انقلاب الأحوال

12 2 3
                                    

"يا مُبعثَرَ الحال ستنقلب في قلبكَ الأحوال"

كان ذلك كان آخر ما قالته عندما قال:
-ورودٌ ترتَجِف والرِّياحُ تتمايلُ.

ومن حينها وهي انقطعت عن الكلام معه.

مع جلوسها معه بنفس الغُرفة، تقضي معظم الوقت تكتب، والمتبقي من الوقت تنام.

داخله يتآكل، لم يعتد أن تبقى صامتة بذلك الشكل المُرعب.

ليست المرة الأولى التي يريدها أن تتحدث، ولكنها المرة الأولى التي يُصارح نفسه بذلك.
هو منجذبٌ لبشري.

يروقه وجودها، حديثها، غيظها له، وحتى لقبه الذي اعتاد سماعه.

-ضَيْ.
ناداها بِصوتِهِ الأجش.

لم يغمض لها جفنٌ بل انغمست أكثر في ما تَكتِبَهُ.
تنهدَ باستياء.
استقام من مكانه بترددٍ مُتَّجِهًا إليها.
جَلَسَ أمامهَا ولم تتحرك.

ممسكًا بفكها برقةٍ مديرًا وجهها تجاهَهُ قال:

-لا تتجاهليني يا ضَيِّي.

بعدما كانت تتجاهل النظر لعيناه طيلة الأيام الفائتة أصبحت لا تنظر لشيء سوى عيناه.

- ولما لا أتجاهلكَ يا عَـدِيّ ؟،أهاذا يزعجكَ أم يحرِّك شيئًا داخلكَ؟

تبعثرت انفاسه كقلبه التائه.

شيءٌ داخله وهو يشعر بِهِ،شيء يلقي بهِ إلى الهاوية وهو لا يستطيع تحديده.

كل ما يعرفهُ أنه منجذبُ لضيْ بقوة ولكن مازال لا يثقُ ببشر.

وهي تعلم.

كيف انجذب ؟ لا يعلم.

وهي؟

أكثر من يعلم!.

قالت تراقص حاجبيها:

- منجذبٌ لي؟، رُبمَا مُعجَب ممم؟

تركَ فكَّها واخذ يحُك يداه ببعضهما البعض بتوتر .

ابتسمت هيا لتأكدها بما يجول في عقله .

حادثها مُندفعًا:
- بل أُحبُّكِ!.

لنقل أنها دخلت في حالة من الذُّهول.
عضت على شفتها السفلية وضحكت بتوتر قائلةً بشيء من المرح:
-قُلتها وأخيرًا!، ظننت أن الدود سيأكل عظامكَ ولن تنطقها.
ضحك بتوتر ولم ينبس ببنت شِفه.

دقائق مرت وهي تلعب في أصابِعِها، وهو فقط ينظر للفراغ.
شعور غير مفهوم ولكنه مُخيف يحتل دواخله.
سؤال يتحرك في رأسه كالماراثون يأبى الخُرُوجٌ إلى النور.
فتح فمه مقررًا أن يخرجه:
"أأنا الوردة المُرتجفة أم الرِّياح التي تتمايل؟"

••
~نهاية الفصل.
الرواية قاربت على الإنتهاء:(

بَشَرٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن