جدعنة برضة و اللاطلب
حسونة بضحك : جدعنة طبعا و فرجنى بقى على بقية الحاجات اللى جيبتهالى و كمان عاوز اشوف الخزنة بعنيا و اتمم عليها
بيضة سقف بايدة حسونة لقى روحه مع بيضة و سعدية فى قلب اوضة كبيرة حيطانها من الفولاذ و الفلوس مترصصة جواها مالياها و صندوق المجوهرات محطوط معاهم
حسونة : و الاوضة دى بابها فين يا بيضة
بيضة بفخر : بابها من الدولاب بتاعك يا حسونة ، تعالوا ورايا
سعدية و حسونة مشيوا ورا بيضة لقوا نفسهم ماشيين فى دهليز طويل لحد ماوصلوا لباب ، لما حسونة فتحه لقى نفسه فى قلب دولاب ، و خرج منه فى اوضة نوم ضخمة جدا
سعدية : الله يا حسونة ، ايه الحلاوة دى ، بقى كل ده بقى بتاعنا و هنعيش
فيه على طول ، تعرف يا حسونة ، مابقاش ناقصنا غير حاجة واحدة بس
حسونة باستغراب : حاجة ايه دى اللى نقصانا
سعدية بتمنى : نروح للحكيم عشان موضوع الخلفة ، و ربنا يرزقنا بعيل و اللا اتنين يملوا علينا الدنيا
حسونة بصلها بجمود و قال : انا فعلا لازم يبقى عندى عيال ، عيال كتير اوى ، و هعمل اللى عليا و هوديكى للحكيم ، لكن لو لقيت الموضوع هيطول ، انا لازم اتجوز ، ااه طبعا ، اومال بعد عمر طويل هسيب الهلومة دى كلها لمين، هتجوز واحدة و اتنين و تلاتة كمان ، المهم يبقى عندى عيال
سعدية بصدمة : انت عاوز تتجوز عليا يا حسونة
حسونة : و ما اتجوزش ليه ، انا صغير و بصحتى ، و بعدين ده شرع ربنا
سعدية بغضب : و اشمعنى بقى عاوز تطبق ده بس من شرع ربنا ، و هو لما تبقى مستلف و مديون من الناس و بعد كده ربنا يكرمك و برضة ماتسدش اللى عليك و تاكل حق الناس ده كمان شرع ربنا ، انت هتعمل شرع لوحدك و اللا ايه
حسونة مسك سعدية بغضب و قال لها : اياكى تعلى حسك عليا تانى مرة انتى فاهمة ، انا مش هعاقبك النوبة دى عشان مش عاوز انكد على روحى فى يوم زى ده ، لكن لو اتكررت تعملئ حسابك انى هحبسك زى الكلبة فى اى اوضة و مش هتلاقى حتى العيش الحاف لحد ماتموتى من الجوع ، انتى فاهمة
انا بكرة هوديكى للحكيم عشان بس ابقى عملت اللى عليا ، لكن لو لقيت فيكى عيب مايتداواش ، هكون متجوز عليكى من تانى يوم .. انتى فاهمة
سعدية دموعها نزلت و هى مش عارفة تقول له ايه ، لقته بص لبيضة و قال له : فاضل بقى اخر طلب يا بيضة
بيضة و هو باين عليه الزعل عشان سعدية : و ايه هو بقى الطلب التالت يا حسونة
حسونة بمكر : الطلب التالت يا بيضة ، انك تفضل معايا طول ما انا عايش و تلبيلى كل طلباتى اللى بطلبها منك
بيضة بصدمة : بس احنا ما اتفقناش على كده يا حسونة
حسونة بعدم اهتمام : بس انت وعدتنى انك تنفذلى التلات طلبات بتوعى
بيضة : بس انت كده بتخل باتفاقنا يا حسونة
حسونة : انا لا خليت و لا خللت ، انت سألت ايه الطلب التالت و انا قلت لك عليه و فرض عليك انك تنفذه
بيضة باعتراض: و ايه بقى اللى خلاه فرض يا حسونة
حسونة بمكر : ما هو يا بيضة يا حبيبى ، لو انت مانفذتش اللى قلتلك عليه ، مش همضيلك عل الشهادة بتاعة الخبرة بتاعتك
بيضة بذهول : بقى هى دى اخرتها يا حسونة ، بقى بعد مانفذتلك طلبين ، و كمان عملت معاك حركة الجدعنة بتاعة البيت و جاى دلوقتى تساومنى
حسونة : تؤ تؤ تؤ ، اخص عليك يا بيضة ، و ليه بس الاسامى الكبيرة دى ، انا مش بساومك لاسمح الله ، انا بس حبيتك و مش عاوزك تفارقنى ابدا بعد كده
بيضة : و لما انت بقى تخلينى معاك طول ما انت عايش ، لما تموت بقى مين اللى هيمضيلى على شهادة الخبرة بتاعتى
حسونة : لا يا سيدى ماتقلقش ، ان كان على الامضا ، انا همضيلك على الشهادة ، بس بعد ماتدينى كلمة شرف انك هتفضل معايا و تفضل فى خدمتى طول عمرى
بيضة بزعل : ماشى يا حسونة ، اوعدك انى افضل فى خدمتك طول عمرك ، بس برضة لازم تفتكر ان كله بتمنه
حسونة ببهجة و حماس : ما احنا خلاص اتفقنا على الحكاية دى من زمان ، طالما مش هتيجى ناحية الحاجات اللى بطلبها اعمل ما بدالك
بيضة : اتفقنا
حسونة بسعادة : شفت بقى سهلة ازاى ، فكها بقى ، و روح بسرعة شوفلى احسن حكيم فيكى يا مصر و احجزلى عنده عشان اوديله سعدية يعالجها
بيضة اختفى ثوانى و رجع و قال له : دكتور منصف عبد المجيد ، و حجزتلكم معاد بكرة الساعة تمانية بالليل
حسونة : الله عليك ، تعالى بقى فرجنى على العربيات اللى جبتهالى
خرج حسونة مع بيضة و ساب سعدية لوحدها من غير ما يطلب منها تروح معاهم زى ماكان بيعمل ، راحت رقدت على حرف السرير و دموعها مغرقة وشها و هى بتفتكر كل الكلام اللى حسونة قالهولها
مش ده ابدا حسونة جوزها اللى عايشين مع بعض على الحلوة و المرة ، مش ده حسونة اللى دايما شايل حملها و شايلة حمله ، مش ده حسونة اللى كانت كل ماتجيب سيرة الخلفة كان يقول لها انتى عندى بالدنيا و مافيها
مش ده حسونة اللى عمره ما استحل مليم مش من حقه
فين حسونة اللى دايما الاستغفار مابيفارقش لسانه و اللى عمره ما اشتكى غير لربنا ، اللى كان دايما مسلم اموره لله
سعدية من كتر العياط و الاحداث اللى حصلت معاها طول اليوم نامت فى مكانها بهدومها من غير ماتحس
حسونة راح اتفرج على العربيات اللى بيضة جابهومله ، كانت كذا عربية لماركات غالية جدا و موديلات اخر موضة ، بعدها التفت لبيضة و قال له بمرح : تصدق انا نسيت اكل ، انا جعت و عاوز اكل من اكل ولاد الذوات ، عاوز المحمر و المشمر ، ديك رومى و كباب و كفتة  و محاشى و سلطات و الذى منه
بيضة بسخرية : و هتقدر عليهم
حسونة بحماس : و اقدر على اكتر منهم ، هاتلى بس ياللا اللى قلتلك عليه
بيضة سقف بايده ، حسونة بص لقى السفرة اتملت من خيرات الله و مما تشتهى الانفس زى ما بيقولوا
حسونة راح بسرعة على الاكل و قعد ياكل بنهم من كل حاجة فبيضة بص له  وقال له : طب مش هتنده على سعدية تيجى تاكل معاك ، هى كمان ما اكلتش
حسونة : اما اخلص اكل ابقى اقول لها تيجى تاكل
بيضة طلع اتشعلق فى النجفة و هو بيتفرج عل حسونة وهو زعلان من اللى حصل و متضايق عشان سعدية ، و مرة واحدة طار على فوق و راح عند سعدية عشان يقول لها تروح تاكل ، فلقاها كانت نامت و دموعها على خدها ، و بتتململ فى مكانها و يا دوب بتتعدل و هى بتصحى من النوم ، فبيضة قال فى سره : عينى عليكى يا سعدية ، كان نفسى تكون ماما رشا معايا دلوقتى ، كانت اكيد هتقوللى اعمل ايه عشان افرحك ، بس معلش نصيبك و نصيبى كده
لسه بيضة هيقول لسعدية تنزل تاكل لها لقمة سمع صوت حسونة و هو بيصرخ عليه فطار لحد عنده و قال له : مالك يا حسونة بتصرخ ليه
حسونة و هو ماسك بطنة : بطنى فيها سكاكين بتقطع فيها ، ضيعلى الوجع ده بسرعة
بيضة : انا ما اقدرش اعمل كده ، انا كل اللى اقدر اعمله انى اجيب لك حكيم
حسونة : اتصرف بسرعة مش قادر الوجع هيموتنى ، مش قادر حتى اخد نفسى عدل
بيضة سقف باديه ، فحسونة لقى نفسه نايم فى اوضة النوم على السرير و الحكيم بيكشف عليه ، و سعدية دموعها مغرقة وشها و باين عليها الخوف و القلق
الحكيم بعد ما خلص كشف ، سعدية قالت له بلهفة : خير يا دكتور ، ماله
الحكيم و هو بيكتب حاجة فى الروچتة : عنده تلبك معوى شديد ، و شاكك ان فى حاجة مش مظبوطة فى معدته ، مبدأيا هديله حقنه تسكن له الالم ده والعلاج ده ييجى و ياخده بانتظام
و مافيش اكل غيرعيش اسمر و جبنة بيضا دلعة و زبادى لحد مانعمل منظار و نحدد الدنيا فيها ايه
الحكيم ادى الحقنة لحسونة و بعد ماسابهم و خرج ، سعدية قالت لحسونة بسرعة : عاوزة فلوس اديها للحكيم يا حسونة
حسونة و هو بيتوجع : خلى بيضة يجيب فلوس و اديله بس من غير ما ياخد جنية واحد من الخزنة
سعدية بصت لبيضة بقلة حيلة ، فبيضة مدلها ايده بفلوس اخدتها و نزلت بسرعة ورا الحكيم اديتهاله و رجعت تانى لحسونة و قالت له و هى لسه الزعل واضح على ملامحها : سلامتك يا حسونة الف سلامة ، ان شاء الله لما نمشى على تعليمات الحكيم هتخف و تبقى زى الفل
حسونة برفض : بقى يوم ما ابقى عايش فى النعمة دى كلها ، ما اقدش اكل لقمة عدلة ، هرجع من تانى للجبنة الدلعة و العيش الاسمر
سعدية بتنهيدة و قلة حيلة : معلش يا حسونة على ما بس تخف و تبقى تاكل كل اللى نفسك فيه
حسونة بص لبيضة و قال له بصيغة الأمر : شوفلى حل بسرعة
بيضة  : اسف يا حسونة ، ما اقدرش اعمل لك حاجة ، و لا المرض و لا الحياة و لا الموت اقدر اتدخل فيهم

حسونة و جنى الأنابيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن