خسران

2.4K 249 73
                                    

_مقتبس_عن_قصة_واقعية

تعالت دقات الطبول تعلن عن الأحتفال بالزفاف وتجمع أهل القرية فى منزل العروس التى لم تستقبل اي منهم بعد ، كذلك والدتها حكمت لم ترحل بالضيوف بل اجتمعت بابنتها العروس التى أنهت زينتها للتو فى حجرتها .
جلست فاتن أمام أمها لكن عقلها شارد فى حبيبها راضى الذى ستزف إليه بعد قليل، لقد كان زواجهما صعبا فهى فاتن ابنة المعلم محمود سعدون اكبر تاجر خضروات فى قريتهم الصغيرة أما راضى فمجرد شاب ببداية حياته نشأ يتيما وبالكاد نجحت أمه في الوصول به وبأشقائه الأربع إلى بر الأمان ليبدأ كل منهم يشق طريقه فى الحياة وكان هو الأصغر لذا ستتزوج بشقة حماتها وقد قبلت بتجهيز غرفة واحدة لها ولولا أنها أخبرت أمها صراحة أنها تهيم به عشقاً وإن رفضوا زواجها منه ستهرب من المنزل وتتزوجه رغماً عنهم ما قبل أبيها بهذه الزيجة التى لا تتناسب مع مستواه ولا مستوى جمال ابنته التى هى اجمل فتيات القرية.
لقد كسبت التحدى فقد كان راضى مطمع الكثير من فتيات مدرستها الثانوية التجارية رغم فقره لكنها تتذكر جيدا مراقبتها ومراقبة الفتيات أيضاً له أثناء عمله في ذلك المشروع القريب من المدرسة لتقسم أن يكون لها وقد كان.
عادت فاتن تتطلع لملامحها فى المرأة بسعادة لتجذبها أمها نحوها بحدة
_ يا بت خليكى معايا، قطيعة المرايات وقرفها
_ فى إيه بس يا ماما؟
امتعضت ملامح حكمت واصدرت شفتيها صوتا يعبر عن اعتراضها مع نظرة شديدة الحدة  وهى تقول
_ اسمعينى كويس هم ماكانوش يحلموا إننا نرضا بيهم ، حماتك ست مش سهلة وانت هتعيشى معاها، ولا بقا سلايفك وطولة لسانهم وكل واحدة هتعمل عليكى الكبيرة وانت لازم من الأول كده تعملى لنفسك اعتبار بدل ما تداسى تحت الرجلين
هزت فاتن كتفيها بدلال زاد من غضب أمها
_ وانا مالى بيهم يا ماما انا هتجوز راضى مش هتجوز أمه وحريم اخواته
وكزتها حكمت بحدة دعتها لإظهار التذمر وتنحية هذا الدلال الذى لا ترضاه
_ يا بت اعملى لنفسك قيمة وسطيهم واللى يقولك بم قولى له على قلبك وتزم وعرفيهم مين ست البيت ومين اللى ليها كلمة فيه والمحروس بتاعك بيحبك اوعى يمشى عليكى كلمة قدامهم خليهم كلهم يعرفوا الفرق بينك وبينهم
ضحكت فاتن بخبث ارتاحت له حكمت
_ من الناحية دى اطمنى يا ماما ده انا همشى حماتى على العجين ماتلخبطوش بس يلا نخرج بقا الزفة هتبدأ
_ انا عارفة انت مستعجلة على إيه يلا ياختى

وقف راضى فور ظهور فاتن وقد هللت ملامحه بشرا وسعادة ووقف بجواره أشقائه ليمنع أخيه الأكبر اندفاعه نحوها فور ظهورها رغم صراخ ملامحه باللهفة لذلك.
كان جمال العروس حديث جميع الحضور والأغلب يرى أن الزواج غير متكافئ لكن هذا الشاب سعيد الحظ ليحظى بالزواج من فتاة بهذا الجمال والثراء .

انتهت مراسم الاحتفال ووصل راضى لمنزله الذى نشأ بين جدرانه يصحب عروسه الفاتنة أما أمه فستقضى الليلة بمنزل أخيه الأكبر أحمد.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 16, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خسران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن